تحديات كبيرة واجهت فرانك لامبارد منذ أن ترأس العارضة الفنية لنادي تشيلسي. حرمان من التعاقد مع لاعبين لسوقين مقبلَين، إضافةً إلى إصابات متكررة لأبرز لاعبي الفريق، حالت دون تحقيقه البداية المثالية. مع مرور الجولات، وعودة بعض اللاعبين من الإصابة، على رأسهم الفرنسي أنغولو كانتي، ظهر الفريق بصورة أفضل ليحتلّ المركز الرابع في الدوري حتى الآن، مبتعداً بنقطتين عن الوصيف مانشستر سيتي، وثماني نقاط عن المتصدر ليفربول.
يعتمد تشيلسي على الأسماء الشابة (أ ف ب )

خدمت الظروف فرانك، بنفس النسبة التي وقفت بوجهه. في تجربته التدريبية الأكبر حتى الآن، جاء لامبارد خلفاً لماوريسيو ساري، الذي لم يلقَ استحساناً كبيراً من جماهير النادي، بفعل اهتمامه الزائد في فرض أسلوب لعبه، من دون التركيز على النتائج بالدرجة الأولى. مع مجيء لامبارد، وجدت الجماهير ضالتها في الأسطورة التي قادت النادي إلى الكثير من النجاحات في تاريخه الحديث. المساندة التي لاقاها فرانك في تشيلسي من الجماهير نادرة، ولم يحظَ بها إلا قليلون بينهم جوزيه مورينيو، أنطونيو كونتي، إضافةً إلى روبرتو دي ماتيو، صانع مجد تشيلسي الأوروبي عام 2012. تجدر الإشارة إلى أن هؤلاء المدربين الثلاثة خرجوا من الباب الضيق لستامفورد بريدج، على خلفية مشاجرتهم مع الإدارة لاستقدام صفقات جديدة. الإدارة اليوم تدعم فرانك ولكن ماذا عن المستقبل؟
لا تخفى على أحد صعوبة تدريب نادي تشيلسي، رغم أنه يضم أكاديمية جيدة وأسماء قادرة على إنجاح أيّ مدرب، إلا أن الأمر المربك هو عقلية القيّمين على النادي، وتفكيرهم المادي أحياناً. في ظل الأوضاع الراهنة، تقتصر مهام فرانك في بناء منظومة قادرة على الدخول إلى المربع الذهبي للدوري، مع محاولة بلوغ أقصى الأدوار الممكنة في الكؤوس المحلية ودوري الأبطال، وهو ما نجح لامبارد في إظهاره حتى الآن. لا ضغط في تشيلسي على المدرب، ولا ضغط عليه من الجماهير أيضاً. أمرٌ سيعطي فرانك وقتاً كافياً للتكيف مع حجم المهمة التي يتولاها، تحضيراً للموسم المقبل، الذي سيمثّل الاختبار الفعلي لمعرفة مدى ثقله التدريبي.
خسارة تشيلسي الأوروبية أمام فالنسيا تجعله مطالباً بالفوز اليوم


رغم ارتباط جزء من نجاح تشيلسي الحالي بظروف اللعب بعيداً عن الضغوطات، لا بد من إنصاف طريقة إدارة لامبارد للفريق. هي المرة الأولى التي يشارك فيها لاعبو الأكاديمية مع الفريق الأول باستمرار، منذ مشاركة قائد الفريق الأسبق جون تيري. لاعبون مثل فيكايو توموري، مايسن ماونت، تامي أبراهام، كالوم هودسون أدوي، ثبّتوا أقدامهم في تشكيلة الفريق، وأثبتوا على صغر سنهم مدى استحقاقهم لهذه الفرصة. مواهب كبيرة وشخصيات قوية، أبقت تشيلسي حتى اللحظة في سباق المقاعد الأربعة الأولى في الدوري، كما وضعته ثالثاً في مجموعته الأوروبية، بـ3 نقاط مناصفة مع فالنسيا الثاني.
بعد الخسارة الأولى المفاجئة على أرضه أمام فالنسيا، تمكّن تشيلسي من الفوز خارج الديار بهدفين لهدف على حساب نادي ليل، ليحيي آماله بالتأهل إلى الدور المقبل. مباراة صعبة تنتظر رجال لامبارد عندما يحل ضيفاً اليوم على أياكس أمستردام، الذي يمر هو الآخر بأفضل أحواله.


في الموسم الماضي، شكّل رجال المدرب إيريك تن هاغ حصاناً أسود في دوري الأبطال. تشكيلة شابة وأسماء غير معروفة إعلامياً وصل بهم أياكس إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ليتم إقصاؤه في الثواني الأخيرة أمام توتنهام. مشوار مشرف قدمه الهولنديون، نجحوا خلاله في إخراج عدد من الأندية المرشحة للفوز باللقب من السباق، وفي مقدمتها ريال مدريد ويوفنتوس. رغم بيع العديد من اللاعبين، ظلّ أياكس محافظاً على نسقه المحلي والأوروبي هذا الموسم، إذ يحتل الفريق صدارة الدوري الهولندي، إضافةً إلى صدارة مجموعته الأوروبية بانتصارين من مباراتين.
هي مباراة المواهب الشابة، وكذلك المدربين الشابين، بنفس مقدار الضغوطات. الفريقان غير مرشحين للظفر باللقب، إلا أنهما غير مستبعدين أيضاً. خسارة لامبارد الأوروبية الأولى تجعل الانتصار في هذه المباراة مطلباً رئيسياً للبقاء في دائرة التأهل، معوّلاً على مشاركة لاعبيه الشباب الذين كونوا خبرتهم الأوروبية في الملاعب الهولندية، تحديداً في نادي فيتيس أرنهيم، أما أياكس، فيسعى جاهداً بدوره لتكرار نجاح الموسم الماضي.