في حين يتغنّى العالم الكروي بعودة نادي ميلان الإيطالي إلى الواجهة من جديد، يشق رينجرز الاسكتلندي طريقه الخالي من الهزائم محلياً ـ كما الحال بالنسبة إلى الروسونيري ـ نحو اللقب، في موسمٍ يعد بالكثير من رجال المدرب ستيفن جيرارد. 20 انتصاراً وتعادلان من 22 مباراة، وضعت رينجرز في قمة ترتيب الدوري الاسكتلندي، وبفارق 19 نقطة كاملة عن الوصيف والغريم الأزلي سيلتيك (لديه 3 مباريات مؤجلة).أوروبياً، لم يتعرض فريق رينجيرز لأي خسارة بعد أن حقّق 4 انتصارات وتعادلين وتأهل كمتصدر لمجموعته في الدوري الأوروبي، متفوقاً على الوصيف بنفيكا البرتغالي الذي جمع 12 نقطة مقابل 14 للفريق الاسكتلندي.
هكذا، خطف ستيفن جيرارد الأضواء في الموسم الثالث له مع رينجيرز بفعل الأرقام الكبيرة التي حقّقها على صعيد منافسات الدوري المحلي والدوري الأوروبي "يوروبا ليغ"، كما أثبت أنه من بين المدربين المُميزين، والذي قد يُصبح مدرباً لفريق ليفربول الإنكليزي في المستقبل خلفاً للألماني يورغن كلوب.
بدأ رينجرز موسمه الحالي بشكلٍ مختلف عن الفريق الذي تعثّر بشدة خلال النصف الثاني من الموسم الماضي، تحديداً بعد العطلة الشتوية. حينها، خسر رينجرز بعض المباريات بشكلٍ صادم، والتي أدت إلى خروج الفريق من كأس اسكتلندا على يد فريق هارتس الذي انتهى به الأمر بالهبوط إلى دوري الدرجة الثانية في البطولة المحلية.
رغم ذلك، جدّدت الإدارة ثقتها بمدربها الإنكليزي الشاب، الذي يعود له الفضل الأكبر بمسار النادي الاستثنائي هذا الموسم. لم يكن نجاح رينجرز وليد الصدفة، بل جاء نتيجة العمل الجاد من المدرب والإدارة، من خلال استقدام لاعبين جدد يتوافقون مع متطلبات وأهداف النادي. الفريق في طريقه للفوز بأوّل لقب كبير منذ انهياره المالي عام 2012، ما سيجعل المدرب ستيفن جيرارد أسطورة خالدة في حال تمكن من إيقاف مسيرة سلتيك الممتدة لتسعة ألقاب على التوالي.
سجّل رينجرز هذا الموسم 57 هدفاً في الدوري حتى اللحظة، ولم تستقبل شباكه أكثر من 5 أهدف كما حافظ على نظافة شباكه 18 مرة، ما يعكس تنظيم الفريق واكتماله في مختلف الخطوط تحت قيادة أسطورة ليفربول السابق ونجم خط الوسط.
يعتمد جيرارد خطة (4-3-2-1)، وهي تسمح بتوظيف اللاعبين بشكل يخدم الهجوم والدفاع على حدٍّ سواء.
يبرز في الخط الخلفي كل من جيمس تافيرنييه وبورنا باريسيتش، أفضل ظهيرين في الدوري الاسكتلندي، وهما محوريان للغاية في بناء اللعب وقطع الهجمات المرتدة من الفرق المنافسة.
رغم تصنيفه في خانة المدافعين، يتصدّر تافيرنييه ترتيب هدّافي الدوري الاسكتلندي الممتاز برصيد 11 هدفاً إضافةً إلى تقديمه تسع تمريرات حاسمة، ما يجعلهُ مرشّحاً فوق العادة للتتويج بجائزة أفضل لاعب في الدوري إلى جانب زميله في الفريق ريان كينت.
جاء هذا الأخير بعد موسمٍ رائع على سبيل الإعارة من ليفربول في عامَي 2018-2019، حيث قام رينجرز بتخصيص 7 ملايين جنيه إسترليني لاستقدامه بشكلٍ دائم. فشل كينت في الوصول إلى التطلّعات بعد قدومه، حيث لعب 21 مباراة، سجّل خلالها 7 أهداف لكنه فشل في الصناعة.
اختلفت الأمور هذا الموسم، حيث يظهر كينت بصورة أكثر جماعية مسجلاً 5 أهداف وصانعاً 6 أخرى. بغض النظر عن الأرقام، يُعد ابن الـ24 عاماً الرجل الرئيسي في هجوم رينجرز، حيث يدور الفريق حوله في الثلث الأخير، ما جعله يتجاوز ألفريدو موريلوس باعتباره اللاعب الأكثر قيمة في النادي. كان موريلوس ركيزةً أساسية في تشكيلة جيرارد في المواسم السابقة، لكنه أصبح اليوم جزءاً من مجموعة، إثر توزيع مهمة التهديف على أكثر من لاعب.
إلى جانب مساهمة تافرنيير، كينت وموريلوس في الجوانب الهجومية، يبرز كل من كيمار روف وجو أريبو، إضافةً إلى لاعب سكوت آرفيلد صاحب الأهداف الأربعة والتمريرات الخمس الحاسمة، كما برز من بين الصفقات الجديدة صانع الألعاب الروماني إيانيس هاجي (نجل أسطورة كرة القدم الرومانية السابق غيورغي هادجي) الذي جاء مقابل 3.5 ملايين يورو، والذي أعطى هجوم الفريق حلولاً جديدة أمام مرمى الخصوم.
بعيداً عن اللاعبين الشباب، "طَعَّم" جيرارد فريقه بعناصر الخبرة، حيثُ يظهر جلياً مدى تأثير اللاعب ستيفن ديفيس (35 عاماً) في وسط الملعب كصانع لعب متأخر، إضافةً إلى حارس المرمى آلان ماكغريغور (38 عاماً)، صمام أمان الفريق في الخط الخلفي، والمهاجم المخضرم جيرمان ديفو (38 عاماً) الذي جاء من بورنموث الإنكليزي.
رينجرز متألق مع ستيفن جيرارد. الأعين كلها مصوّبة على الفريق الاسكتلندي، الذي أصبح يتفوّق على كبار الأندية الإنكليزية بنظر بعض المحللين، إضافةً إلى وضعه بين أفضل الفرق في أوروبا هذا الموسم. الطريق لا يزالُ طويلاً أمام جيرارد ورجاله، وهو قد يشهد على نهاية سطوة سلتيك المحلية.