كان منتخب «الديكة» الأفضل مقارنةً بنظرائه الأوروبيين في بطولة كأس العالم الماضية، حيث وصل لاعبو المدرب ديدييه ديشامب إلى المباراة النهائية، وخسروا اللقب أمام الأرجنتين بعد الاحتكام إلى ركلات الجزاء، عقب انتهاء المباراة ضمن أشواطها الأساسية والإضافية بنتيجة (3-3). ثلاثة أشهر تقريباً مرّت على وصافة فرنسا للعرس الكروي في قطر. مدّة كافية تغيّر خلالها الكثير ضمن تشكيلة المنتخب على غرار تنحّي القائد هوغو لوريس عن منصبه إثر الاعتزال الدولي، كما الحال بالنسبة إلى المدافع رافاييل فاران.
وفي وجه المتغيرات الحاصلة، ظلّ ثابتٌ واحد: استمرار خطف النجم الشاب كيليان مبابيه للأضواء. فبعد ارتفاع أسهمه في بورصة كرة القدم العالمية إثر تتويجه هدّافاً للمونديال بواقع ثمانية أهداف (جاء ثلاثة منها في النهائي)، تم إعطاء مبابيه شارة قيادة منتخب «الديكة» خلفاً للوريس.
فرض مبابيه نفسه نجماً أوّل للمنتخب إثر مساهمته في إحراز لقب كأس العالم عام 2018 في روسيا، عندما نال جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة حينها. واستمر مهاجم باريس سان جيرمان في التألق بعدها حتى فرض نفسه كأحد أبرز المهاجمين في العالم. يشهد على ذلك تسجيله 36 هدفاً في 66 مباراة دولية علماً أنه استهل مشواره مع المنتخب الفرنسي عام 2017.
ورغم اعتبار جزء كبير من الوسط الرياضي قرار الجهاز الفني صائباً، إلا أن تعيين مبابيه قائداً، أدى إلى تفشّي أزمة بين عناصر المنتخب الفرنسي، وذلك وبحسب صحيفة «ليكيب» الفرنسية. وتحدثت الصحيفة في تقرير لها عن وجود حساسية عند بعض اللاعبين الفرنسيين، لا سيما المهاجم أنطوان غريزمان الذي يعتبر نفسه أحق بالشّارة تبعاً لأرقامه وخبرته في المنتخب، ثم لفت بأن هناك شكوكاً حول إمكانية اعتزال غريزمان الكرة الدولية على خلفية الاكتفاء بتعيينه نائباً للقائد مبابيه، رغم إنه كان القائد الثاني في المنتخب بعد هوغو لوريس خلال الفترة السابقة.
هناك حساسية بين اللاعبين الفرنسيين على خلفية تعيين مبابي قائداً للمنتخب


وفي خضم المتغيرات الجديدة، سوف تتمثّل العقبة الحقيقية في الاختبار الصعب أمام هولندا بقيادة المدرب رونالد كومان، الذي عاد إلى الدكّة الفنية لمنتخب «الطواحين» خلفاً للويس فان خال المتنحّي عن منصبه بعد الخسارة من الأرجنتين في ربع نهائي قطر 2022.
كان المنتخب الهولندي مرشحاً للذهاب بعيداً في المونديال العربي الأخير، على خلفية خوضه 19 مباراة بدون هزيمة قبل الخسارة أمام الأرجنتين، بطلة العالم في نهاية المطاف. ويأمل كومان أن يستأنف مشواره مع المنتخب بفوزٍ أمام وصيفة المونديال.
هي مباراة منتظرة بين منظومتين تتّصفان بأسلوب اللعب الشامل، والكمال في مختلف الصفوف، قد تكون الكلمة النهائية فيها للنجاعة الفرنسية في الهجوم بقيادة مبابيه، أو لمهاجم ليفربول كودي غاكبو الذي يقود خط الطواحين الأمامي أملاً بتحقيق أمجاد طال انتظارها.
لكن في ظل الإصابات المختلفة بين الفريقين، سوف يجد ديشامب وكومان صعوبة في حصد الانتصار.
ويعاني «الديكة» من نقص في مركز قلب الدفاع نظراً إلى اعتزال فاران وكثرة الإصابات. سبق وأن تعرّض برسنيل كيمبيمبي لإصابةٍ أبعدته حتى نهاية الموسم، ثم خرج مدافع تشيلسي ويسلي فوفانا من قائمة المنتخب بسبب إصابة في الأوتار، ليلتحق بمدافع آرسنال المصاب ويليام ساليبا. مقابل ذلك، أعلن الحساب الرسمي للمنتخب الفرنسي استدعاء الثنائي آكسيل ديساسي مدافع موناكو، وجان كلير توديبو، لاعب نيس.
من جهته، يفتقد منتخب هولندا خدمات متوسط ميدان نادي برشلونة فرينكي دي يونغ إثر شعوره بآلام في الفخذ، و بيرغوين مهاجم أياكس أمستردام للإصابة في الركبة. ووفقاً للاتحاد الهولندي لكرة القدم، تمت إضافة دونييل مالين لاعب بوروسيا دورتموند وجوي فيرمان لاعب أيندهوفن لتعويض المصابين.



نابولي جاهزة للمواجهة الاقوى

(أ ف ب )

تستهل إيطاليا حملة الدفاع عن لقبها بمباراة نارية ضد ضيفتها إنكلترا اليوم (الساعة 21:45) في نابولي، في إعادة لنسخة 2020 التي أقيمت في 2021، حيث غنم «سكوادرا أتزورا» اللقب بركلات الترجيح. ورغم إخفاق عدم التأهل إلى المونديال، بقي روبرتو مانشيني مدرّباً واستدعى وجوهاً جديدة، بينها ماتيو ريتيغي (23 عاماً)، الأرجنتيني المولد وهداف الدوري الأرجنتيني مع تيغري العام الماضي. وقال مانشيني: «منذ سنوات، قيل إنه يتعيّن عليك أن تولد في إيطاليا كي تمثّل المنتخب الوطني. لكن العالم تغيّر، وكل المنتخبات باتت تملك لاعبين مجنسين أو قادمين من دول أخرى». ويتوقع أن تتأهل إيطاليا رفقة إنكلترا عن المجموعة الثالثة التي تضمّ أيضاً أوكرانيا الجريحة ومقدونيا الشمالية ومالطا. واليوم أيضاً تلعب البرتغال بقيادة لاعب النصر السعودي، كريستيانو رونالدو ضد ليشتنشتاين في ذات التوقيت.
ومن جهتها تستغل إسبانيا حملة الدفاع عن لقبها يوم السبت المقبل (الساعة 21:45) ضد النروج.


السويد تستعين بزلاتان
يوم الجمعة الساعة 21:45 بتوقيت بيروت سيكون عشاق كرة القدم في العالم على موعد مع عودة النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش للمنتخب. ويواجه منتخب السويد نظيره البلجيكي في مباراة مرتقبة. وتعليقاً على هذه العودة قال نجم نادي ميلان الإيطالي ـ والذي بات أكبر لاعب سناً يسجل هدفاً في تاريخ الدوري الإيطالي (41 عاماً) ـ إنه يريد الاستمرار «ليُقارن بالآخرين»، ليس فقط لسنّه بل لمستواه: «أنا لست هنا من أجل القيام بأعمال جيدة. أنا هنا لألعب وأحقّق النتائج من خلال أدائي. وآمل في أن أستمر بالقيام بذلك». وفي حال شارك إبراهيموفيتش في واحدة من مباراتَي منتخب بلاده المقبلتين أمام بلجيكا ثم أذربيجان، فسيحطّم الرقم القياسي للحارس الإيطالي دينو زوف الأكبر سناً الذي سيخوض مباراة في تصفيات الكأس القارية (40 عاماً و90 يوماً في عام 1983).