قبل عدّة سنوات كانت الكرة الإسبانية تتصدّر المشهد في أوروبا والعالم عبر ريال مدريد وبرشلونة، وقبلها كانت إيطاليا «جنة كرة القدم» بفضل الأسماء التي كانت تتواجد هناك في بلاد البيتزا. اليوم تغيّرت الأمور وباتت إنكلترا مركز استقطاب النجوم، وحلم أي نجم في عالم كرة القدم. أمور كثيرة تجعل من الدوري الإنكليزي قبلة لأبرز اللاعبين حول العالم، أولها المال، وأهمها أيضاً وجود مدربين هم الأفضل اليوم على مستوى العالم.المدرب الجيد يكون قادراً على التعاقد مع لاعب جيد، هذه باتت قاعدة، وخاصة أن اللاعبين المميزين يفضلون اللعب تحت إشراف مدرب قادر على تطوير قدراتهم وإعطائهم دفعاً معنوياً كبيراً. في إنكلترا يوجد اليوم أبرز مدربي العالم، فيشرف الألماني يورغن كلوب على نادي ليفربول، والإسباني بيب غوارديولا على مانشستر سيتي، كما يترأّس جوزيه مورينيو العارضة الفنية لنادي توتنهام، والإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي يدرب نادي إيفرتون. هذه الأسماء يضاف إليها نونو ساتنو مدرب وولفرهامبتون، وأولي غونار سولشاير مدرب مانشستر يونايتد كما فرانك لامبارد مدرب تشلسي وغيرهم الكثير... أسماء كبيرة قادرة على استقطاب النجوم من أيّ ناد في أوروبا والعالم.
يفضل أبرز لاعبي العالم الانتقال إلى إنكلترا حيث المال والإعلام والمدربون الجيدون


يورغن كلوب جاء إلى ليفربول وأحدث تغييرات كبيرة، بعد أن أقنع لاعبين مميّزين على رأسهم المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك والسنغالي ساديو مانيه والحارس المخضرم أليسون بيكر، وغيرهم بالانتقال إلى ملعب أنفيلد، وبنى منظومة متكاملة حقّقت دوري أبطال أوروبا وبطولة العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي والدوري الإنكليزي الممتاز... وكما فعل كلوب كذلك فعل غوراديولا الذي وقّع مع عدد من اللاعبين المميّزين الذين قادوا الفريق لتحقيق لقب الدوري المحلي في أكثر من مناسبة. وأقنع غوارديولا كلاً من ليروى سانيه بالانتقال الى إنكلترا (سيذهب الموسم المقبل إلى بايرن ميونيخ)، وغابرييل خيسوس، غوندوغان، كلاوديو برافو، إديرسون، كايل والكر... وكان هذا الفريق قادراً على تحقيق جميع الألقاب المحلية الممكنة، إلا أنه عجز عن العبور أوروبيّاً بسبب نقص الخبرة.
المدربون المميّزون في إنكلترا صنعوا الفارق ليس عبر الانتدابات فحسب، بل في المنافسة القوية محلياً وخارجياً. قبل مجيء مورينيو لترؤس العارضة الفنية في توتنهام، كان المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو يصنع المعجزات في لندن، حيث قاد الفريق إلى نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، وخسره أمام ليفربول. وفي تلك النسخة (2019) وصلت 4 أندية إنكليزية إلى ربع نهائي البطولة الأوروبية الأعرق، وهذا إن دلّ على شيء، فإنه يؤشر إلى تطور كرة إنكلترا التي ساهم المدربون بتطورها بصورة كبيرة.
اليوم تتواصل المنافسة بين المدربين، فمورينيو يريد ترك بصمة مع توتنهام، كما أن فرانك لامبارد يحقق نتائج جيدة جداً مع تشلسي، وهو قادر على استقطاب نجوم كما فعل بعد توقيعه مع تيمو فيرنر نجم لايبزك الألماني السابق. الأخير فضّل تشلسي على غيره، بعد أن نجح لامبارد بإقناعه بالانتقال إلى لندن. وبحسب العديد من التقارير فإن قائد ليفربول السابق ستيفن جيرارد الذي أشرف على عدد من الفرق أخيراً، من الممكن أن يأتي في المستقبل القريب للتدريب في البريميرليغ، وهو ما من شأنه أن يزيد المنافسة.
مدرّبو إنكلترا هم الأفضل على مستوى العالم اليوم، وهم الذين سيزيدون من توهّج البريميرليغ في المستقبل القريب على الأقل.