فترةٌ ذهبية يعيشها ميلان أخيراً، شهدت على تحقيقه سبعة انتصارات وتعادلين في آخر تسع مباريات. انتصارات محلّية مقنعة عرفها الفريق، تخلّلها فوز على يوفنتوس، لاتسيو وروما، أعادت ميلان إلى المشاركات الأوروبية من بوابة اليوروباليغ، ما أقنع الإدارة بضرورة التجديد لبيولي.
رغم النتائج الجيدة أخيراً، لم تكن الطريق معبّدة أمام نجاح بيولي برفقة ميلان، حيث واجه المدرب الجديد تحدّيات داخلية تمثّلت بتوظيف اللاعبين من دون دعم الإدارة.
عُيّن ستيفانو بيولي مدرّباً لميلان خلال مجريات الموسم الحالي خلفاً للمدرب المقال ماركو جيانباولو، وذلك بهدف الخروج بأقلّ الأضرار الممكنة بعد النتائج الكارثية للفريق مع المدرب السابق.
بدايةٌ سيئة عرفها بيولي أيضاً، عكستها النتائج السلبية، غير أنّ الأمور تغيّرت مع عودة المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش إلى السان سيرو الذي فرض على الفريق شخصية وفاعلية أعادته إلى الواجهة من جديد. لم تتغيّر العناصر مع بيولي، ولكن ما تغيّر هو التحفيز بوجود قائد حقيقي على أرض الملعب، إضافةً إلى التغييرات الفنية عبر توظيف اللاعبين في الأماكن المناسبة.
جدَد نادي إي سي ميلان عقد مدربه ستيفانو بيولي مع الفريق لموسمَين مقبلَين
تحسّنت النتائج أكثر بعد فترة التوقيف القسريّة، حيث تكيّف اللاعبون مع أسلوب اللعب في تشكيلة 4/2/3/1 والتي ساهمت في تقديم منظومة متوازنة في الخطوط كافة. تشكيلةٌ أظهرت صلابة دفاعية بفعل الثنائي كيير ورومانيولي، ومن أمامهما كيسييه وبن ناصر اللذين ساهما في خلق التوازن بين تأمين الخطّ الخلفي وتقديم الإضافة الهجومية. في خطّ المقدمة، تمثّلت العلامة الفارقة بإعادة هاكان تشالهانوغلو إلى مركز صانع الألعاب، مع إعطاء الحرية للكرواتي أنته ريبيتش في شغل المراكز الهجومية كافة، مساعداً بذلك إيبرا في خط المقدمة.
كان النادي سيتّجه للاستثمار بالمواهب الشابة بدءاً من الموسم المقبل، حيث كان الرئيس التنفيذي للفريق إيفان غازيديس يطمح للتوقيع مع المدرب الألماني رالف رانغنيك (معروف عنه تميّزه في تطوير اللاعبين الشباب)، غير أن ذلك لم يحدث. مع التجديد لبيولي، يبدو ميلان في طريقه الصحيح لاستعادة أمجاد الماضي، بانتظار تدعيمات الصيف والمحافظة على أبرز عناصر الفريق للاستمرار في نسقٍ مرتفع.
منتشياً بضمانه مقعداً في الدوري الأوروبي، يستقبل ميلان نادي أتالانتا غداً، (22:45 بتوقيت بيروت) الذي يحظى هو الآخر بموسمٍ جيد. بفوزه الأخير على بولونيا (1-0)، ارتفع رصيد أتالانتا إلى 74 نقطة في المركز الثاني (حتى نهار الأربعاء، قبل مباراة انتر ميلانو)، وقد حقق أتالانتا بعد هذا الانتصار رقماً تاريخياً في الكالشيو.
وذكرت شبكة «أوبتا» للأرقام والإحصائيات، أن نادي أتالانتا وصل إلى أعلى معدّل تهديفي في تاريخ الدوري الإيطالي بموسم واحد بعد وصوله إلى الهدف 95، متجاوزاً بذلك نادي نابولي الذي توقّف عند الهدف 94. ويتبقى لأتالانتا 3 مباريات في الدوري قبل نهاية الموسم، ما سيستغلّه رجال المدرب غاسبيريني لتجاوز رقم نادي بايرن ميونخ الألماني صاحب أعلى معدل تهديفي في أوروبا برصيد 100 هدف.