في الحديث عن اللاعبين السابقين الذين أضحوا مدربين، لا يمكن إلّا التوقف عند المدرب واللاعب السابق النرويجي أولي غونر سولشاير. بعد فترة «فاشلة» معنوياً ونفسياً وفنياً للمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو مع الشياطين الحمر مانشستر يونايتد، تمّت إقالة مدرب ريال مدريد وتشيلسي وإنتر ميلانو وبورتو السابق، ليتعيّن مكانه مدرب، كانت وظيفته الأساسية مدرباً مؤقتاً للفريق. ماذا حدث بعدها؟ مدرب نرويجي، لم يكن لديه تجربة تدريبية سابقة على أعلى مستوى، بل إنّ أقصى ما فعله في المهام التدريبية هو تدريب فريق كارديف سيتي. ها هو اليوم سولشاير، قدّم سلسلة انتصارات مع اليونايتد، والتي وصلت إلى ثمانية انتصارات متتالية، وكأنّ به يرد على المدرب مورينيو، الذي انتهى به المطاف محلّلاً في «بي ان سبورتس». دائماً ما كانت تصريحات سولشاير إيجابية عن لاعبيه، حيث كان له تصريح فور تسلمه مهمة تدريب اليونايتد، قال فيه: «من يملك لاعبين كبول بوغبا، ماركوس راشفورد، أنتوني مارسيال، أليكسيس سانشيز وروميلو لوكاكو، ماذا يريد أكثر من ذلك؟ سنحقق كل مبتغانا، ونمضي قدماً». تصريح محفّز ومميّز من سولشاير، يلعب فيه المدرب النرويجي على الحبل العاطفي والنفسي بينه وبين اللاعبين، العكس تماماً كان يحدث مع مورينيو، الذي لطالما اشتهرت تصريحاته بانتقاد اللاعبين، ويكفي مطالعة تجربته مع النجم الفرنسي وبطل العالم بول بوغبا. الأخير، كان بمثابة السجين في زنزانة مورينيو، جاء سولشاير، وبيده مفتاح الحرية، الذي أطلق بول بوغبا من جديد إلى العالمية، ليعود من جديد، أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، بعد أن انهال عليه الكثير من الانتقادات في فترة مورينيو. بل إن ثقة سولشاير ببوغبا كبيرة جداً، حيث قال عنه: «بول بوغبا، من اللاعبين الذين تستطيع أن تبني فريقاً حوله، هو ذو قيمة عالية جداً». يكفي للمتابعين مشاهدة الثلاثي بوغبا وراشفورد ومارسيال، مع مورينيو، ومشاهدتهم مع سولشاير، الفرق كبير وكبير جداً. راشفورد أصبح رأس الحربة الذي يعتمد عليه الفريق، أهداف كثيرة ومراوغات وتمريرات حاسمة. الأمر عينه بالنسبة إلى بوغبا، الذي أصبح بدوره هداف اليونايتد هذا الموسم، بعد أن سجل عدّة أهداف في حقبة سولشاير (سجّل الثنائي الفرنسي 12 هدفاً وصنع 7 أهداف أخرى في فترة المدرب النرويجي). لا يمكن الجزم، بأن سولشاير مدرب كبير، لا يزال في أول الطريق، ولم يختبر بعد. الاختبار الحقيقي سيتمثل في باريس سان جرمان الذي افتقد بدوره خدمات نيمار في دوري الأبطال. إلاّ أن ما لا يمكن إنكاره، أن سولشاير، البديل الناجح عندما كان لاعباً، بدأ مسيرة ناجحة حتى الآن، في بيته «أولد ترافورد».