انتهت القمّة التي جمعت ليفربول الإنكليزي بنظيره تشيلسي ضمن الجولة 37 من البريميرليغ، بفوز الريدز (5-3) على أبناء المدرّب الشاب فرانك لامبارد. خسارةٌ أجّلت هدف التحاق البلوز بدوري الأبطال إلى مباراته الأخيرة أمام وولفرهامبتون (يحتاج تشيلسي إلى نقطة واحدة ليتأهّل إلى دوري أبطال الموسم المقبل)، كما أظهرت نقاط ضعف الفريق اللندني الذي يسعى جاهداً لتحسين المنظومة في الموسم المقبل. بالنظر إلى الظروف العامّة المحيطة بالفريق، يعدّ الموسم الأوّل للمدرّب فرانك لامبارد مع تشيلسي ناجحاً جداً. لم يُبرم النادي أيّ صفقة هذا الموسم بفعل العقوبة الموقّعة عليه. لم يكن الفريق مرشّحاً للفوز بأيّ بطولة نظراً إلى ضعف المنظومة، خاصةً مع رحيل نجم الفريق الأوّل إيدين هازار في الصيف الماضي. رغم ذلك، يبتعد تشلسي بنقطة واحدة عن المشاركة في دوري أبطال الموسم المقبل من بوابة الدوري، كما أنّه وصل إلى نهائي كأس الاتّحاد الإنكليزي الذي سيواجه فيه نادي آرسنال.
مشاكل عديدة حالت دون منافسة تشيلسي على الألقاب «الكبيرة» هذا الموسم، «تبلوَرت» بفعل قلّة الخبرة لدى العناصر الشابة، ما دفع لامبارد لاستقدام أسماء ذات ثقل كروي في أوروبا، تعود بالفائدة على الفريق. بدأ الأمر بالتوقيع مع الدولي المغربي حكيم زياش الذي سيشغل بدرجة كبيرة مركز الجناح الأيمن، كما سيُعنى بمهام صناعة اللعب، ثم وقّع الفريق مع المهاجم الألماني الشاب تيمو فيرنير الذي سيضيف الكثير إلى عمق المنظومة، ليشكّل الموهبة الأبرز في ألمانيا حالياً كاي هافيرتز آخر صفقات البلوز، بحسب الصحافة الرياضيّة حول العالم.
فقد كشف العديد من المصادر الإعلامية عن توصّل تشلسي إلى اتفاق مع نادي باير ليفركوزن الألماني يقضي بانتقال موهبته الشابة إلى لندن مطلع الموسم المقبل. خبرٌ أكّده لاعب بايرن ميونخ الألماني ليروا سانيه حين صرّح في مقابلةٍ عن تعاقد فريق تشلسي الإنكليزي مع مواطنه كاي هافيرتز. لم يُعلن عن الصفقة بشكل رسمي حتى الآن، لكن يبدو أنّ تشلسي هو الطرف الأقرب للظفر بتوقيع هافيرتز في فترة الانتقالات الصيفية الجارية.
وخلال إجابة سانيه عن بعض الأسئلة في مؤتمر تقديمه كلاعب جديد في النادي البافاري، تحدّث اللاعب عن مواطنه هافيرتز لصحيفة آس الإسبانية، مصرّحاً: «تيمو فيرنر وكاي هافيرتز ثنائي ألماني وقع لتشلسي في عام واحد فقط، وهنا نلاحظ أن البلوز يصطادون هنا، ما يُظهر أن ألمانيا تبلي بلاءً حسناً على صعيد قطاعات الشباب في الأندية أيضاً».
يسعى البلوز لاستبدال الحارس كيبا إمّا بأونانا حارس أياكس أو حارس بيرنلي نيك بوب


وانتشرت تصريحات سانيه عبر منصّات التواصل الاجتماعي خاصّةً في ظلّ عدم الإعلان عن الصفقة حتى الآن، علماً بأنّ الفريق اللندني سيدفع ما يقارب الـ90 مليون يورو لضمّ هافيرتز من ليفركوزن.
هكذا، يكون لامبارد قد وقّع مع ثلاثة لاعبين في خطّ المقدمة، ما يعكس فلسفة المدرب الشاب الهجومية. ثلاثي هجومي مهاري وفعّال، سيضيف الكثير، مع الجناح الأميركي كريستيان بوليزيتش، إلى منظومة الفريق، الأمر الذي سيعطي تشيلسي حظوظاً أكثر للمنافسة على الألقاب كافة. رغم الأسماء اللامعة في الخطّ الأمامي، تبقى المعضلة بوفرة العناصر، مع جهل مصير بعض اللاعبين. على سبيل المثال، ستساهم «الزحمة» في عودة الضباب حول مستقبل الجناح الشاب كالوم هودسون أودوي الذي رفض الانتقال إلى بايرن ميونخ في الموسم الماضي بعد أن تلقّى وعوداً من تشلسي في المشاركة باستمرار. مستقبل ويليان مهدّد هو الآخر بفعل صعوبة الاتّفاق على تجديد عقده. اللاعب يريد التجديد لثلاثة مواسم مقبلة، أمّا الإدارة تريد عامين فقط نظراً إلى تجاوزه سن الثلاثين. في خط الوسط، ظهرت المشاكل على امتداد الموسم إثر التغيير المستمرّ لثلاثي الوسط، وقد كانت نقطة الاختلاف بإشراك جورجينيو وكانتي سوياً، حيث يشغل اللاعبان المركز نفسه. مع المدرّب السابق ماوريسيو ساري، كان جورجينيو محور الفريق، واللاعب الأهمّ الذي تتمحور المنظومة حوله، فكان يُعنى بمهام صناعة اللعب وتحديد «ريتم» المباراة. مع لامبارد الوضع مختلف، إذ ظهر جلياً، خاصّةً في المباريات الأخيرة، تفضيله إشراك كانتي في مركز الوسط، حتى لو اضطره الأمر إلى إجلاس جورجينيو على مقاعد البدلاء. يمتلك اللاعبان عروضاً للمغادرة، جورجينيو إلى يوفنتوس ـ ساري وكانتي إلى ريال مدريد أو إنتر ميلانو. تكمن المعضلة الأساسيّة للفريق في الخطّ الخلفي، الذي كان هشّاً طوال الموسم. لحلّ هذه المشكلة، يسعى تشلسي للتوقيع مع مدافع نابولي كوليبالي أو مدافع إنتر ميلانو سكرينيار، كما يسعى للتوقيع مع ظهير ليستر سيتي الشاب بن شيلويل أو ظهير أياكس أمستردام تاليافيكو. لن يكتفي النادي بذلك، بل سيسعى جاهداً للتخلّي عن حارسه كيبا واستبداله إمّا بأونانا حارس أياكس أو حارس بيرنلي نيك بوب اللذين يشكلان الخيار الأفضل للبلوز بحسب الصحافة الإنكليزية.
استفاد تشلسي من العقوبة التي تعرّض لها، حيث وفّر الأموال لإبرام الصفقات هذا الصيف، وهو أحد الفرق القليلة في العالم التي سيتسنّى لها البذخ دون التعرّض لمشاكل، متجاوزاً بذلك تبعات كورونا على ميادين الكرة.
صيفٌ ساخن سيعرفه الفريق، من المتوقّع أن يكون الأفضل منذ سنوات ما يُظهر ثقة الإدارة بمدرّبها الشاب. أهدافٌ أكبر ستوضع على عاتق لامبارد، منها محاولة التتويج بالدوري المحلّي والمنافسة على دوري الأبطال، الأمر الذي سيُظهر «معدن» لامبارد التدريبي أكثر. تبعاً للصفقات المستهدفة والأجواء العامّة داخل النادي، تبدو الرسالة واضحة من إدارة البلوز لبقية الفرق في أوروبا: انتظرونا.