أرباح مالية هائلة تحقّقها أندية الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، بسبب قوّة «البريميرليغ» على مستوى التسويق، وارتفاع قيمة عقود البث التلفزيوني والرعاية. ملايين صافية جاهزة للاستخدام الفوري في أسواق الانتقالات تجعل أندية إنكلترا قادرة على التفوق، وخطف أي لاعب في العالم مقارنة بغيرها من أندية الدوريات الأخرى.لكن، ورغم تدفّق العائدات، اتّصف نشاط الأندية الستة الكبرى في إنكلترا وهي تشيلسي وليفربول ومانشستر سيتي واليونايتد وآرسنال وتوتنهام، خلال الصيف بالتذبذب.
في هذا الإطار، قام موقع «Swiss Ramble» بتحليل مصدر وكيفية استخدام الأموال لمدة 5 سنوات حتى عام 2021 (أحدث الحسابات المنشورة)، معطياً فكرة أوضح عن خبايا الميزانيات.
امتلكت الأندية الكبرى في إنكلترا في آخر 5 سنوات 17.6 مليار جنيه إسترليني عن طريق إيرادات متنوعة، واحتاجت إلى تمويل بقيمة 1.4 مليار جنيه إسترليني و 844 مليوناً من البنوك، إضافةً لبضعة ملايين من الملّاك مع اضطرارهم لأخذ 393 مليوناً من الاحتياطات النقدية السابقة.
كان لافتاً نشاط نادي تشيلسي خلال سوق الانتقالات الصيفي الأخير، وذلك بفعل التدفّق المالي الناتج عن تغيّر الملكية إضافةً إلى العائدات الموسمية المعتادة. هو سوق استثنائي للنادي اللندني أعاد إلى الأذهان صيف 2003/2004، عندما حطّ المالك الروسي السابق رومان أبراموفيتش رحاله في لندن.
بشكل عام، عرف «البلوز» أسواق انتقالات متفاوتة في السنوات الخمس الأخيرة. وكما الحال بالنسبة لبقية الفرق، كان لفيروس كورونا أثر في تغيير سياسة الإنفاق لفترةٍ ما، لكن العامل الأبرز في تفاوت إنفاق تشيلسي تمثّل بمنعه من الصرف خلال فترة الانتقالات الصيفية لموسم 2019/2020 إثر انتهاكه قوانين التوقيع مع بعض اللاعبين الشباب.
وبحسب تقرير «Swiss ramble»، استفاد تشيلسي من تمويل المالك السابق رومان أبراموفيتش في السنوات الخمس الماضية، المقدّر بمبلغ 267 مليون جنيه استرليني (قروض بقيمة 217 مليوناً ورأس مال بقيمة 50 مليوناً)، وكان نشاط الفريق في سوق الانتقالات يعتمد بالدرجة الأولى على عائدات بيع اللاعبين (513 مليون جنيه إسترليني).
بالنسبة إلى منافس تشيلسي على الكؤوس المحلية في الموسم الماضي، وهو نادي ليفربول، فقد عاش «الريدز» خمس سنوات ناجحة من حيث التتويج بالألقاب، حقّق خلالها لقبَي دوري أبطال أوروبا والدوري الإنكليزي الممتاز كأفضل الإنجازات، كما تألّق إدارياً أيضاً حيث انفرد ليفربول بين الستة الكبار في سداد قروض المالك، وكان النادي الوحيد الذي زاد الرصيد في حسابه المصرفي.
خسر «الريدز» لقب الدوري في الموسم الماضي لصالح مانشستر سيتي، الذي اشتهر بالصرف الضخم منذ تسلّم المالك الإماراتي منصور بن زياد آل نهيان زمام الأمور. أمرٌ تعكسه الأرقام بشكلٍ أوضح، حيث أنفق «السيتيزينز» قرابة المليار جنيه استرليني في السنوات الخمس الماضية ضمن أسواق الانتقالات، كما ضخ قرابة المليار ونصف المليار على أجور اللاعبين.
احتاجت الأندية الإنكليزية الستة إلى تمويل بقيمة 1.4 مليار جنيه إسترليني من الإيرادات و844 مليوناً من البنوك


بالنسبة إلى منافس المدينة، مانشستر يونايتد فقد كان نشاطه متفاوتاً خلال السنوات الخمس الماضية. هناك انتقادات دائمة من جماهير الفريق تجاه ملّاك النادي (آل غلايزرز)، خاصةً وأن مانشستر يونايتد ترأّس الأندية الكبرى في إنكلترا من حيث الإيرادات (2.8 مليار) دون تحقيق النتائج المرجوة على أرض الملعب. ومن المشكلات التي واجهت النادي أيضاً، تحقيق أقل مبيعات للاعبين نظراً إلى تفاوت النجاح مع تواتر المدرّبين بشكل دوري، دون إغفال سداد أعلى مدفوعات الفائدة مقارنةً بالأندية الكبرى الأخرى (92 مليون جنيه إسترليني).
وبالعودة إلى لندن، فقد حقّق توتنهام أعلى نفقات رأسمالية (1.2 مليار جنيه إسترليني)، وجاء أغلب المبلغ بفعل متطلبات الملعب الجديد الذي سيطر على التدفّق النقدي.
ثلاثة فقط من الستة الكبار استفادوا من سوق القروض الخارجية، وكان أعلى رقم من نصيب توتنهام (721 مليوناً)، ما ساهم بشكلٍ ما في تخفيض مشتريات اللاعبين (347 مليوناً). استفاد مانشستر يونايتد (52 مليوناً) و ليفربول (72 مليوناً) من القروض أيضاً لتغطية النقص التشغيلي الناجم عن فيروس كورونا.
ومن جهته تمتع آرسنال بسلسلة إنفاق جيدة خلال المواسم الأخيرة، فارضاً نفسه للصيف الثاني على التوالي بين كبار الناشطين في سوق الانتقالات. حصل الفريق على قرض بقيمة 211 مليون جنيه استرليني من مالك النادي ستان كرونكي لتعويض بعض الديون الخارجية وتمكن من استرداد السندات المستخدمة لتمويل بناء استاد الإمارات، ما سمح له في إنعاش الخزينة. تجدر الإشارة إلا أنّ قرض آرسنال الشخصي من مالكه هو واحد من قرضين شخصيّين فقط حصلا بالنسبة إلى الأندية الستة الكبرى، رفقة تشيلسي الذي أخذ مبلغاً من رئيسه السابق رومان أبراموفيتش.
وأعاد الموقع السويسري تفاوت الإنفاق أيضاً إلى ذهاب حوالى 60% من إيرادات الأندية الكبرى المتنوعة على نفقات التشغيل والأجور، بالإضافة إلى تكاليف أخرى.