خلال الموسم الماضي في الـ«ليغا» الإسبانية، قدّم المدرب الإسباني كيكي سيتيان فريقاً يلعب كرة القدم بصورة جميلة. النادي الأندلسي ريال بيتيس، قدم عرضاً نال إعجاب متابعي كرة القدم حول العالم في منافسته لبرشلونة بطل الدوري، وذلك بعد أن حلّ في المركز الثاني في ترتيب الفرق الأكثر استحواذاً على الكرة. هذا الأسبوع يواجه بيتيس بطل الدوري برشلونة (الأحد الساعة 22:00 بتوقيت بيروت) في اختبار حقيقي لتشكيلة الموسم.لم تكن انطلاقة نادي ريال بيتيس للموسم الحالي مميّزة كما تمنّت الإدارة واللاعبون، بعد الخسارة بهدفين لواحد أمام بلد الوليد، ولكن للبدايات دائماً خصوصية وهيبة، وموسم النادي الأندلسي يعِد بالكثير من الإيجابيات.
يعود سرّ نجاح ريال بيتيس في الموسم الماضي، والمقصود بالنجاح هنا، تقديم كرة قدم جميلة وسلسة، تستمتع من خلالها الجماهير الأندلسية، إلى التشكيلات السبع التي اعتمدها المدرب كيكي مع فريقه. سبع خطط، وضعها المدرب «الأشيب»، صعّبت الأمور على الفرق المنافسة له، نظراً إلى اختلاف طريقة لعب الفريق ما بين المباراة والأخرى. كرة قدم تعتمد في المقام الأول على التمريرات القصيرة، أي بمعنى أدق، على لاعبي خط الوسط. تكوّن ثلاثي «التوازن» في تشكيلة المدرب سيتيان حينها، من الأرجنتيني جيوفاني لوسلسو لاعب توتنهام الإنكليزي الحالي، المكسيكي أندريس غواردادو والبرتغالي ويليام كارفايو (مستمران مع النادي). الأخير، يلعب دوراً مختلفاً عن كل من لوسلسو وسيرجيو كاناليس. أدوار دفاعية خالصة، يقدّمها لاعب الارتكاز، الذي يعتبر «صمّام الأمان» لخط الوسط ولخط الدفاع الأندلسي. اللعب بخمس مدافعين في الخط الخلفي، هي الطريقة التي طغت على أغلب مباريات «بيتيس» في الدوري خلال الموسم الماضي. وتكوّن الخط الدفاعي من ثلاثي في مركز قلب الدفاع، وهم الجزائري المميز عيسى مندي، الإسباني ولاعب برشلونة السابق مارك بارترا والمخضرم البرازيلي سيدني. يعاون هذا الثلاثي كل من الظهيرين الأيمن والأيسر، اللذين تتغيّر أدوارهما خلال المباراة، ليصبحا جناحين يشكلان خطورة على المرمى، إضافة إلى العرضيات التي يستفيد منها رأس الحربة الصريح، الذي يكون دائماً داخل الصندوق. كل من الإسبانيين فرانسيس غيريرو وجونيور فيربو المنتقل حديثاً إلى برشلونة، قدّما أدواراً مميّزة خلال الموسم الماضي، من خلال التمريرات الحاسمة للمهاجمين، والمؤازرة الدفاعية لثلاثي الخط الخلفي.
تعاقد النادي مع النجم الفرنسي نبيل فقير قادماً من ليون


حقق ريال بيتيس تحت قيادة مدربه المحنّك كيكي انتصارين مهمّين خلال بطولة الدوري في موسم 2018/2019. الأول جاء في المباراة التي تعتبر مهمّة للاعبي الـ«بيتيس» وللجماهير، والتي تتمثّل في دربي «الأندلس» أمام إشبيلية، والثاني في معقل النادي الكاتالوني «الكامب نو» أمام برشلونة بنتيجة (4-3). ربّما أن ينتهي الموسم في احتلال المركز العاشر، ليس بالنتيجة الجيدة لناد مميّز كريال بيتيس، إلّا أن ما قدّمه هذا النادي في طريقة لعبه، يستحق التقدير والإطراء. خلال الموسم الماضي، وصلت نسبة استحواذ النادي الأندلسي على الكرة إلى 61.4% في منتصف الموسم، أي أقل بـ0.1 % فقط من صاحب المركز الأول برشلونة. يضاف إلى ذلك أن النادي الأندلسي قد أنهى الموسم الماضي بمعدّل تمريرات صحيحة مرتفع، والذي وصل إلى 87.6%، وهذا ما يعكس ثقافة هذا النادي ويؤكّد على طريقة اللعب المميزة التي يظهر فيها نادي ريال بيتيس. أسماء عدّة برزت ضمن الفريق الأندلسي الموسم الماضي، من بينها الظهير الأيسر الإسباني جونيور فيربو، اللاعب الذي كان من أبرز العناصر الذين يطبقون هذه الفلسفة. وخسر الفريق الكثير من المباريات عندما غاب فيربو بسبب الإصابة. من بين الأسماء أيضاً، المدافع الجزائري عيسى مندي، الذي أكّد بدوره على جودته العالية خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية الأخيرة في مصر.
في الموسم الحالي، ومع رحيل المدرب كيكي سيتيان ومجيء المدرب خوان سيسيليا لأسباب بقيت مجهولة (اتفاق ما بين النادي والمدرب)، سيكون ربما من الصعب تقديم كرة القدم عينها التي كانت في السابق. إلّا أن التعاقد مع النجم الجزائري الفرنسي نبيل فقير من ليون الفرنسي، سيعطي الإضافة بكل تأكيد لخط وسط النادي الأندلسي. فقير، يعتبر من بين اللاعبين المميزين في أوروبا حالياً، وكانت عيون المدراء الرياضيين في أهم الفرق الأوروبية مصوّبة نحوه، إلّا أن الفرنسي صاحب الـ26 عاماً اختار خوض تجربة جيوفاني لوسلسي الأرجنتيني، الذي تألق رفقة بيتيس، وها هو اليوم يشارك مع نادي توتنهام في الـ«بريميرليغ». إضافة إلى نبيل فقير، تعاقدت إدارة النادي الأندلسي مع الشاب المكسيكي دييغو لاينز صاحب الـ20 عاماً، والذي يعرف بلقب «ميسي المكسيكي». شاب صغير لديه الكثير من الإمكانيات الفنية ليعطيها لبيتيس، وسيشكل موسمه الحالي بداية الانطلاق نحو العالمية.
في ما يخص مسار النادي في الـ«ليغا»، من المتوقّع أن ينهي بيتيس الدوري في أحد المراكز الأوروبية (المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا أو الدوري الأوروبي)، وستكون مباراة الـ«كامب نو» يوم الأحد الاختبار الأبرز حول إذا ما أصبح الفريق جاهزاً أكثر من أي وقت مضى لمقارعة الكبار.