قبل انطلاق مباريات نادي مارسيليا للموسم الماضي، كان المهاجم الإيطالي ماريو بالوتيللي يتصدّر عناوين الصحف الفرنسية، وخاصة صحف الجنوب. حينها ارتبط اسم «سوبر ماريو» بنادي المدينة الساحلية، ولكنْ تأخر وصوله إلى ملعب الفيلودروم حتى فترة الانتقالات الشتوية. المهاجم الإيطالي لم يعمّر طويلاً في المدينة التي أحبها، فقررت الإدارة الاستغناء عنه بعد نصف موسم. أيام قليلة ويبدأ مشوار مارسيليا في الدوري الفرنسي، ومرة جديدة يكون الحديث عن بالوتيللي، وخروجه من النادي، والتعاقدات الجديدة.ماريو قدم أداء جيداً مع مارسيليا، فسجل 8 أهداف في 15 مباراة، ولكن هذا لم يرضِ الإدارة، ولا المدرب الجديد للنادي، البرتغالي أندريه فيلاش بواش (جاء بديلاً لرودي غارسيا حتى 2021)، ليتمّ الاستغناء عنه. خروج «بالو» تبعه خروج عدد من اللاعبين بينهم لوكاس أوكامبوس، الذي ذهب إلى إشبيلية الإسباني، وصانع الألعاب كلينتون نجيي الذي رحل باتجاه دينامو موسكو الروسي.
أسماء مهمّة خرجت من ملعب الفيلودروم، وتعاقدت الإدارة مع عدد من اللاعبين أيضاً، بينهم مهاجم بوكا جونيورز داريو بينيديتو، الذي عبّر في أكثر من مناسبة عن رغبته باللعب لنادي الجنوب الفرنسي.
مارسيليا يقصّ شريط مبارياته بلقاء نادي ستاد ريمس يوم السبت المقبل. سيعتمد المدرب الجديد على بينيديتو، كما على فاليري جيرمان، وديميتري بايت، وهيروكي ساكاي، إضافة إلى لويس غوستافو الذي تعرّض لإصابة يمكن أن تبعده عن الجولات الثلاث الأولى من بطولة الدوري. هذه الأسماء تحت قيادة بواش لن تكون قادرة على منافسة باريس سان جيرمان بالتأكيد، ولكن يمكن أن تحقّق نتيجة أفضل من نتيجة الموسم الماضي.
مارسيليا أنهى موسمه الأخير في المركز الخامس، وبالتالي فإنّ الهدف في الموسم الجديد سيكون حجز مركز ضمن الثلاثة الأوائل، للمشاركة في دوري أبطال أوروبا. المنافسة ستكون قوية مع ليل، وليون وسانت إيتيان، دون نسيان موناكو إذا ظهر بالمستوى المطلوب، فيما سيكون باريس سان جيرمان بعيداً عن الآخرين، وسيحسم اللقب باكراً كما هي العادة في السنوات الأخيرة.
جماهير نادي الجنوب تعبت من الانتظار، فالنادي لم يحرز بطولة الدوري منذ عام 2010، وهو يعيش في حالة تخبّط وعدم استقرار منذ سنوات. المدرب الجديد وبحسب العديد من المراقبين، لن يكون قادراً على تحقيق ثورة في النادي، على اعتبار أن أبرز إنجازاته تتمثل بتحقيق لقب الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، مع نادي بورتو البرتغالي عام 2011.
النادي الفرنسي الوحيد الذي رفع كأس دوري أبطال أوروبا، سيعيش موسماً إضافياً بعيداً عن الألقاب، وبالتالي فإنّ الألقاب التسعة التي حقّقها في الدوري المحلي لن ترتفع إلى 10، وباريس سان جيرمان في حال حقق اللقب، سيعادل رقم مارسيليا.
تحنّ الجماهير الجنوبية لفترة الرئيس بيرنار تابي، التي تربّع فيها النادي الفرنسي على العرش محلياً (في تسعينيات القرن الماضي)، كما كان حينها منافساً حقيقياً على المستوى الأوروبي. وكما غيره من الأندية يبدو أن نادي الجنوب استسلم لتفوّق باريس سان جيرمان، حتى أن كلاسيكو الكرة الفرنسية بين نادي العاصمة، ومارسيليا فقد الكثير من بريقه، نظراً إلى تفوّق الباريسيين وقدرتهم المالية الهائلة، والأسماء الكبيرة التي يضمّها الفريق.
من الإيجابيات القليلة في مارسيليا، هو شغف الجماهير وحبهم للفريق، وتاريخ المدينة العريق كروياً. مارسيليا أحرز لقب الدوري 9 مرات، وفاز بكأس فرنسا 10 مرات، وبكأس السوبر في 3 مناسبات، إضافة إلى دوري أبطال أوروبا مرة واحدة، وهو اللقب الذي لا يزال نادي العاصمة عاجزاً عن تحقيقه، وهو ربما ما يشفي غليل الجنوبيين حتى الآن.