سيكون اليوم التاسع من كأس أوروبا الموزّعة مبارياتها على 11 دولة، عابقاً برائحة التاريخ والحاضر مع طموح البناء أيضاً للمستقبل، يتصدّره لقاء البرتغال حاملة اللقب وألمانيا الأكثر تتويجاً به مشاركة مع إسبانيا التي تلعب أيضاً اليوم السبت.ويُفتتح اليوم التاسع بلقاء المجر وفرنسا بطلة العالم عند الساعة 16.00 بتوقيت بيروت التي تسعى إلى فوزها الثاني في المجموعة السادسة بعد الذي حققته في الجولة الافتتاحية على غريمتها التاريخية ألمانيا، ما سيضمن لها بطاقة ثمن النهائي.
وتقام المباراة في بودابست على ملعب يحمل اسم فيرينس بوشكاش الذي يجسّد تاريخ المجر والذي قادها في عام 1954 بصحبة هدّاف البطولة ساندور كوشيش إلى نهائي كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها قبل السقوط أمام ألمانيا الغربية 2-3.
ومن المؤكد أن فرنسا لن تواجه الصعوبة نفسها التي اختبرتها في مباراتها الأولى ضد ألمانيا التي سيطرت على اللقاء لكن الفوز كان في نهاية المطاف من نصيب فريق المدرب ديدييه ديشان بفضل هدف عكسي.
وأقرّ ديشان بـ»أننا واجهنا فريقاً ألمانياً جعلنا نعاني. كان الأكثر سيطرة على الكرة لكننا نجحنا في أن نكون أكثر فعالية».
واعتبر أن «نيل النقاط الثلاث كان أمراً هاماً جداً»، إدراكاً منه بأن التأهل بات ممكناً في المباراة الثانية ضد المجر وقبل لقاء برتغال كريستيانو رونالدو في الجولة الأخيرة.
وإذا كانت فرنسا في وضع مريح، فإن غريمتها ألمانيا تسعى إلى التعويض حين تتواجه مع البرتغال على «أليانز أرينا» في ميونيخ عند الساعة 19.00، مع طموح نيل النقاط الثلاث وتجنب سيناريو محتمل بتكرار خيبة 2018 حين تنازلت عن اللقب العالمي بخروجها من الدور الأول.
وعلى غرار المباراة الأولى بين المجر وفرنسا لكن باختلاف واضح على صعيد المسار التاريخي، نجحت البرتغال خلافاً للمجر بإيجاد خليفة للأسطورة أوزيبيو الذي قادها إلى نصف مونديال 1966، وأنتجت أحد أفضل اللاعبين في تاريخ اللعبة بشخص رونالدو الذي نجح وبعد طول انتظار في قيادة «برازيليي أوروبا» إلى لقبهم الأول على الإطلاق عام 2016 بإحراز كأس أوروبا على حساب فرنسا المضيفة.
ولن تكون المباراة التالية سهلة أمام الألمان أبطال المسابقة ثلاث مرات والعالم أربع مرات، ولا سيما أن «مانشافت» يريد تجنب سيناريو الخروج من الدور الأول للمرة الثانية توالياً في مشاركته الأخيرة مع المدرب يواكيم لوف، لأن الأخير سيترك في نهاية البطولة المنصب الذي تسلّمه عام 2006.
ويتمنّى الألمان الذين يبنون للمستقبل بعد خيبة مونديال 2018 من خلال تعيين هانزي فليك للإشراف على المنتخب، تكرار تفوقهم على البرتغال التي خسرت المواجهات الأربع الأخيرة مع «مانشافت»: على المركز الثالث لمونديال 2006 وربع نهائي كأس أوروبا 2008 والدور الأول للبطولة القارية عام 2012 ومونديال 2014.
وفي إشبيلية وضمن منافسات المجموعة الخامسة، تلعب إسبانيا بحلتها الشابة مع مدربها لويس أنريكي ضد بولندا روبرت ليفاندوفسكي في مباراة مصيرية (22.00) لمنتخبين عاشا أيضاً مراحل متناقضة على مرّ تاريخهما الكروي.
فإسبانيا التي بدأت مشوارها بالتعادل السلبي مع السويد في مباراة سيطرت عليها تماماً من دون أن ينجح شبانها في الوصول إلى الشباك، اختبرت منذ تتويجها القاري الأول عام 1964 مراحل فشل قبل أن تنجح أخيراً في فرض نفسها لاعباً عملاقاً بإحراز ثلاثية كأس أوروبا 2008-كأس العالم 2010-كأس أوروبا 2012.
أما بولندا التي بدأت مشوارها الحالي بسقوط مفاجئ أمام سلوفاكيا 1-2 متأثرة بنقص العديد في صفوفها، فما زالت تبحث عن استعادة ما منحها إياه غرشيغورش لاتو ورئيس الاتحاد المحلي للعبة حالياً زبيغينيو بونييك بقيادتها إلى المركز الثالث في مونديالَي 1974 و1982 على التوالي.