في الأسابيع الماضية، برز المهاجم النروجي آرلينغ براوت هالاند كأحد أفضل المواهب الكروية الصاعدة في العالم. الشاب الذي سرق أضواء الإعلام بفعل تألّقه المحلي والأوروبي، بات اليوم مطلباً للعديد من الأندية الأوروبية، على خلفية معدله التهديفي العالي مقارنةً بصغر سنّه. ولد آرلينغ براوت هالاند في ليدز الإنكليزية عام 2000، وقد بدأ مسيرته الكروية مع نادي براين النروجي ثم انتقل إلى نادي مولد النروجي أيضاً، ليستقرّ حالياً في نادي سالزبورغ النمساوي. رغم ولادته في ليدز، فإن تمثيله لمنتخب الأسود الثلاثة بقيادة المدرب الإنكليزي غارث ساوثغيت أمر مستبعد، نظراً لتصعيده إلى المنتخب النروجي الأول، بعد تسجيله 9 أهداف في شباك منتخب هندوراس تحت 20 عاماً.
أرقامٌ كثيرة كسرها ابن الـ19 عاماً هذا الموسم، أبرزها الثلاثية التي سجّلها الأسبوع الماضي أمام وولفسبيرغر النمساوي أيضاً، والتي وصل من خلالها إلى خامس ثلاثية له هذا الموسم حتى الآن. وقّع هالاند على ثلاثيته الأولى في مرمى إي أس في بارندورف، خلال الانتصار الكبير (7-1) في كأس النمسا. جاء بعدها الهاترك الثاني في مرمى وولفسبيرغر، خلال الفوز العريض في الدوري. استمر بعدها تألّق المهاجم النروجي، ليسجل ثلاثية أخرى جاءت أمام نادي تي أس في هارتبرغ. لم يقتصر التألّق على الصعيد المحلي، إذ عزّز هالاند رصيده بثلاثية في مرمى جينك البلجيكي. كان ذلك في مباراة الفريق الافتتاحية بدوري أبطال أوروبا.
هكذا أصبح رصيد هالاند 27 هدفاً في 18 مباراة، جاءت 7 منها في دوري الأبطال من 4 جولات. إحصائية أدخلت هالاند في قائمة تضم 4 لاعبين فقط تمكنوا عبر التاريخ من التسجيل في أول 4 مباريات لهم في دوري الأبطال، هم أليساندرو ديل بييرو، دييغو كوستا وذي كارلوس، كما سجل هالاند أكثر بهدفين من أي لاعب آخر خلال أول 4 مباريات له في تاريخ دوري الأبطال.
أصبح رصيد هالاند 27 هدفاً في 18 مباراة جاءت 7 منها في دوري الأبطال


ينحدر آرلينغ براوت هالاند من عائلة كروية عريقة، وقد كان والده آلف ـ انغ هالاند آخر لاعب كرة قدم في العائلة. وصل هالاند الأب إلى إنكلترا عام 1993، عندما وقّع لنادي نوتنغهام فورست، لينتقل بعدها إلى ليدز يونايتد ومانشستر سيتي. رغم ظهوره في أكثر من 200 مباراة رسمية في الدوري الإنكليزي، اكتسب آلف ـ انغ شهرته في إنكلترا بسبب عداوته التاريخية مع لاعب مانشستر يونايتد السابق روي كين.
يترأّس هذا الأخير قائمة الأندية المهتمة بهالاند الابن، إذ سبق لمدرب مانشستر الحالي أولي غونار سولشاير أن أشرف على تدريب آرلينغ براوت في نادي مولد، عندما كان بعمر الـ16. الاهتمام الكبير من النادي الإنكليزي العملاق، لاقاه والد اللاعب بالترحيب، حيث صرّح في وقتٍ سابق من هذا الشهر بأنه سيكون من الرائع لابنه تمثيل مانشستر يونايتد. رغم الاهتمام الكبير من مانشستر يونايتد وباقي عمالقة الدوري الإنكليزي، إضافةً إلى أندية أوروبية أخرى مثل يوفنتوس وريال مدريد، لن يكون الانتقال بهذه السهولة. وبحسب وسائل إعلام بينها «سكاي سبورتس»، يبدو نادي لايبزيك الألماني الأقرب إلى الظفر بخدمات اللاعب، بحكم تبعية الناديين لملكية ريد بول. مدرب الفريق الألماني جوليان ناغلسمان من أشدّ المعجبين بالمهاجم النروجي الشاب، إذ يراه بمثابة الخليفة المثالية لمهاجم الفريق الحالي تيمو فيرنر، الذي أصبح أقرب من أي وقتٍ مضى لمغادرة لايبزك بحسب الصحافة الألمانية.
إذاً هي ولادة نجم جديد سيكون له شأن كبير في الملاعب الأوروبية، على أمل أن تبقى الإصابات بعيدة عنه.