«حديث كرة القدم»، اليوم، استثنائي ومميز. استثنائي لأنه سيتناول موضوعاً واحداً فقط، ومميز لأنه عن الـ«سبيشل وان»، جوزيه مورينيو.

11 ساعة مجنونة مرّت على متابعي الدوري الإنكليزي. بين 9:30 مساء أمس و8:30 صباح اليوم، أقال توتنهام مدرّبه ماورسيو بوتشيتينو، وعيّن مدرباً آخر، وليس أيّ مدرّب، بل جوزيه مورينيو.

«توتنهام يقيل بوتشيتينو».
أعلن النادي هذا القرار رسمياً، مساء أمس، على موقعه وحساباته على وسائل التواصل الاجتماعي.
بدأت تنتشر التوقّعات والإشاعات: من سيخلف بوتشيتينو؟ وسرعان ما برز اسم مورينيو، الذي لم يدرّب منذ منتصف العام الماضي، بعدما أقاله مانشستر يونايتد. لكن ذلك ليس جديداً، فكلّما أُقيل مدرّبٌ في أوروبا، يقفز اسم مورينيو إلى الواجهة.
إلّا أنّ الإشاعات تأكّدت بسرعة هائلة، ففجر اليوم نشرت «سكاي سبورت» الخبر اليقين، وبعد ساعات نشر النادي الإعلان.
هل فعلاً أُقيل بوتشيتينو وعُيّن مورينيو بين ليلة وضحاها؟ (حرفياً)
تجدر الإشارة في بداية الأمر، إلى أن سبق لبوتشيتينو أن لمّح بأنّ مشواره مع توتنهام شارف على الانتهاء.
وكان الأرجنتيني قد أشار، بعد تعادل فريقه مع شيفيلد يونايتد في التاسع من الشهر الجاري، إلى أنه «يتمنّى أن يتمكّن من إكمال الثلاث سنوات في النادي»، إلّا أنه «لا يعلم إذا ما كان سيُمنح المزيد من الوقت».
من المستبعد أن يكون قرار إقالة مدرّب كبوتشيتينو، الذي قاد الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، قد اتُّخذ بتسرّع مع عدم وجود بديل.
ومن غير المنطقي، أن يكون مورينيو قد اقتنع بعرض توتنهام ووقّع العقد خلال 10 ساعات ليلية فقط.
القرار كان «يُطبخ على نار هادئة»، من دون شك. وعلى طريقة مانشستر يونايتد، عندما أقال لويس فان غال في 2016، بعد أن اتّفق مع مورينيو.
(الفرق الوحيد بين الحالتين هو أن فان غال وُضع في موقف لا يُحسد عليه، عندما أبلغ مورينيو شخصياً بالأمر، عبر الهاتف).
كاراغر وريدناب يدعمان مورينيو
على غير عادة، تلقّى مورينيو دعماً ومديحاً من محلّلي «سكاي سبورت»، لاعبَي ليفربول السابقين، جيمي كاراغر وجيمي ريدناب.
ويعتقد كاراغر أن «مورينيو هو ما يحتاج له توتنهام» لأنّه يحقّق الألقاب. وأضاف أن «فترته في مانشستر يونايتد لم تكن ناجحة، إلّا أن مسيرته ككل ناجحة للغاية».
أما ريدناب فمدح البرتغالي قائلاً: «إنه رجل الانتصارات، ويمتلك سجلاً جيداً».
توتنهام يضحّي من أجل «سبيشيل وان»
اضطر توتنهام للتخلّي عن سياسة «التقشف الرديئة» التي اتّبعها مع بوتشيتينو. إذ أن مورينيو سيتقاضي 17.5مليون يورو سنوياً، حتى نهاية موسم 2022/2023، وهو أكثر بكثير من أجر بوتشيتينو (9.9 مليون يورو).
إذاً، أصبح مورينيو ثاني أكثر المدرّبين حصولاً على أجر كبير من فريقه، بعد مدرب مانشستر سيتي، جوسيب غورديولا، الذي يتقاضى 20.3 مليون يورو سنوياً.

أبرز المباريات التي سيخوضها توتنهام مع مورينيو قريباً
أولمبياكوس (26/11) (دوري أبطال أوروبا)
مانشستر يونايتد (4/12) (الدوري الإنكليزي)
بايرن ميونخ (11/12) (دوري أبطال أوروبا)
ولفرهامبتون (15/12) (الدوري الإنكليزي)
تشيلسي (22/12) (الدوري الإنكليزي)

الجميع متفائل: توتنهام، مورينيو، المحللون، الجمهور... وإذا فكّرنا ملياً في الأمر، ليس هناك ما يدعو للتشاؤم. لكن لطالما جرت رياح البريميرليغ بما لا تشتهي سفينة مورينيو.
هل سنكون على موعد مع النجاح المبهر؟ أم الدمار الشامل؟ أبيض أو أسود؟ الـ«سبيشل وان» لم يعوّدنا على الرمادي... لا حلّ وسطاً.