طالت البطالة سوق المدربين بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة. العديد من المديرين الفنيين عاطلون من العمل لأسبابٍ مختلفة. منهم من ينتظر الفرصة المناسبة، ومنهم من حال الفشل في المحطة السابقة دون تقدّم أي نادٍ للتعاقد معهم. يبقى البدل المادي عقبةً رئيسةً أيضاً أمام أي وجهة محتملة نظراً للصعوبات المالية التي عصفت في قطاع كرة القدم خلال السنوات الأخيرة. آخر المدربين العاطلين من العمل هو الألماني توماس توخيل، الذي تمت إقالته من تشيلسي قبل أسابيعٍ قليلة. حقق توخيل إنجازات كبيرة في تشيلسي خلال فترةٍ زمنية قصيرة نسبياً، على رأسها التتويج ببطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم ما قبل الماضي. رفع بعدها المدرب الألماني لقبي كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، ثم خسر كأس «كاراباو» وكأس الاتحاد الإنكليزي بركلات الترجيح أمام ليفربول.
يبدو أن زين الدين زيدان ينتظر تدريب المنتخب الفرنسي بعد كأس العالم


تغيرت ملكية نادي تشيلسي اللندني خلال الصيف واستلمت مجموعة استثمارية زمام الأمور بقيادة الأميركي تود بولي. أظهرت الإدارة الجديدة التزامها التام تجاه مدرب الفريق الأول من خلال تمويل ضخم للصفقات تجاوز عتبة الـ250 مليون يورو. وبعد مرور 6 جولات من عمر «البريميرليغ» وجولة واحدة من دوري أبطال أوروبا، تمت إقالة توخيل في قرارٍ برره بولي لاحقاً بأنه الأفضل على المدى البعيد. هكذا، أصبح توماس توخيل أحد أبرز المدربين المتوفرين في السوق، لكنه ليس الوحيد.

زين الدين زيدان


تقتصر مسيرة زيدان التدريبية المهمة على نادي ريال مدريد، غير أن الإنجازات التي حققها رفقة «الميرينغي» وضعته بين مدربي النخبة. قاد المدرب الفرنسي نادي ريال مدريد إلى ثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا، وهو إنجاز غير مسبوق لأي مدير فني آخر، كما فاز بكأس العالم للأندية مرتين والدوري الإسباني مرة واحدة خلال حقبته الأولى، إضافةً لبعض الألقاب الأخرى. رحل زيدان بعدها عن الفريق بالتراضي، ثم عاد مرة أخرى ليتوّج بلقب الدوري الثاني له كمدرب في موسم 2019-2020.
يظهر جلياً تفضيل زيدان اقتناص فرص محددة، من خلال اختيار المغادرة متى أراد إضافةً لبقائه أكثر من عام خارج عالم التدريب. وبحسب الوسط الرياضي، ينتظر المدرب الفرنسي فرصة تدريب منتخب بلاده إذا أصبح المنصب متاحاً بعد كأس العالم.

خورخي سامباولي


قاد سامباولي فريق مارسيليا الفرنسي إلى المركز الثاني في الموسم الماضي. وخلال الصيف، غادر المدرب الأرجنتيني المخضرم أسوار النادي بعد أن استشعر قلّة دعم الإدارة من حيث الصفقات. في هذا الصدد، تحدث سامباولي عن كواليس رحيله قبل أيام قليلة من انطلاق الموسم الجاري، مصرحاً لقناة «SPORTV» البرازيلية «كنت بحاجة إلى قدوم لاعبين جدد في أسرع وقت ممكن لبناء الفريق، ولم أر أن الظروف مناسبة لاستمراري». يتميّز سامباولي بعلاقته الجيدة مع الجماهير أينما حل، وقد اكتسب شعبية بسبب شغفه على خط التماس. العديد من الأندية ترحّب بإشراف سامباولي الفني، لكن يبدو أن المدرب الأرجنتيني ينتظر الفرصة المناسبة.

يواكيم لوف


يعد لوف أحد أشهر مدربي المنتخبات تاريخياً، نظراً إلى الحقبة الطويلة التي قاد خلالها منتخب ألمانيا، وتتويجه فيها بلقب كأس العالم 2014. وبعد 15 عاماً من الإشراف الفني، انتهت رحلة لوف رفقة «المانشافت» بخروج مخيب من الدور ثمن النهائي لكأس أوروبا الماضية أمام إنكلترا. المعروف أن لوف يحب تدريب المنتخبات، وهذا ما اعتادت عليه الجماهير، لكن إذا طالت فترة مكوثه بعيداً عن خط التماس، يمكن للمدرب الألماني أن يعود لتدريب الأندية لأول مرة منذ قرابة العقدين.

ماوريسيو بوكيتينو


اشتهر ماوريسيو بوكيتينو في الدوري الإنكليزي الممتاز إثر بنائه أسس فريق توتنهام الحالي، الذي تمكن من المنافسة على المقاعد الأوروبية. إنجاز نوعي بأقل العناصر المادية المتاحة أعطت المدرب الأرجنتيني فرصة تدريب باريس سان جيرمان، غير أن سوء النتائج الأوروبية إضافةً إلى عدم انضباط الأجواء في غرفة تبديل الملابس حالا دون استمراره في باريس. تم ربط بوكيتينو بقوة كبديل محتمل لمدرب فريق نيس، لوسيان فافر، الذي يعاني من صعوبات كبيرة رفقة الفريق الفرنسي.

رافاييل بينيتيز


سجل بينيتيز مسيرةً مليئةً بالنجاح، إذ سبق له وأن فاز بلقب الدوري الإسباني مرتين مع فالنسيا كما قاد ليفربول للقب دوري أبطال أوروبا عام 2005. فاز أيضاً ببطولة الدوري الأوروبي مع تشيلسي عام 2013، وأشرف تباعاً على العديد من الأندية أبرزها ريال مدريد. عرف بينيتيز مفترقات مختلفة خلال مسيرته التدريبية ولم يتمكن من مواكبة متطلبات الكرة الحديثة. بالنسبة إلى وظيفته الأخيرة في إيفرتون، فقد سارت الأمور بشكلٍ كارثي حيث فشل في كسب ثقة الجماهير بسبب علاقته مع ليفربول، حتى تم فصله قبل حوالى ثمانية أشهر.
يعد بينيتيز أكثر المدربين المتاحين خبرةً في السوق، ما يجعله مطمعاً للعديد من الأندية. الأمر مرهون بمشروع يرضي المدرب الإسباني والفريق المقبل على حد سواء.