قبل أيام قليلة استحوذ رئيس مجموعة «إينيوس» البريطانية جيم راتكليف على مُلكية فريق نيس الفرنسي، في خطوة أولى تصبّ في مصلحة النهوض بالكرة الفرنسية. يعدّ راتكليف من أثرى أثرياء المملكة المتحدة، وتقدّر ثروته بنحو 18,15 مليار جنيه استرليني. ونقل النادي الجنوبي في بيان عن راتكليف قوله: «كان المسار طويلاً للوصول إلى هنا، لكن كنا مصممين على إنجاز عملية شراء النادي». وتابع: «من خلال استثمار منطقي ومدروس، نريد أن نجعل من نيس نادياً قادراً على المشاركة بشكل منتظم في المسابقات الأوروبية، وأن يكون على وجه الخصوص قادراً على تقديم الأداء المطلوب في المنافسات». مع الرغبة الواضحة للمالك الجديد بوضع نيس على الطريق الصحيح، لن تنحصر المنفعة بالفريق الجنوبي فحسب، بل قد تنعكس إيجاباً على الدوري الفرنسي ككل. الأمر مرتبط أولاً بسياسة إدارة النادي المعتمَدة، ومدى جدية المالك الجديد بفرض نيس كمنافس دائم على الألقاب.
لن تنحصر المنفعة بالفريق الجنوبي فحسب بل قد تنعكس إيجاباً على الدوري الفرنسي ككل
قبل الطفرة المالية القطرية في باريس، فرض الدوري الفرنسي نفسه كأحد أكثر الدوريات الأوروبية تنافسيةً، إذ شهدت الفترة الممتدة بين عامي 2007 و2012 تتويج 5 أندية مختلفة بالدوري الفرنسي، هم ليون بوردو مارسيليا ليل ومونبيلييه. بعدها، ولد النادي الباريسي من رحم الاستثمار القطري، وسيطر على الدوري المحلي بعد أن تُوج بـ6 ألقاب من أصل 7 ممكنة، خرقها نادي موناكو عام 2016. استثمارات كبيرة قام بها نادي باريس سان جيرمان، جلب إثرها العديد من نجوم الكرة العالمية، على غرار نيمار دا سيلفا، نجم برشلونة السابق. رغم البذخ في عملية الاستثمار، لم يتحسن الدوري الفرنسي مطلقاً، بل خسر عامل التنافسية بفعل اتّساع الهوّة بين النادي الباريسي وباقي الفرق. تفاقمت بعدها عواقب الاستثمار العشوائي، بعد أن فشل النادي الباريسي في تحقيق أيّ نجاح يُذكر خارج النطاق المحلي.
فور امتلاكه نادي باريس سان جيرمان، صرّح رئيس النادي ناصر الخليفي أن الهدف الأول هو تتويج النادي الباريسي بدوري أبطال أوروبا. انتهت المدة ولم يتمكّن «بي أس جي» من بلوغ مراكز متقدمة في البطولة حتى. رغم امتلاكه منظومة متكاملة، فشل باريس سان جيرمان في العديد من الاختبارات الأوروبية، بعد أن تعوّد على نسق تنافسيّ ضعيف في الدوري المحلي مقارنة بالتنافسية السائدة في دوري الأبطال، ما حال دون تألقه في البطولة. مع وجود ملياردير جديد في الدوري الفرنسي، بطموح يهدف لمقارعة باريس سان جيرمان، سيتحسّن هذا الأخير، خاصة على الصعيد الأوروبي. تعزّز المنافسة المحلية دائماً من عقلية الفرق. ظهر ذلك جلياً في الدوري الفرنسي عام 2016، عندما برز نادي موناكو كمنافس شرس لنظيره الباريسي. لم يقتصر إنجاز موناكو على التتويج باللقب الفرنسي حينها، بل وصل إلى دور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا، بعد أن طورت التنافسية المحلية من مواهب فريق الإمارة لتتلاءم مع متطلبات دوري الأبطال. الاستثمار الصحيح في الدوري الفرنسي، سيزيد من التنافسية، خاصة مع تحفيز المواهب المحلية للبقاء، والحؤول دون التوجه للاحتراف في الخارج.
معايير كثيرة قد تتغيّر في السنوات المقبلة، من شأنها رفع النسق في الدوري الفرنسي. الأمر مرتبط بدايةً بسياسة نادي نيس المتبعة، وما ستعكسه على جذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع الكرة الفرنسية. هي البداية لا أكثر، المشروع قد يطول لسنوات عديدة، غير أنّها الخطوة المثلى لنهوض الدوري الفرنسي من جديد.
ليون وليل يفتتحان المرحلة الخامسة
يأمل كلّ من ليون وليل استغلال مباراتيهما اليوم في افتتاح المرحلة الخامسة من الدوري الفرنسي لكرة القدم من أجل التحضير بأفضل طريقة لما ينتظرهما الثلاثاء في مستهل مشوارهما في مسابقة دوري أبطال أوروبا.
ويدخل ليون وليل مباراتيهما ضد أميان وأنجيه على التوالي بمعنويات مهزوزة، إذ يعاني الفريقان في مستهل الموسم الجديد، حيث فشل الأول في تحقيق الفوز خلال المرحلتين الماضيتين قبل عطلة المباريات الدولية، فيما خسر الثاني مباراتين من الأربع التي لعبها حتى الآن. ليل يلتقي أنجيه الساعة 20:00 بتوقيت بيروت، وليون يحلّ ضيفاً على اميان الساعة 21:45.