عام 2013 كانت بداية الثورة داخل النادي التركي غلطة سراي. في نسخة ذلك العام تمّ التعاقد مع الثنائي الهولندي والعاجي ويسلي شنايدر وديدييه دروغبا. هذان اللاعبان، أصبحا واجهة إعلامية مميّزة ومختلفة، وحتى غير اعتيادية بالنسبة إلى الأندية التركية، وإلى الدوري التركي عامة. كان كل من دروغبا وشنايدر، من بين أوائل اللاعبين الذين انتقلوا إلى الدوري التركي أو الـ«سوبر ليغ»، وتبعهما عدد من النجوم الذين كانت لهم صولات وجولات في الملاعب الأوروبية. القيّمون على الدوري التركي بدا أن لديهم مشروعاً كبيراً لضمّ كبار اللاعبين في العالم تماماً كما التجربة الصينية الكبيرة التي تحدث اليوم. في السنة ذاتها، كان للنادي الأبرز في تركيا إن كان على الصعيد المادي أو الجماهيري، شركة استثمارية تُعرف بـ«آي أس غلطة سراي». هذه الشركة كانت السبب الأساس وراء استقدام الثنائي دروغبا وشنايدر، إذ كانت تحتل المراكز الأولى من حيث الاستثمارات. هي بكل بساطة، شركة رأسمالية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. في عام 2011، كان نادي غلطة سراي من بين الأندية التي تواجه خطر الإفلاس في تركيا، ولكن بعد سنتين بدأ النادي بدفع ما قيمته 15 مليون دولار إلى كل من لاعبيه الأجنبيّين دروغبا وشنايدر في السنة. هذا ما قد أثار الشبهة حول هذه «النقلة النوعية» التي عاشها النادي التركي خلال مدّة لم تتجاوز العامين. كل ما حدث من تطوّر وزيادة في ميزانية النادي واستثماراته وعلاقاته ومصالحه، يعود إلى شركة «galatasaray a.s».
ما كان شائعاً في تلك الفترة وتحديداً عام 2013، أن النادي الإسطنبولي كان يتحمّل عبئاً أكبر بكثير من ميزانيته ومن الإيرادات التي تدخل إلى خزينته مع الوقت. لكن المفاجأة كانت في عام 2013 أيضاً، حيث احتلّ النادي التركي المركز 29 في العالم من حيث دخول الإيرادات كل سنة (بحسب «Deloitte Football Money League»، الموقع المتخصّص في حساب إيرادات أندية كرة القدم في العالم). خبر، ولّد نوعاً من «موجات التساؤل» حول المصادر التي يحصل من خلالها النادي على الأموال.
تعاقد النادي التركي في فترة الانتقالات الصيفية مع 14 لاعباً


بعد التعاقد مع الثنائي الأجنبي، ووجود عدّة لاعبين جيدين كحارس المرمى الأوروغواياني فيرناندو موسليرا، البرازيلي لاعب خط الوسط فيليبي ميلو وغيرهما، تمكّن الفريق من تحقيق لقب الدوري وبالتالي التأهّل إلى دوري أبطال أوروبا. هذه الإنجازات، أدخلت إلى خزينة النادي مبلغاً وصل إلى 25 مليون دولار. إضافة إلى ذلك، إيرادات ملعب «تورك تيليكوم» الخاص بالنادي والذي يتّسع لأكثر من 50.000 متفرّج، ساعدت كثيراً في ارتفاع ميزانية الفريق، نظراً للشغف الذي يربط المشجّعين الأتراك برياضة كرة القدم، إضافة إلى شعبية الدوري المحلي الكبيرة هناك.
وفي الملعب أيضاً، اللافت أن مقاعد الـ«VIP» ليست مُتاحة للجميع، بل لفئات معيّنة من المشجّعين، وتحديداً المشجّعين الذين أصبحوا مميّزين عن غيرهم. أسعار هذه البطاقات الخاصّة باهظة الثمن، رغم ذلك، تمتلئ عن آخرها، وهذا من بين أبرز الأسباب التي أدّت إلى تحسّن الأوضاع المادية للنادي. لكن، تبقى الشركة الأساسية للنادي «galatasaray a.s»، هي الـ«منبع» الذي تخرج منه الأموال إلى النادي الأشهر على الصعيد التركي. فقد نقلت صحيفة «حرية ديلي نيوز» التركية عن أن محامي الشركة الاستثمارية الخاصة بالنادي «سيدات بوزانوغلو» قد أعلن أن «غلطة» استفاد من حوالي 100 مليون دولار من العمليات الاستثمارية لشركة «galatasary a.s»، ما يعني أن أجور كل من شنايدر ودروغبا، يمكن وصفها بـ«نقطة» في بحر الإيرادات التي تصبّ في خزينة النادي التركي. كل هذه الأموال تبقى أموالاً غير مراقبة، إذ إن «هيئة مراقبة رأس المال التركية» غضّت النظر عن الكثير من الاستثمارات التي قامت بها الشركة التركية العملاقة. مصادر مجهولة وأموال كثيرة، هنا تأخذ الرأسمالية منحاها بصورة واضحة.

الأفضل محلياً
أمّا بالنسبة إلى غلطة سراي، فهو نادٍ رياضي من مدينة اسطنبول التركية، تأسّس في 30 اكتوبر/تشرين الأول من عام 1905. يعدّ غلطة سراي أنجح الأندية التركية، فهو أكثر الفرق فوزاً بلقب الدوري التركي بواقع 21 مرّة (الرقم القياسي). كما أنه أكثر الفرق التركية فوزاً بلقب كأس تركيا بواقع 14 بطولة. أمّا على الصعيد الأوروبي، فهو الأفضل أيضاً من بين فرق بلده. أول فريق تركي وأكثرها مشاركة في البطولة الأعرق أوروبياً، دوري الأبطال، وهو الفريق التركي الوحيد الذي فاز ببطولة أوروبية، كان ذلك في عام 2000 بعد فوزه بكأس السوبر الأوروبي وكأس الاتحاد «يوروباليغ» (فاز غلطة سراي على آرسنال بركلات الترجيح).
14 صفقة جديدة، أبرمتها إدارة النادي الأكبر في تركيا خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة. هذه الحركة الكبيرة في «الميركاتو»، تؤكّد على القدرة المادية الكبيرة مقارنة بأشقائه من الدوري كبيشيكتاش وفنربخشة. 14 صفقة على رأسها المهاجم الكولومبي المميز راداميل فالكاو لاعب موناكو وأتلتيكو مدريد ومانشستر يونايتد وتشيلسي السابق. تاريخ كبير يملكه فالكاو، ورغم تقدّمه في السن، إلا أنه لا يزال يقدم المساعدة إلى فريقه الجديد. أكثر من 40.000 مشجّع، حضروا الى ملعب النادي لمشاهدة تقديم الـ«نمر الكولومبي»، وهذا ما يدل على شغف الجماهير الكبير بكرة القدم. من بين الصفقات الأخرى التي يمكن تصنيفها في خانة الصفقات الجيدة، التعاقد مع الموهبة التركية إيمري مور، اللاعب الذي لم يجد نفسه في كل من بوروسيا دورتموند الألماني وسيلتا فيغو الإسباني.
اختبار حقيقي اليوم للفريق التركي أمام بطل فرنسا في مباراة يريد الفريقان الفوز فيها للتقدم نحو الدور الثاني.