لأول مرّة منذ سنوات، يتصدّر نادي إنتر ميلانو الدوري الإيطالي لكرة القدم، وذلك بعد مرور 14 جولة على بداية «الكالشيو». نقطة واحدة، هي الفارق بين المتصدر وصاحب المركز الثاني وحامل اللقب في السنوات الثماني الماضية، يوفنتوس. نقطة، يمكن وصفها بالمعنوية بالنسبة إلى المدرب أنطونيو كونتي ولاعبي فريقه الذين آمنوا به وبأفكاره منذ اليوم الأول الذي تسلم فيه زمام الأمور في إنتر. وعلى ذكر كونتي، فقد أصبح مدرب تشيلسي الإنكليزي السابق أول مدرب في تاريخ الدوري الإيطالي يحقق 12 انتصاراً في أول 14 جولة من الدوري مع فريقين مختلفين (إنتر 2019/2020 ويوفنتوس 2013/2014).المدرب الجديد للإنتر لا يزال يعتمد على خطته المفضلة (3-5-2) مع كل الأندية التي درّبها، فهو يعلم جيداً من أين تؤكل الكتف في «الكالشيو»، وهذا ما يؤكّده في كل أسبوع. تغييرات كونتي انتُقد عليها كثيراً قبيل بداية الموسم، ومن بينها الاستغناء عن قائد الفريق وهدافه الأرجنتيني ماورو إيكاردي (انتقل إلى باريس سان جيرمان)، ولاعب خط الوسط البلجيكي رادجا ناينغولان (لاعب كالياري الحالي)، تبيّن لاحقاً أنها كانت صائبة. مهاجم الفريق الحالي الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز يقدّم موسماً مميزاً على الصعيد الفردي، إذ سجّل 13 هدفاً وقدّم 3 تمريرات حاسمة خلال 19 مباراة خاضها هذا الموسم في كل المسابقات. إلى جانب لاوتارو، يوجد المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو، الذي آمن كونتي بقدراته، وشكّل ثنائية فعّالة جداً مع المهاجم الأرجنتيني لاوتارو. أرقام لوكاكو تتحدّث عنه، 11 هدفاً وتمريرتان حاسمتان خلال 18 مباراة في جميع المسابقات. بكل بساطة، الثنائية البلجيكية ـ الأرجنتينية أثمرت 24 هدفاً، وهذا كل ما يريده المدرب كونتي.
فاز إنتر في ثلاث مباريات فقط من آخر 16 لقاءً بين الناديين


تاريخياً، دائماً ما كان كونتي يخوض مبارياته معتمداً على مهاجمين في خط المقدمة؛ ففي تشيلسي، كان اعتمد على دييغو كوستا الإسباني وإيدن هازار البلجيكي، وفي يوفنتوس، وضع المونتينغري ميركو فوزينتش والإيطالي فابيو كوالياريلا في الهجوم. مع «البيانكو نيري» أيضاً كان هناك كل من الثنائي الإيطالي أليساندرو ماتري والأرجنتيني كارلوس تيفيز، حيث اعتمد عليهما كونتي في فترة من الفترات. هذا هو كونتي، وهكذا تكون أفكاره دائماً.
في ما يتعلّق بخط الوسط هذا الموسم، انتدب الإيطاليين نيكولو باريلا وستيفانو سنسي، حيث شكّلا إضافة مهمّة لخط وسط «النيراتزوري». سيكون من المثير جداً أن يتمكّن كونتي من تحقيق لقب الدوري على حساب فريقه السابق، أو بمعنى أدق، على حساب الفريق الذي سيطر على الكالشيو في السنوات الثماني الأخيرة، بفضل أفكار كونتي نفسه.
على أي حال، يبقى الحديث عن التتويج باللقب سابقاً لأوانه، ففارق النقطة الواحدة يجب تعزيزه عبر الثبات على سكة الانتصارات.
مباراة الإنتر اليوم أمام روما في «جوسيبي مياتزا»، ستمثّل اختباراً جيداً لكونتي. فنادي العاصمة روما يشكّل نداً قوياً لأندية الصف الأول في إيطاليا، ولا يمكن الاستهانة به.


في آخر ثلاثة لقاءات جمعت بين الناديين، كان التعادل سيد الموقف. وفي آخر 14 لقاءً بين ذئاب العاصمة الإيطالية والإنتر، حقق الأخير الفوز في ثلاث مناسبات فقط (التعادل في 6 مباريات وكانت الخسارة في خمس). المباريات السابقة ابتسمت لزملاء المهاجم البوسني إيدن دزيكو، الذي أسهم في ستة أهداف في «جوسيبي مياتزا» امام الإنتر (سجّل 3 أهداف و3 تمريرات حاسمة). يحتل نادي روما المركز الخامس في ترتيب الدوري، وحقق الانتصار في 5 مناسبات من آخر 6 مباريات للفريق في الدوري الإيطالي، من بينها الانتصار على كل من ميلان بنتيجة (2-1) وعلى فريق الجنوب نابولي بالنتيجة عينها. بالنسبة إلى روما، فإن بداية مشواره في الدوري لم تكن جيدة، لكنه سرعان ما تدارك الأمور والمشاكل وعاد ليصبح منافساً على المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، إذ يبتعد أبناء المدرب باولو فونسيكا بفارق الأهداف فقط عن صاحب المركز الرابع والحصان الأسود في الدوري هذا الموسم، نادي كالياري.
مما لا شك فيه أنها من بين المباريات التي ستشكّل عبئاً على كونتي من جهة، الذي يعتبر مطالباً بالفوز ولا شيء غيره، نظراً إلى منافسته الشديدة مع يوفنتوس. أمّا بالنسبة إلى روما، فلا مجال للخسارة أيضاً، إذ إن منافسته لكالياري لا تحتمل التعثرات، خصوصاً في ظل الأداء المميّز الذي يقدّمه نادي كالياري بقيادة البلجيكي رادجا ناينغولان.