بعد تخبّط يوفنتوس، ساد الاعتقاد بتراجع أسهم الدوري الإيطالي مقارنةً بدوريات النخبة الأخرى، غير أن «انتفاضة» قطبي ميلانو أعادت بريق «الكالشيو» من جديد. الصراع محتدم بين الروسونيري والإنتر على اللقب، ويبدو أن الأمر لن يُحسم إلا في الجولة الأخيرة.يمتد الصراع بين الفريقين منذ الموسم الماضي، عندما أنهى إنتر ميلانو سطوة يوفنتوس على اللقب بعد تتويجه بقيادة المدرب السابق أنطونيو كونتي على حساب الوصيف إي سي ميلان. لم يكن نجاح الإنتر وليد الصدفة، بل جاء نتيجة تظافر جهود الجميع. الهدف كان واضحاً منذ البداية، وقد رُسمت معالمه بالصفقات التي «أهدتها» الإدارة إلى مدربها الجديد حينها. بعد التتويج، أراد كونتي أن يعوّل على ذلك النجاح فطالب الإدارة خلال الصيف الماضي ببعض التدعيمات لفرض الهيمنة المحلية ومحاولة المنافسة في أوروبا، لكن ذلك لم يحدث. ذهب كونتي من الباب الواسع، وخرج بعدها الظهير الأيمن أشرف حكيمي والمهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو، لتتم إعادة البناء عبر صفقاتٍ أقل فنياً ومادياً وسط تعويل على المدرب الجديد سيموني إنزاغي لكي يحافظ على اللقب.
كانت بداية إنزاغي بطيئة ومتخبطة لكنه تدارك الأمور أخيراً، إذ يحتل الفريق المركز الثاني بـ75 نقطة من 35 مباراة متخلفاً عن المتصدر إي سي ميلان بنقطتين. من جهته، يسعى الروسونيري للتتويج بلقبه الأول في الدوري منذ موسم 2010-2011، وسيحاول جاهداً الفوز بمبارياته الثلاث الأخيرة كي يضمن ذلك. تحسن ميلان كثيراً مع مدربه بيولي منذ التعليق الأول لكرة القدم على خلفية تفشي كورونا، وقد ساهم الاستقرار الإداري الناتج من سياسات صندوق إليوت الصارمة بخلق أجواء إيجابية داخل الفريق. منظومة شابة «مطعّمة» بعناصر الخبرة أعادت الروسونيري إلى مكانه الصحيح، بانتظار اعتلائه منصات التتويج المحلية والأوروبية في المستقبل القريب تبعاً لمؤشرات النجاح الفني والإداري.
يلعب إنتر اليوم مع إيمبولي فيما يحل ميلان ضيفاً ثقيلاً على فيرونا الأحد


بينما يتطلع الإنتر إلى رفع لقب الدوري للمرة الثانية على التوالي والعشرين في تاريخ النادي، يطارد ميلان حلم «السكوديتو» التاسع عشر، والذي سيكون الأول له منذ أكثر من عقد. هو الصراع الأفضل هذا الموسم على لقب الدوري، حيث يمكن القول إن مانشستر سيتي وليفربول الإنكليزيين فقط يقدمان عرضاً مشابهاً من حيث الحماسة والندية عبر بطولات الدوري الأوروبية الكبرى الأخرى.
ويتأخر نابولي بفارق سبع نقاط عن متصدر الدوري. فبعد بدايةٍ رائعة للموسم، فقد الفريق الجنوبي آماله تدريجاً في اللقب وأصبح الهدف الآن مراقبة يوفنتوس، الذي يحتل المركز الرابع بفارق نقطة واحدة عن نابولي الثالث. بلغة الأرقام، لا يزال يمتلك الفريقان فرصة التتويج، غير أن الواقع يرجّح أحد قطبي ميلانو. ويستضيف إنتر اليوم نظيره إيمبولي الساعة 19:45، فيما يحل ميلان ضيفاً ثقيلاً يوم الأحد (الساعة 22:00) على هيلاس فيرونا في مباراتين لا تقبلان القسمة على اثنين. أما نابولي فيلعب غداً السبت مع تورينو الساعة 16:00.

تتويج مهم على كافة الصعد
الفوز باللقب مهم لكل من ميلان والإنتر. بعيداً من الجانب المعنوي، يأمل «النيراتزوري» بسداد شيء من الديون المتراكمة عليه من خلال جوائز اللقب في حين يسعى ملاك ميلان الحاليين لزيادة قيمة الفريق السوقية.
من المقرر أن يحصل المتوج بالسكوديتو على أكبر مكافأة مالية بين جميع الفرق الإيطالية، حيث سيحصل على أكبر قدر مالي من حقوق البث المحلي بالإضافة إلى أعلى نسبة من أموال سوق دوري أبطال أوروبا. في الموسم الماضي، حصل الإنتر على قرابة الـ34 مليون يورو بعد الفوز بدوري الدرجة الأولى، ثم أضاف إلى هذا المبلغ 15.25 مليون يورو أخرى بعد تأمين الوصول إلى مرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا. حصول الإنتر على مبالغ مماثلة سيسهم كثيراً في تحسين وضع الفريق المالي، الذي يعاني الأمرين بفعل سحبه قروضاً متراكمة من دون تحقيق نجاحات ملموسة هذا الموسم.
بالنسبة لميلان، فإن إثارة الفوز المحتمل بالسكوديتو تعززها الحماسة الناجمة عن التغيير المرتقب في الملكية، حيث يشاع في الوسط الرياضي اقتراب «إنفستكورب» البحرينية من الاستحواذ على إي سي ميلان مقابل مبلغ مليار يورو يُدفع لصالح صندوق الاستثمار الأميركي إليوت، الذي استحوذ على النادي عام 2018.