يكثر الحديث أخيراً عن احتمال عودة مباريات كرة القدم في أوروبا، وتحديداً في الدوريات الخمسة الكبرى (ألمانيا ـ إيطاليا ـ فرنسا ـ إنكلترا وإسبانيا)، إلا أن المشكلة الكبرى تكمن في إيجاد صيغة واضحة وآمنة، للحد من انتشار فيروس كورونا. في إيطاليا كثرت التقارير أخيراً عن احتمال عودة المباريات في الدرجة الأولى، ولكن من دون جمهور. جميع التقارير التي تناقلتها وسائل الاعلام العالمية كانت تؤكد أن عودة المباريات في حال تمت في أيار/مايو أو حزيران/يونيو فإنها ستكون من دون جمهور. ونقل الاعلام الايطالي عن مصادر مقربة من اتحاد الكرة قولها، إن احتمال غياب الجمهور عن الملاعب الايطالية قد يستمر لأكثر من موسم كامل، وبالتالي فإن المباريات التي ستُلعب في 2020 وحتى 2021 ستكون من دون جمهور. ويرجع القرار الايطالي في هذا الشأن الى خطر انتشار الفيروس، اضافة الى المباراة الشهيرة التي لعبت قبل فترة التوقف بين اتالانتا وفالنسيا على ملعب سان سيرو في دوري الأبطال، ووصفت بالقنبلة البيولوجية، حيث أدت الى تسريع انتشار الفيروس في إيطاليا وإسبانيا بعد أن حضرها أكثر من 40 الف مشجع، وكان بينهم العديد من المصابين.
ألمانيا تستعد للعودة
من جهتها، أعلنت رابطة الدوري الالماني لكرة القدم أنها ستتخذ قراراً بشأن امكانية معاودة نشاط الدوري المحلي للدرجتين الاولى والثانية من دون جمهور في اجتماعها المقرر في 23 نيسان/ابريل الحالي.
وكان مقرراً أن تجتمع الجمعية العمومية للرابطة يوم الجمعة المقبل، لكنها أصدرت بياناً أمس الثلاثاء جاء فيه: «الهدف من هذا التأجيل هو منح المزيد من الوقت للأندية والرابطة للاستعداد من أجل اتخاذ القرارات المقبلة». وتوقف نشاط الدوري حتى 30 نيسان/ابريل حتى الآن بسبب تفشي فيروس كورونا.
وقبل اتخاذ أي قرار، يتعين على السلطات الكروية الالمانية انتظار قرارات السلطات السياسية، حيث من المقرر أن تتخذ المستشارة أنجيلا ميركل، الى جانب رؤساء 16 ولاية إقليمية، اليوم الاربعاء، قراراً في ما يتعلق بقيود الحجر الصحي التي بدأت في منتصف آذار/مارس وتنتهي في 19 الحالي.
وكان وزير الرياضة ينز سباهن لمّح بحذر الى إمكانية «العودة مرحلياً الى الوضع الطبيعي»، لكن اجتماع اليوم سيحدد الى حدّ بعيد الخطوط العريضة للأسابيع المقبلة. على أي حال، فإن إمكانية استئناف اللعب ستكون من دون جمهور، لأن الملاعب وصالات العروض لن تفتح أبوابها أمام العامة على مدى أشهر عديدة».
أكد العديد من التقارير الايطالية أن غياب الجمهور قد يستمر لأكثر من سنة


ولم يتغير موقف رابطة الدوري الالماني منذ أسابيع عديدة، حيث اعتبرت أنه تتعيّن معاودة النشاط في البوندسليغا عندما تمنح السلطات الضوء الاخضر بذلك، من دون جمهور إذا اقتضى الأمر. والهدف من كل ذلك هو الحصول على أكبر نسبة من حقوق النقل التلفزيوني في المراحل التسع المتبقية من أجل تحاشي كارثة اقتصادية تهدد الكثير من الاندية.
وقال رئيس الرابطة كريستيان سيفيرت، «سنكون جاهزين»، لكنه أشار الى أن الاولوية المطلقة هي في اتباع الارشادات الصحية من السلطات الحكومية، وقال في هذا الصدد «يجب ألا نعطي الانطباع بأن كرة القدم تعيش في عالمها الخاص ولا تكترث للواقع».
ويتزامن موعد اجتماع رابطة الدوري الالماني مع موعد اجتماع الاتحاد الاوروبي لكرة القدم (ويفا) الذي سيجتمع ايضاً في 23 نيسان/ابريل من أجل تنسيق مواعيد لمسابقتي دوري ابطال اوروبا والدوري الاوروبي (يوروبا ليغ) التي توقفت بسبب وباء كورونا.
ولم ينحصر الحديث عن غياب الجمهور بما قيل سابقاً على لسان وزير الرياضة الألماني، فقد كان هناك موقف مماثل لرئيس الأكاديمية الوطنية الألمانية للعلوم جيرالد هاوغ، الذي تحدث عن امكانية حرمان مشجعي كرة القدم من مؤازرة فرقهم في الملاعب لمدة عام ونصف. وقال رئيس أكاديمية «ليوبولدينا» للعلوم التي تستشيرها الحكومة لاتخاذ القرارات المرتبطة بإجراءات السيطرة على تفشي فيروس «كوفيد-19»، إن إغلاق الملاعب والقاعات لمدة 18 شهراً إضافياً «سيكون حكيماً بالتأكيد».
وأشار في مقابلة مع القناة العامة «إيه آر دي» الى أنه «سنرى إذا ما كان الإبقاء على حظر التجمعات سيستمر لمدة عام ونصف، علينا أن ننتظر. هناك تقييمات أكثر تفاؤلاً. لكنه سيستمر بالتأكيد لعدة أشهر إضافية، وقد نصل الى عام ونصف».
وتم إغلاق القاعات والملاعب منذ منتصف آذار/مارس في جميع أنحاء ألمانيا. وقبل أسبوع، رأى هانزي فليك، مدرب بايرن ميونيخ حامل لقب الدوري والمتصدر الحالي، أن الملاعب الفارغة في ألمانيا «مسألة يجب أن تُعتاد في حال استؤنفت منافسات البوندسليغا مطلع أيار/مايو المقبل كما هو متوقع». وقال فليك في مؤتمر صحافي عبر الفيديو، غداة استئناف أغلب أندية الدوري تدريباتها مع العديد من الاحتياطات بعد توقف لقرابة شهر، «يجب أن نكون متضامنين مع الإجراءات المتخذة» لمواجهة جائحة كورونا المستجد.
ومن جهتها كشفت صحيفة بيلد الأكثر شعبية في البلاد أن 239 شخصاً فقط سيسمح لهم بالحضور في كل مباراة في الدوري، ويقتصر ذلك على اللاعبين والجهاز الفني والأمن والحكام ووسائل الإعلام.
وعلى ضوء هذه التطورات تواصل أندية عديدة في البوندسليغا تدريباتها الجماعية (مع اتباع شروط الابتعاد لمتر ونصف متر بين اللاعبين)، بينها بايرن ميونيخ وشالكه، فيما رفض بعض الأندية العودة الى التدريبات خشية انتشار الفيروس.
وكان بعض الاندية الالمانية قد رفع الصوت أخيراً نتيجة الخسائر الاقتصادية الكبيرة الناتجة عن التوقف، فما كان من أندية بايرن ولايبزغ وبروسيا دورتموند إلا أن قدمت لها المساعدة المالية من أجل تخطّي هذه المرحلة.



الدوري الفرنسي في حزيران
ذكرت صحيفة ليكيب الفرنسية، أن اتحاد الكرة في فرنسا يناقش استئناف المسابقة في الثالث أو السابع عشر من حزيران/ يونيو المقبل، وإن كان الموعد الثاني هو الأرجح. وفي تقرير لها، نقلت الصحيفة معلومات عن منظّمي دوري الدرجة الأولى الفرنسي لكرة القدم مفادها أنه في حال استكمال الدوري في حزيران فسيكون كل فريق بحاجة إلى خوض مباراة كل ثلاثة أيام حتى يمكن استكمال الموسم بحلول 25 تموز/ يوليو، ثم إقامة المواجهات الفاصلة للصعود والهبوط بحلول الثاني من آب/ أغسطس.
وقالت الصحيفة أيضاً إن أعضاء رابطة الدوري صوّتوا يوم الجمعة الماضي على تأخير انطلاق الموسم المقبل لمدة أسبوعين حتى 23 أغسطس آب، لكن يبقى هذا القرار في حاجة إلى تصديق من الاتحاد الفرنسي للعبة. ووفقاً للمعلومات، فإن نهائي كأس فرنسا بين باريس سان جيرمان وسانت إيتيان سيقام في 27 حزيران، بينما سيقام نهائي كأس الرابطة بين سان جيرمان وأولمبيك ليون في 11 تموز.