عاد فرانك لامبارد إلى منزله. اللاعب الذي صنع مجده بين أسوار ستامفورد بريدج، عاد إليه اليوم ليتسلم قيادة العارضة الفنية. عقد يمتد على ثلاث سنوات، يعتبر المدخل، لفصل جديد فتحه ابن الـ41 عاماً مع تشيلسي. قرار النادي اللندني بالتعاقد مع لامبارد، أثار جدلاً في الأوساط الرياضية، لما حمله التعيين من مغامرة يصعب التنبؤ بنجاحها. تحدٍّ كبير يعيشه لامبارد في ظل الفارق الكبير بين جاهزية تشيلسي مقارنةً مع أندية النخبة، وحرمانه من التعاقد مع أي لاعب في السوقين المقبلين. فهل ينجح؟بعد الخروج المفاجئ للمدرب السابق ماوريسيو ساري من تشيلسي، وجدت إدارة النادي أن أسطورة الفريق يعتبر الخيار الأفضل للقيادة الفنية في ظل الأوضاع الدقيقة الراهنة. مع خرق قواعد التوقيع مع اللاعبين الشباب، تعرض نادي تشيلسي الإنكليزي لعقوبة من اتحاد الكرة تقضي بحرمانه من سوقي الانتقالات المقبلَين. إثر ذلك، قررت الإدارة الاستعانة بأساطير النادي ومنحهم مناصب إدارية لتخطّي المرحلة الصعبة، كونهم يدركون وضع الفريق أكثر من غيرهم. في بادئ الأمر، وقّعت إدارة النادي مع حارس الفريق الأسطوري بيتر تشيك ليصبح مديراً رياضياً للنادي. لم تكتفِ الإدارة بتشيك، بل ألحقته بأسطورة أخرى، وهو الهداف التاريخي للفريق فرانك لامبارد، الذي استعان فور تعيينه بأبرز المساعدين الذين وُجدوا في فترته كلاعب كرة قدم، وهم جودي موريس، كريس جونز، جو إيدوارد و إيدي نيوتون، في حين تخلّى النادي عن المساعد الأول لماوريسيو ساري، جيانفرانكو زولا، بالتراضي.
سيُرجع لامبارد متوسط الميدان الفرنسي أنغولو كانتي إلى مركزه الأساسي كلاعب ارتكاز


اختبارٌ حقيقي يعيشه لامبارد في أكبر محطاته التدريبية حتى الآن، والتي بدأها مطلع العام الماضي مع ديربي كاونتي. للخبرة دور كبير في وظيفة المدرب، غير أنّ تجربة بعض المدربين الشبان الناجحة أثبتت أن الخبرة ليست بالعامل الرئيسي لنجاح مدرب من عدمه، كما الحال مع بيب غوارديولا وزين الدين زيدان. الخبرة التي اكتسبها لامبارد من المدربين الكثر الذين تواتروا في حقبته كلاعب، إضافة إلى شخصيته القيادية والدعم الكامل من الجمهور الأزرق، قد تكلّل بداية مشواره التدريبي في البريمييرليغ بالنجاح. مع حرمان تشيلسي من التعاقدات، ستكون أكاديمية النادي هي الحل، لما تحتويه من مواهب شابة واعدة. في الموسم الماضي، تمحورت أبرز مشاكل الفريق حول عدم وجود رأس حربة حاسم أمام المرمى. مع تقدّم المهاجم الفرنسي أوليفييه جيرو بالعمر، وعدم تفعيل الإدارة خيار شراء المهاجم الأرجنتيني غونزالو هيغوايين، سيتجه لامبارد للاعتماد على المهاجم الشاب تامي أبراهام المعار إلى نادي أستون فيلا، الذي قدم موسماً رائعاً بعد أن سجل 25 هدفاً في 37 مباراة. لاعبون شبان آخرون سيعتمد عليهم لامبارد، أبرزهم متوسط الميدان مايسن ماونت، إضافةً إلى الظهير ريس جايمس لما يحمله اللاعبان الشابان من تقدير من المدرب الجديد. سيواجه لامبارد العديد من المشاكل في توظيف اللاعبين، خاصةً في خط الوسط، المركز الذي طالما شغله في مسيرته الاحترافية كلاعب. مع ساري، كان لجورجينيو مكانة خاصة في مركز خط الوسط، كونه اللاعب الأفضل في الفريق من حيث التمريرات وتوزيع اللعب. اعتماد كبير على اللاعب الإيطالي عرّض الفريق للعديد من المشاكل خاصةً أمام الأندية التي تلعب بالضغط العالي على حامل الكرة. يدرك لامبارد خبايا الدوري الإنكليزي جيداً، ويعرف أهمية مركز الوسط في الفريق، وما يحققه هذا المركز من توازن بين خطي الهجوم والدفاع. أمرٌ قد يدفعه إلى إرجاع متوسط الميدان الفرنسي أنغولو كانتي إلى مركزه الأساسي كلاعب ارتكاز، نظراً إلى الأداء المثالي الذي كان يقدمه في ذلك المركز، والذي عاد عليه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي موسم 2017، كما كان له الأثر الأبرز في تحقيق نادي ليستر سيتي لقب الدوري الإنكليزي عام 2015. مع خروج ايدين هازار، ستلعب الإدارة ورقة القميص رقم 10 لإقناع الشاب كالوم هودسون أودوي بالبقاء، وإعطائه ضمانات للعب أساسياً بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الرحيل في حقبة ساري، حين أبدى بايرن ميونخ اهتماماً جاداً باللاعب.
في ظل الوضع الراهن، ستشكّل المراكز الأربعة الأولى في الدوري الإنكليزي هدف الفريق الأول مع لامبارد. ظهور جيد في دوري الأبطال إضافةً إلى محاولة التتويج بأحد الألقاب المحلية، ستصبغ بداية مشوار المدرب الشاب بالنجاح.