بعد الفوز في أول ثلاث مباريات، يسعى نادي إنتر ميلانو للفوز في مباراته الرابعة على حساب جاره ميلان والبقاء في الصدارة. الأخير، ومع تعيين المدرب الجديد للفريق ماركو جيانباولو، لم يتغير الكثير على مستوى التشكيلة أو الأداء. تعاقدات كثيرة، وأسماء دخلت إلى «كازا ميلان»، لتكون لها كلمتها في ما سيقدّمه النادي هذا الموسم، لكن ما يحدث الآن مغاير تماماً لتوقعات الجماهير، وحتى المحللين والنقّاد. قبل بداية الموسم اعتقدت الجماهير أن جيانباولو هو المدرب المناسب لميلان. صديق ماوريتسيو ساري، تجربته تشبه تجربة المدرب «المدخّن» كثيراً. قص ساري شريط مسيرته التدريبية في إمبولي، وقدّم أداء مميزاً رفقة هذا النادي المتواضع، ما أدّى إلى وضعه في قائمة المدربين المطلوبين في إيطاليا. وهذا ما حدث فعلاً، انتقل ساري إلى نابولي، ثم تشيلسي، والآن يوفنتوس. على الورق، مسيرة صديقه ماركو مشابهة، إذ قدم موسماً جيداً مع سامبدوريا، وكان يعتمد في أفكاره على اللعب الهجومي واللاعبين المهاريين والأظهرة التي تمتاز بالسرعة. كل ذلك كان جيداً بالنسبة إلى إدارة النادي اللومباردي، فتعاقدت مع جيانباولو ليكون على رأس العارضة الفنية لميلان.
تبدو حظوظ إنتر أكبر للفوز في «ديربي الغضب»

ربما، تسرّعت الإدارة في هذا القرار. ناد كميلان، يمرّ في مرحلة «تغيير جلد» وهو بحاجة إلى المدرب المناسب الذي يقود هذه المرحلة. مع التعاقدات الجديدة، والآمال التي علّقت على جيانباولو، اعتقدت الجماهير والإدارة أن الحل أخيراً قد أتى، إلّا أن ما قدّمه ميلان في مبارياته الثلاث الأولى لم يكن كما كان متوقعاً رغم تحقيق الفوز في مباراتين من أصل ثلاث. أداء سيئ، يقابله «عناد» غير مبرر من جيانباولو في عدم إشراك الصفقات الجديدة بشكل أساسي، على غرار الجزائري المميز إسماعيل بن ناصر، لاعب خط الوسط البوسني راضي كرونتش، رافاييل لياو، ثيو هيرنانديز. ما يقوم به جيانباولو لا يمكن وصفه سوى بـ«المراهقة الكروية»، فصبر الإدارة «الميلانية» بات قليلاً مع مرور السنوات، وقد سبق جيانباولو كثر قبله، وكان مصيرهم الإقالة. على الجانب الآخر، الأمور مختلفة تماماً. الحياة تعود مجدداً لأبناء القطب الثاني في مدينة ميلانو. إنه أنطونيو كونتي، المدرب الذي جعل التذاكر الموسمية لمشاهدة الإنتر تنفد منذ تعيينه مدرباً للفريق. كونتي، ومع أيامه الأولى في بيته الجديد، أي في معسكرات المباريات التحضيرية، صرامته كانت واضحة، وهذا ما يمتاز به عن غيره من المدربين. يحتل النادي الذي عانى في الموسم الماضي من التأهل إلى دوري الأبطال تحت إشراف المدرب السابق لوتشيانو سباليتي، المركز الأول حالياً بثلاثة انتصارات و9 نقاط.
آمنت الجماهير أخيراً إن كان بكونتي من جهة، وفي الصفقات التي اختارها الأخير بنفسه، لينشئ فريقاً، جاهزاً للمنافسة، وربما إزاحة يوفنتوس لأول مرّة منذ 8 سنوات عن عرشه. من شاهد الإنتر، وشاهد تحديداً المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو، يرى كيف أن لاعب مانشستر يونايتد السابق، أصبح مختلفاً عن ما كان عليه في إنكلترا. لوكاكو، عادت له الثقة التي افتقدها تحت إشراف كلّ من البرتغالي جوزيه مورينيو والنرويجي أولي غونار سولشاير. ماذا فعل كونتي بلوكاكو؟ بكل بساطة، كونتي اختاره بالاسم، وهذا ما يعطي البلجيكي دافعاً ليثبت أن اختيار كونتي له لم يكن اختياراً عبثياً. ربما سيستعيد ألكسيس سانشيز شيئاً من مستواه هو الآخر.
سيواجه ميلان غريمه الذي رمّم نفسه أكثر من أي وقت مضى. بلغة المنطق، الإنتر مرشح فوق العادة للفوز في «ديربي الغضب»، إلّا أنه لطالما ما كانت مباريات «الديربي» في إيطاليا لها حساباتها الخاصة، «ديربي تورينو» بين يوفنتوس وتورينيو، «ديربي الشمس» أو «ديربي العاصمة روما» بين لاتسيو وروما، فكيف إذا كان هذا الـ«ديربي» هو الأكبر في العالم.