ثلاث مباريات مرت منذ بداية الموسم، لم يحقق فيها المدرب الإنكليزي فرانك لامبارد أي انتصار رفقة نادي تشلسي. تعادلان وخسارة «قاسية» هي حصيلة المدرب الشاب حتى الآن، وهو ما جعله يحتل المركز الخامس عشر في سلم ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز، إضافةً إلى خسارته لقب كأس السوبر الأوروبي. المؤشرات الإيجابية واضحة، أما الواقع، فلا يعترف إلا بالنتائج. مع وجود إدارة صارمة كتلك التي تمتلك زمام الأمور في النادي اللندني، بقيادة الميلياردير الروسي رومان أبراموفيتش، سيسعى المدرب الإنكليزي الشاب لتعديل المسار قبل فوات الأوان، وذلك عندما يحل ضيفاً على نادي نورويتش سيتي السبت المقبل، (14:30 بتوقيت بيروت).ظروف صعبة عصفت بنادي تشلسي الصيف الماضي. تغييرات إدارية عديدة، ترافقت مع رحيل البلجيكي إيدين هازار عن أسوار النادي رغم تعرض الفريق لعقوبات تحرمه من التوقيع مع أي لاعب لفترتي انتقالات مقبلتين. وسط كل هذه الزحمة، جاء لامبارد على رأس الإدارة الفنية للفريق، في تجربته الأكبر كمدرب حتى الآن (يقتصر سجله التدريبي على نادي ديربي كاونتي الموسم الماضي). رغم ذلك، نال إعجاب نقاد كرة القدم، بعد تقديمه منظومة هجومية شبه متكاملة مقارنةً بالعناصر المتاحة.
بدأ عرض لامبارد الأول في مسرح الأحلام «أولد ترافورد»، حيث مُني الفريق بهزيمته الأكبر في تاريخ الـ«بريميرليغ» بمسماه الحديث من مانشستر يونايتد. لم تعكس النتيجة الكبيرة واقع الفريقين الفني، إذ كان تشلسي منافساً حقيقياً في هذه المباراة، خاصة في الشوط الأول. افتقد لامبارد حينها لوجود متوسط ميدان دفاعي، افتقد أنغولو كانتي تحديداً بداعي الإصابة، ما أدى إلى كشف وسط الفريق وضربه بالهجمات المرتدة. مع عودة كانتي، ومشاركته في المباراة الثانية ضد ليفربول في كأس السوبر الأوروبي، اكتملت منظومة تشيلسي. بأقل الإمكانيات، «حجّم» لامبارد بطل أوروبا في اسطنبول، بعد أن سيطر في أغلب فترات المباراة. 120 دقيقة من المتعة الكروية، أظهرت نظرة لامبارد التدريبية، التي تتمحور حول الضغط العالي على الخصم، كما أظهرت حاجة الفريق لبعض الصفقات، بعد أن خسر تشيلسي المباراة على جزئيات صغيرة.
نقص الخبرة في الخط الدفاعي، وفقدان عنصر الحسم أمام المرمى هي أبرز ما ينقص الفريق للظهور بصورة متكاملة. فرص كثيرة أتيحت للتسجيل أمام ليفربول، استغل الفريق منها اثنتين وسجل هدفين فقط، جاءا عبر جورجينيو وأوليفييه جيرو. يعكس هذا الأخير مدى افتقار تشلسي لرأس حربة حاسم. رغم تتويجه بلقب هداف الدوري الأوروبي في الموسم الماضي، يقف العمر عقبة أمام جيرو لقيادة هجوم الفريق طيلة الموسم. البطء الواضح في حركة المهاجم الثلاثيني، يعطل الكثير من إمكانيات الثلاثي الموجود خلفه، وهو الأمر الذي يؤثر سلباً على الفريق وصورته الهجومية.
خسر تشلسي مباراتين وتعادل في واحدة حتى الآن مع لامبارد


على الجانب الآخر، ظهر جلياً افتقاد مهاجم الفريق الشاب تامي أبراهام لعنصر الخبرة. الإمكانيات الكبيرة التي أظهرها اللاعب في أكاديمية النادي وفي الدرجات الدنيا من الدوري الإنكليزي قد تحتاج للوقت كي تبرز مع الفريق الأول، وهو العنصر غير المتاح لكتيبة فرانك، فالوقت الآن لا ينتظر الاختبارات. هكذا قد يتّجه لامبارد في المباراة المقبلة للخيار الأنسب نظرياً، المتمثل بالمهاجم الـ«مهمش» ميتشي باشوايي. نشأ المهاجم البلجيكي الشاب في موطنه بلجيكا، وحسّن مهارته الكروية في فرنسا. بعد تألقه مع مارسيليا والمنتخب البلجيكي، وقع تشلسي مع باشوايي، غير أن هذا الأخير فشل في إقناع المدربين الإيطاليين أنطونيو كونتي وماوريسيو ساري توالياً، ولكنه خاض تجربة ناجحة مع بروسيا دورتموند عندما انتقل إلى هناك على سبيل الإعارة، كما كانت له تجربة أخرى متواضعة مع كريستال بالاس. شارك باتشوايي هذا الموسم مع فريق شباب تشلسي للحفاظ على لياقته، وقد صرح لامبارد أخيراً أن المهاجم البلجيكي الشاب عنصر مهم في خططه المستقبلية.
في المباراة الثالثة للفريق، دخل لامبارد اللقاء بقوة وتمكن من افتتاح التسجيل في الدقائق الأولى أمام ليستر سيتي، عبر خريج أكاديمية النادي مايسن ماونت. تراجع الفريق بعدها للحفاظ على اللياقة، في ظل الطاقة الكبيرة التي استغلها اللاعبون، خاصة في المباراة الأخيرة أمام ليفربول، فعاد ليستر باللقاء، لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي (1-1).
لامبارد مدرب قادم بقوة إلى عالم المستديرة. هذا ما تمحور حوله رأي أغلب الصحافيين والمحللين الإنكليز، بعد المباريات الثلاث الأولى للفريق. فكر كروي كبير، وقراءة جيدة للخصم تنبئ بمستقبلٍ مشرق للمدرب الشاب. فوز أمام نوريتش هو كل ما يلزم الفريق لتعزيز الثقة ومحاولة بلوغ المقاعد المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا.