رغم الهالة الكبيرة التي تحيط بنادي يوفنتوس، إلّا أن النادي الإيطالي لا يختلف كثيراً عن مستضيفه أتليتيكو مدريد. إذا ما استثنينا الزخم الذي أعطاه البرتغالي كريستيانو رونالدو للفريق، سيتضح جلياً قرب الإمكانيات الفنية، دون إغفال الشخصية المتشابهة للفريقين.أتليتيكو ويوفي، فريقان يعرفان كيفيّة الفوز بغضّ النظر عن المنافس. المتعة الهجوميّة ليست شرطاً، طالما كانت النتائج إيجابية. دفاعٌ متين واعتمادٌ على لاعب واحد للتسجيل يجعل من هذه المباراة أصعب خيار للفريقين، نظراً إلى تشابه الخصائص والتكتيك. على صعيد المهارات الفرديّة، قد يتفوق اليوفي على نظيره الإسباني، غير أن الفكر المعتمَد من الفريقين، يحول دون الفرديات، بحيث تسخّر قدرات ومهارات اللاعبين في سبيل المجموعة.
على ملعب واندا ميتروبوليتانو، يستقبل وصيف الدوري الإسباني أتليتيكو مدريد، متصدر الدوري الإيطالي يوفنتوس، في ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، (الساعة 22:00 بتوقيت بيروت). يمر يوفنتوس بموسم استثنائي في الدوري الإيطالي، إذ يتصدر الترتيب العام بفارق 13 نقطة عن الوصيف نابولي، وذلك بعد مرور 24 جولة. إضافةٌ كبيرة قدمها كريستيانو رونالدو إلى اليوفي، بعد أن ساهمت أهدافه الـ19 التي يتصدر بها ترتيب الهدافين، بعدم تلقي الفريق أي هزيمة في الدوري حتى الآن، ليقرّب اليوفي أكثر من حسم لقب الدوري الإيطالي باكراً، للمرة الثامنة توالياً. رغم المسار المثالي للفريق الإيطالي محلياً، سيتصف موسم يوفنتوس بالفاشل إن لم يحقق لقب دوري أبطال أوروبا، الذي جاء كريستيانو إلى النادي خصيصاً بغية تحقيق هذا الهدف. السيطرة المطلقة في إيطاليا وإن كانت تعكس شيئاً، فهو تراجع المنافسين، إذ يتضح في أداء الفريق ومساره، أنه واجه العديد من الصعوبات محلياً هذا الموسم، كان أحدها الخروج باكراً من كأس إيطاليا على يد أتالنتا (3-0). المسار الاستثنائي في الدوري لا يعكس شيئاً، الاختبار الحقيقي هو دوري الأبطال، تحديداً أتليتيكو مدريد. تحدٍّ خاص يواجهه صاحب الـ100 مليون يورو في عودته الأولى إلى مدريد، بعد خروجه «المشبوه» من الريال مطلع الصيف الماضي. ذكرياتٌ سيئة حملتها العودة الأولى إلى إسبانيا، تمثلت بطرده بعد 28 دقيقة أمام فالنسيا في دور المجموعات.
سجل كريستيانو رونالدو 22 هدفاً في 31 مباراة لعبها ضد أتليتيكو مدريد


يعوّل النادي الإيطالي على أهداف رونالدو الـ121 في البطولة، والتي ساهمت بشكل كبير في انفراده بين اللاعبين الحاليين بحصوله على خمسة ألقاب دوري الأبطال. علاقة خاصة تجمع رونالدو بشباك أتليتيكو، إذ واجه الروخيبلانكوس في 31 مباراة بقميص النادي الملكي، أحرز خلالها 22 هدفاً، محققاً الفوز في 15 لقاء والتعادل في 8 مواجهات. هذا ويعتبر رونالدو ثاني أكثر لاعب تسجيلاً للأهداف في شباك الروخيبلانكوس، كما يعتبر أتلتيكو مدريد ثالث أكثر نادي سجل رونالدو في شباكه طوال مسيرته. يحمل رونالدو ذكريات خاصة أمام غريم الليلة، حيث قاد فريقه السابق ريال مدريد للفوز في نهائيين أمامه، بالإضافة إلى إقصائه من البطولة في الدور ربع النهائي خلال نسخة 2015، ومن الدور نصف النهائي للبطولة عام 2017 عندما سجل «هاتريك» في مباراة الذهاب على ملعب سانتياغو بيرنابيو.
على الجانب الآخر، يمنّي الفريق العاصمي نفسه بالوصول إلى نهائي دوري الأبطال، خاصةً أنه سيقام على أرضه هذا الموسم. الخبرة التي يحملها أبناء المدرب دييغو سيميوني ستجعل من فريقه ندّاً صعباً أمام رجال ماسيميليانو أليغري، إذ تمكن أتليتيكو من بلوغ دور ربع النهائي على أقل تقدير أربع مرات في آخر خمس نسخ، في حين توّج بالدوري الأوروبي الموسم الماضي بعد خروجه من دور المجموعات. تخلل هذه الفترة وصوله مرتين إلى النهائي، كما الحال مع اليوفي، غير أنه لم يتمكن أيّ منهما من التتويج في نهاية المطاف.
رغم كون المهاجم أنطوان غريزمان اللاعب الأهم في أتليتيكو مدريد، قد يخطف الوافد الجديد ألفارو موراتا الأضواء عندما يلعب للمرة الأولى أمام فريقه الأسبق. اللاعب نفسه كان سبباً رئيسياً في تأهّل اليوفي إلى نهائي 2015، بعدما ساهم بهدفيه في شباك ريال مدريد ببلوغ النهائي. تحدٍّ كبير يعيشه ابن الـ25 عاماً. تجربةٌ سيئة عاشها مع تشلسي أدت إلى عودته مجدداً لأتليتيكو، النادي الذي تخرج من أكاديميته، غير أنه لم يتمكن حتى الآن من استعادة مستواه الذي عرفه في فترة إعارته ليوفي، حيث فشل في تسجيل أي هدفٍ لأتليتيكو بعد مضي ثلاث مباريات.