خطفت روما الأضواء فور انضمام المدرب المخضرم جوزيه مورينيو للفريق العاصمي، وذلك في أول عودة له إلى إيطاليا بعد 11 عاماً من قيادته إنتر ميلانو لثلاثية غير مسبوقة. توقيعٌ شغل الصحافة الرياضية الإيطالية التي وصفت الصفقة «بالمثالية» نظراً لحاجة الطرفين الماسّة لبعضهما البعض.وللدخول في تفاصيل صفقة روما لا بد من العودة قليلاً إلى الوراء. تراجعت أسهم «السبيشل وان» في بورصة كبار المدربين خلال السنوات الأخيرة. فبعد تحقيقه آخر لقب دوري في سجله التدريبي رفقة تشيلسي الإنكليزي (2014 ـ 2015)، خاض مورينيو تجربتين لم تعرفا النجاح تبعاً لعدم ملاءمة النتائج مع التطلعات. كان ذلك رفقة كل من مانشستر يونايتد وتوتنهام. هكذا، وبعد أن أُغلقت الأبواب في وجه المدرب البرتغالي «المثير للجدل»، وجد مورينيو بنادي روما فرصةً لتعديل الأوتار، أملاً منه بتحقيق المجد رفقة النادي العاصمي وتلميع اسمه التدريبي توالياً.
عودة مورينيو إلى إيطاليا غير مشابهة للمرة الأولى التي وضع قدمه فيها. ففي الفترة الأولى، استلم المدرب البرتغالي فريقاً يمتلك شخصية البطل ليقوم بتطويره وقيادته نحو الثلاثية التاريخية عام 2010. الأمر مختلف هذه المرة. مورينيو ليس نفسه «السبيشل وان» وروما ليس بإنتر ميلانو. أنهى الفريق العاصمي موسمه الماضي في المركز السابع في حين كان مورينيو عاطلاً من العمل بعد أن تعرّض لإقالةٍ «مباغتة» من نادي توتنهام وهو ما جعل الطريق غير معبّدة للنجاح. لكن، وبفعل تضافر جهود الجميع، عرف روما بداية مثالية رفعت من سقف التطلعات وجعلت الفريق مرشحاً فوق العادة للظفر بلقب الدوري.
تحديات كبيرة واجهت مورينيو في ملعب «الأولمبيكو»، تمكن من تجاوزها حتى الجولة الثالثة. عانى فريق روما الأمرين على الصعيد الدفاعي في الموسم الماضي رفقة المدرب البرتغالي باولو فونسيكا بعد أن تلقى 58 هدفاً في الدوري. ولحل هذه المشكلة، قام مورينيو بتغيير الرسم التكتيكي من 3-4-2-1 إلى 4-2-3-1 والاعتماد على لاعبي ارتكاز في الوسط لتدعيم المنطقة الدفاعية. وبعد تدعيم الخط الخلفي، حسّن مورينيو الهجوم عبر إيجاد مزيج متوازن بين اللاعبين القدامى والمستقدمين الجدد. لم يكن النجاح ليحصل لولا دعم الإدارة لمدربها الجديد عبر تأمين اللاعبين المناسبين، فقد تم صرف مبلغ 97.75 مليون يورو للتوقيع مع 6 لاعبين جدد الأمر الذي أعطى عمقاً أكبر للمنظومة حيث شغل البرتغالي روي باتريسيو مركز الحراسة، فيما تألق ماتياس فينيا في مركز الظهير الأيسر، وخطف المهاجم الإنكليزي تامي أبراهام الأضواء بعد تسجيله هدف وصناعته هدفين آخرين في الدوري حتى الآن.
وجد البرتغالي جوزيه مورينيو بنادي روما فرصةً لتعديل الأوتار واستعادة التوازن


هكذا، وبعد مرور ثلاث جولات في إيطاليا، وضع روما نفسه مرشحاً للتنافس على اللقب المحلي إثر صدارته الدوري بـ9 نقاط من 3 مباريات. وفي ظل تراجع مستوى الإنتر ويوفنتوس، يمتلك مورينيو ورجاله فرصة حقيقية لتحقيق «السكوديتو».

استعادة «الكاريزما»
استعاد مورينيو شيئاً من هويته رفقة روما، فهو لم يُبرز نجاحه الفني وحسب، بل أظهر الجانب الذي يتميز به في المنطقة المخصّصة للمدربين على أرض الملعب. ظهر ذلك جلياً في المباراة الأخيرة للفريق في الدوري بعد فوزٍ متأخر أمام سوسولو. مع بدء الوقت المحتسب بدل عن ضائع، بدت المباراة متجهة إلى التعادل حتى سجّل ستيفان الشعراوي هدفاً رائعاً حافظ من خلاله روما على نسبة انتصارات 100 في المئة. وبعد تسجيل الهدف، أعاد مورينيو إنشاء واحدة من اللحظات التي لا تنسى في مسيرته المهنية حيث ركض على خط التماس وعانق الجماهير، لتشكل تلك اللقطة أفضل طريقة ممكنة للاحتفال بمباراته رقم 1000.

(أ ف ب )

لا يزال من المبكر الحكم على روما - مورينيو. الفريق في بداية الطريق غير أن المؤشرات تنبّئ بموسمٍ ناجح. في الوقت الحالي، أحضر مورينيو شيئاً جديداً إلى روما، كان الفريق في أمس الحاجة إليه لسنوات قبل وصوله. لقد جعل اللاعبين «يقاتلون»، مزجهم بشيء من الكاريزما التي يمتاز بها. شهد الموسم التحضيري على تراكم «المعارك» والبطاقات الحمراء بين اللاعبين، وقد تم تخفيض عددهم إلى 10 لاعبين هذا الموسم أثناء الفوز على فيورنتينا بعد طرد نيكولو زانيولو. اللعب الجميل ليس مطلباً رئيسياً للجماهير التي تنتظر اللقب الأول منذ التتويج بآخر بطولة عام 2008 (كأس إيطاليا)، وآخر سكوديتو في عام 2001. فهل يعيد مورينيو مجد روما؟


روما X فيرونا
يحل نادي روما الإيطالي ضيفاً ثقيلاً على فيرونا، غداً الأحد (19:00 بتوقيت بيروت). مباراةٌ قد تشهد على تعزيز صدارة النادي العاصمي مقابل استمرار غرق الطرف المضيف. حقّق روما ثلاثة انتصارات من مبارياته الثلاث الأولى، وفي الجانب الآخر، فشل فيرونا من تحقيق أي نقطة في الدوري حتى الآن. وفي ظل الأوضاع المتردّية، أعلن نادي فيرونا الثلاثاء تخلّيه عن خدمات مدرب الفريق أوزيبيو دي فرانشيسكو، وهذه المرة الثالثة على التوالي التي يخسر فيها لاعب ومدرب روما السابق منصبه من دون أن يكمل الموسم، إذ سبق له أن اختبر ذلك مع سمبدوريا (أقيل بعد 8 مباريات في موسم 2019-2020) وكالياري (أقيل بعد 26 مباراة في موسم 2020-2021). بعدها، عيّن نادي فيرونا الدولي الكرواتي السابق إيغور تودور خليفةً للمدرب المقال دي فرانشيسكو، حيث سيشرف تودور على أولى مبارياته نهار الأحد أمام المتصدر روما.