«لكل حقبةٍ نهاية». هكذا وصف مدرب مانشستر يونايتد الحالي إريك تن هاغ السباق الثنائي بين مانشستر سيتي وليفربول على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز في الفترة الماضية. قوبل تصريح المدرب الهولندي بالسخرية والتهكم حينها، غير أنّ تصدُّر فريق من خارج السرب لقمّة الدوري على حساب البطلين السابقين أثبت صحة المقولة.يحتل نادي آرسنال قمة ترتيب «البريمييرليغ» بـ63 نقطة، مبتعداً عن الوصيف مانشستر سيتي بخمس نقاط. انتصاره الأخير (3-2) على بورنموث عكسَ شخصية البطل، حيث قَلَبَ «الغانرز» التأخر من هدفين نظيفين، إلى فوزٍ في الدقيقة 97. هو الموسم الأفضل للفريق اللندني منذ سنواتٍ عديدة. يعود تتويج الفريق الأخير في الدوري إلى عام 2004، مع المدرب الفرنسي الأسبق آرسين فينغر. عرف النادي العديد من التخبّطات بعدها إلى أن استقر مع المدرب الحالي ميكيل أرتيتا.
يعد آرسنال إحدى أبرز «مفاجآت» الكرة الأوروبية، إثر عودته إلى المنافسة بعد سنواتٍ من السّبات. إذا فاز الفريق بلقب الدوري لهذا الموسم، سوف يكون «المدفعجية» البطل الثالث في آخر أربع نسخ، بعد مانشستر سيتي (مرتين توالياً) وليفربول.

عودة نابولي
بطلٌ محتمل آخر في إيطاليا، جاء من خارج السرب ليستكمل مسلسل منع احتكار اللقب. يبدو نابولي في طريقه إلى الفوز بـ«السكوديتو» الأول له منذ عام 1990، والثالث بالمجمل. فريق المدرب لوتشانو سباليتي يحتل صدارة «الكالتشيو» حتى الجولة 25، وبفارقٍ مريح عن أقرب الملاحقين. تعرقلت سلسلة نتائج نابولي الإيجابية بخسارةٍ أمام لاتسيو في الجولة الماضية، لكنها لم تغيّر الكثير حيث كانت الهزيمة الثانية مقابل تعادلين و21 انتصاراً للفريق الجنوبي هذا الموسم. تتويج نابولي المحتمل فسوف يجعله البطل الرابع في آخر 4 مواسم من الدوري الإيطالي، حيث سبق وأن فاز «إي سي ميلان» بلقب دوري الموسم الماضي، وقبله إنتر ميلانو، وقبل ذلك يوفنتوس في 9 نسخ متتالية.
في إسبانيا، يسير برشلونة نحو لقبه السابع والعشرين في الدوري. يبتعد «البلاوغرانا» بفارقٍ جيد عن ملاحقه ريال مدريد يصل إلى 9 نقاط، وفي حال تتويجه، سوف يكون برشلونة البطل المختلف الثالث في آخر أربعة مواسم بعد ريال مدريد (مرتين منفصلتين) وأتليتيكو مدريد. يعد برشلونة مرشحاً دائماً للتتويج بمختلف البطولات المحلية، لكنه كان أحد أكثر المتأثرين سلباً بتبعات فيروس كورونا، الذي كشف «المستور» في خبايا إدارة النادي السابقة. ومع إعادة هيكلة الجهازين الإداري والفني، عاد برشلونة إلى دائرة المنافسين مجدداً ليمنع ربما سعي منافسه ريال مدريد في السيطرة على الدوري.
ما عرفته الأندية الأوروبية الكبرى الأربعة لم ينطبق على الـ«بوندسليغا»


بالنسبة إلى الدوري الفرنسي، يحاول فريق مارسيليا تكرار إنجاز نادي ليل في الموسم ما قبل الماضي، أملاً بالتتويج على حساب باريس سان جيرمان، لكن هذا الأخير يبدو قاب قوسين أو أدنى من البقاء على منصة التتويج. ومنذ استلام الإدارة القطرية زمام الأمور، فاز النادي الباريسي بثمانية ألقاب من أصل عشرة، ولم يتمكن من إيقافه سوى موناكو موسم 2016/2017 ثم ليل 2020/2021. أمرٌ يسعى إلى تكراره مارسيليا هذا الموسم أيضاً.
ما عرفته أغلب الدوريات الأوروبية الكبرى لم ينطبق على «بوندسليغا»، أقله حتى الجولة 23. يحتل بايرن ميونيخ صدارة الدوري الألماني بفارق الأهداف عن غريمه بوروسيا دورتموند، وفي حال تتويج المارد الأحمر بالدوري، سوف يصل إلى لقبه الحادي عشر توالياً. صراع قد لا يُحسم إلا في الأمتار الأخيرة من المسابقة، وسط سعي أسود الفستيفال إلى إيقاف احتكار بايرن ميونخ.
الدوريات الأوروبية الكبرى في حالة إعادة هيكلة. يعود ذلك لأسبابٍ مختلفة تتعلق أبرزها بتبعات كورونا السلبية على ميزانيات الأندية. ظاهرة السباق الأحادي والثنائي في تراجعٍ ملحوظ، وهو ما يساهم بإعطاء جمالية مضاعفة لكرة القدم.