عام 2010، تمكن منتخب هولندا من الوصول إلى نهائي كأس العالم والحلول وصيفاً خلف منتخب إسبانيا. بعد ذلك، بدأت أسهم «الطواحين» بالهبوط تدريجياً تزامناً مع نهاية الحقبة الذهبية للمنتخب. لاعبون تاريخيون اعتزلوا واحداً تلو الآخر، كان أبرزهم ويسلي شنايدر، روبن فان بيرسي وأريين روبن. مرّ بعدها المنتخب بفترةٍ انتقالية كتب لها الفشل مع مدربين مختلفين، حتى تسلم رونالد كومان، المدرب الحالي للمنتخب، زمام الأمور.عام 2018، تم تعيين كومان مدرباً لمنتخب الطواحين خلفاً للمدرب المقال ديك أدفوكات الذي فشل في التأهل لكأس العالم الأخير. بعكس مسيرته كلاعب كرة قدم، لم تعرف مسيرة كومان التدريبية نجاحاً يُذكر، إذ مثلت أندية الوسط في إنكلترا كإيفرتون وساوثهامبتون أبرز محطات المدرب الخمسيني، غير أن ذلك لم يقف عقبة أمام تدريبه المنتخب، الذي تحسّن كثيراً تحت إشرافه. لم تعرف الطواحين مع مدربها الجديد كرة كرويف الشاملة، غير أنها أدركت مفاتيح الفوز في المباريات، عبر استغلال طاقات اللاعبين الشباب وتوظيفها لخلق التوازن المطلوب في المنظومة. وجد كومان في المنتخب مواهب شابة عديدة، كان أبرزها مهاجم ليون الفرنسي ممفيس ديباي الذي سجّل في أغلب مبارياته الأخيرة، كما كان لجوهرة برشلونة الشابة فرينكي دي يونغ دور بارز في نجاح المنظومة إثر مشاركته المباشرة في عملية بناء الهجمة وتحديد «ريتم» المباريات، في حين لعب الخط الدفاعي للمنتخب الدور الأبرز في العودة إلى نادي الكبار. ثنائية دفاعية مميزة تشكلت من لاعب ليفربول فيرجيل فان دايك، أفضل لاعب في أوروبا، إضافة إلى مدافع نادي يوفنتوس ماتياس دي ليخت، أعطت قوة إضافية للمنتخب الذي استقبلت شباكه 7 أهداف فقط خلال مباريات التصفيات التي خاضها.
5 انتصارات، تعادل وخسارة، وضعت المنتخب الهولندي في وصافة المجموعة الثالثة. بعد ضمان التأهل للبطولة الأوروبية المقامة الصيف المقبل، يعوّل رجال كومان اليوم على التأهل كأول المجموعة، إذا ما حققوا انتصاراً أمام أستونيا، مقابل خسارة المتصدر ألمانيا من ثالث المجموعة أيرلندا الشمالية. لم يسبق لأستونيا أن تأهّلت للأدوار المتقدمة من اليورو أو كأس العالم، كما أنها حققت نقطة واحدة من 7 مباريات وضعتها في المركز الأخير من المجموعة الثالثة، ما سيسهل المَهمة أمام هولندا.
أداءٌ متوازن ونتائج مقنعة جعلت من أبناء كومان أبرز المرشّحين للفوز ببطولة اليورو المقبلة. بطولة هي الأكبر في أوروبا، يأمل الهولنديون عن طريقها العودة إلى منصات التتويج، بعد أن كانوا قاب قوسين أو أدنى من التتويج بدوري الأمم الأوروبية في نسخته الأولى، الذي خسره المنتخب أمام البرتغال بهدفٍ نظيف.