يعيش ناديا ميلان ونابولي داخل دوّامة من التخبّط، لكن بنسب متفاوتة، وذلك منذ بداية الموسم. ميلان، وبعد تعيين مدربه الجديد ستيفانو بيولي، بدأ يعود شيئاً فشيئاً إلى أجواء «الكالشيو»، التي لم يعرفها خلال فترة المدرب المُقال ماركو جيانباولو. بيولي، عرف نوعية الأسماء التي لديه، وكوّن من خلالها تشكيلة، استطاعت منافسة حامل اللقب في آخر 8 سنوات، نادي السيدة العجوز يوفنتوس. خلال اللقاء الأخير، أثبت بيولي أن قدومه لتسلّم العارضة الفنية كان صائباً، حتى أن الأسماء التي سيثبت عليها خلال المباريات المقبلة، هي التي تستحق المشاركة، وتملك الكفاءة اللازمة. والمقصود هنا كلّ من الجزائري إسماعيل بن ناصر، البوسني رادي كرونتش والمميز في مركز الظهير الأيمن أندريا كونتي. ثلاثي، غيّر من شكل ميلان، ليصبح من الأندية القادرة على وضع يوفنتوس في موقف «محرج» على أرضه وبين جماهيره (خسر ميلان المباراة أمام يوفنتوس بهدف دون رد). مواجهة نابولي يوم غد السبت، لا شك أنها ستكون صعبة على أبناء «الروسونيري»، لكن على بيولي أن يكمل من مباراة يوفنتوس، ويبني عليها ليستطيع مجاراة قوة نابولي الهجومية.
افتقد مانشستر سيتي لشخصية البطل التي امتلكها في الموسمين الماضيين

بالنسبة إلى نادي الجنوب، الأمور من سيئ إلى أسوأ، تخبّط واضح داخل وخارج الملعب. منذ بضعة أسابيع، غادر عدد من لاعبي الفريق المعسكر التدريبي، بقيادة قائد الفريق لورنزو إنسيني الذي طلب منهم ذلك، وكان ردّ رئيس النادي دي لورنتيس بتغريم اللاعبين الذي تغيّبوا عن التدريبات مبالغ مالية، وهدّد المدرب كارلو أنشيلوتي بإقالته، محمّلاً إياه المسؤولية عن ما يتعلق بتصرفات اللاعبين وتمرّدهم. أجواء مشحونة خرج منها الفريق في الوقت الحالي، لكنها تعكس حالات من عدم الاستقرار الذي يعيشه النادي حالياً. يحتلّ نابولي المركز السابع في ترتيب الدوري، وهو ليس بالمركز الذي اعتادت عليه الجماهير في السنوات الماضية. نابولي بمثابة المنافس الوحيد ليوفنتوس في المواسم الثلاثة الأخيرة، وما يحدث معه اليوم هو أمر غير مبرّر. مباراة ستحمل عنوان «لقاء الجريحين»، ولا يمكن توقّع ما سينتهي إليه اللقاء، لكن تبقى الأفضلية لأبناء الجنوب، على الأقل بسبب جودة الأسماء التي يتمتّع بها نابولي.

غوارديولا vs لامبارد
في إنكلترا، يعتبر لقاء السيتي مع «البلوز» تشيلسي مصيرياً بالنسبة إلى حامل اللقب في الموسمين الماضيين. خسارة ليفربول القاسية بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد قبل فترة التوقف الدولي، نزلت كالصاعقة على المدرب بيب غوارديولا الذي كان يأمل تحقيق نتيجة إيجابية. 9 نقاط أصبح الفارق بينه وبين المتصدّر ليفربول، فترة صعبة يعيشها المدرب ولاعبو الفريق الذين فقدوا عاملاً مهمّاً كان يساعدهم على التتويج بالألقاب، هو الشخصية القوية.
على الجهة المقابلة، كسر المدرب يورغن كلوب حاجز الخوف، بل أصبح «الخوف» عينه بالنسبة إلى غوارديولا، وباتت مباريات السيتي وليفربول محسومة قبل بدايتها لصالح المدرب الألماني وفريقه المميز. كلوب، صنع فريقه بنفسه، تفنّن في تفصيله على مزاجه الخاص، وأثمر فريقاً من الصعب هزيمته.
أمّا بالنسبة إلى تشيلسي، فيعيش «أشبال» المدرب فرانك لامبارد إحدى أفضل فتراتهم منذ بداية موسم الـ«بريميرليغ» حتى اليوم. نتائج إيجابية وأداء هجوميّ مميز، جعلا من لامبارد أفضل مدرّب لشهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي في الدوري الإنكليزي. «لامبس»، كما يلقبه جمهوره، بنى فريقاً شاباً صاحب طموح كبير. أسماء كتامي أبراهام مهاجم الفريق وصاحب الأهداف العشرة في الدوري، صانع الألعاب مايسن ماونت، جناح الفريق كالوم هودسون أودوي، وغيرها من الأسماء الشابة التي صنعها بنفسه، وضعته في المركز الثالث بفارق الأهداف فقط عن ليستر سيتي الثاني.
مواجهة ستكون صعبة على السيتي، رغم تسلّحه بأرضه وبجمهوره الذي لن يتركه في هذه الفترة الصعبة. مباراة من الممكن أن تتحوّل إلى «نقطة فاصلة» في أداء السيتي هذا الموسم، وكسب الثقة التي يفتقدها منذ بداية الموسم.