أبرم مانشستر سيتي مرة أخرى صفقة ضخمة باستقدامه المهاجم النرويجي لنادي بوروسيا دورتموند الألماني إيرلينغ هالاند. توقيعٌ سوف يكلف خزائن السيتي أكثر من 350 مليون يورو، مقسّمة بين تسديد الشرط الجزائي (75 مليون يورو) بالإضافة إلى 10 ملايين يورو كإضافات لبوروسيا دورتموند و40 مليون يورو كراتب سنوي لمدة 5 سنوات، مع عمولة 30 مليون يورو لوالد هالاند و50 مليون يورو لمكتب وكيله الراحل مينو رايولا، بحسب صحيفة «ماركا» الإسبانية.الصفقات الضخمة مادياً ليست جديدة على مانشستر سيتي الذي أنفق أكثر من مليار يورو على الانتقالات خلال حقبة مدربه الحالي بيب غوارديولا، والتي بدأت عام 2016، غير أن التدقيق المالي في نظامه الجديد من قبل القيّمين على الدوري قد يعقّد الأمور بالنسبة إلى بطل الدوري الممتاز.
لطالما كان الجدل قائماً حول التزام السيتي بضوابط الإنفاق، إذ سبق أن سرّبت مجلة «دير شبيغل» رسائل بريد إلكتروني تشير إلى تضخم الأرقام التجارية للنادي من قبل مجموعة أبو ظبي المتحدة التابعة للشيخ منصور. على ضوء ذلك، اتهمت الغرفة القضائية في الاتحاد الأوروبي مانشستر سيتي حينها بارتكاب انتهاكات جسيمة في قواعد اللعب المالي النظيف عبر التلاعب في السجلات بين عامَي 2012 و2016، ما جعل النادي يتعرض لخطر الإيقاف من المشاركات الأوروبية لمدة موسمين وتغريمه 25 مليون جنيه إسترليني بحكم التضليل. ومع ذلك، تم إلغاء حظر الفريق لمدة عامين من دوري أبطال أوروبا في يوليو/ تموز 2020 بعد سقوط الكثير من الأدلة خارج المهلة الزمنية التي وضعتها محكمة التحكيم الرياضية. تجدر الإشارة إلى أن القضية لا تزال مفتوحة رغم سقوط حكم العقاب، فقد عيّن الدوري الإنكليزي الممتاز يوم 7 مايو/ أيار (السبت الماضي) خبراء قانونيين مع وصول القضية إلى مراحلها النهائية، وذلك لإجراء تحقيق شديد السرية في الشؤون المالية لمانشستر سيتي.
عيّن الدوري الممتاز خبراء قانونيين لإجراء تحقيق في شؤون مانشستر سيتي


لطالما أعلن الدوري الإنكليزي الممتاز أنه لن يعلّق إلا بمجرد الانتهاء من القضية، أما السيتي فقد أصرّ من اليوم الأول على أن رسائل البريد الإلكتروني المسربة أُخذت «خارج سياقها» و «تم اختراقها أو سرقتها على ما يبدو»، مضيفاً أن «محاولة الإضرار بسمعة النادي منظّمة وواضحة». شاع في الوسط الرياضي حينها تحذير القيّمين على الفريق لسكرتير الاتحاد الأوروبي لكرة القدم العام آنذاك ورئيس الفيفا الآن، جياني إنفانتينو، بأن النادي يفضل إنفاق 30 مليوناً على أفضل 50 محامياً في العالم لمقاضاة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم للسنوات العشر المقبلة على أن يتعرض لعقوبة انتهاك قواعد اللعب المالي النظيف.

(أ ف ب )

لا يوجد فريق في العالم حقّق إيرادات أكثر من السيتي في موسم 2020/2021، حيث أصبح للمرة الأولى على الإطلاق صاحب أعلى دخل بين مختلف الأندية محقّقاً 711.3 مليون دولار. الإيرادات الضخمة للنادي والإنفاق الغزير رغم ما يعاني منه قطاع كرة القدم بفعل تداعيات كورونا يفتحان الأعين على مانشستر سيتي مجدداً، في وقتٍ اتجهت خلاله حكومة بريطانيا إلى إنشاء جهة تنظيمية مستقلة تضمن من خلالها الاستدامة المالية في كرة القدم الإنكليزية.
وصلت المعركة بين أبطال الدوري الممتاز والسلطات إلى مرحلتها النهائية المطوّلة. الاشتباه في تلاعب السيتي في الماضي يجعله معرضاً لعقوبات صارمة مستقبلاً إذا ثبتت إدانته بخرق معايير اللعب المالي النظيف في الدوري الإنكليزي الممتاز، قد تصل إلى حد التجريد من الألقاب بدلاً من خصم النقاط والحرمان من المشاركات الأوروبية.