توّج نادي ريال مدريد الإسباني بلقب كأس العالم للأندية، بعد فوزه على مستضيف البطولة العين الإماراتي بأربعة أهداف مقابل هدف. لقبٌ ثالثٌ على التوالي جعل الميرينغي أكثر من حقق هذه البطولة بواقع أربع مرات.سنة أخرى يشاع فيها انتهاء صلاحية ريال مدريد. سنةٌ أخرى يتوَّج فيها الملكي ببطولة خارج الإطار المحلي.
في آخر 8 سنوات تُوِّج ريال مدريد بطلاً للدوري المحلي مرتين فقط (أ ف ب )

رغم ضآلة أهمية البطولة، إلّا أن من شأن التتويج بها إعطاء ريال مدريد جرعة معنويّة لتصحيح الأوضاع قبل بداية العام الجديد. يمرّ النادي بأوقاتٍ صعبة على الصعيد المحلي، فبعد مرور 17 جولة، يقبع النادي في المركز الرابع، مبتعداً بـ8 نقاط عن المتصدر برشلونة. لعب الرحيل المفاجئ للمدرب الأسبق زين الدين زيدان، الدور الأكبر في تراجع النادي أخيراً. بعد ثلاث سنوات ناجحة في السانتياغو بيرنابيو، رحل المدرب الفرنسي عن القلعة البيضاء، تاركاً وراءه ثلاثة ألقاب دوري أبطال أوروبا. إرثٌ كبيرٌ أثقل كاهل المدرب الذي خلفه، ليُقال جوليان لوبيتيغي قبل استكماله نصف الموسم. جاء مدرّب فريق الشباب سانتياغو سولاري. بدايةٌ قوية حققها الأرجنتيني، تمثلت بسلسلة انتصارات. رغم ضعف المنافسين وعدم تشكيلهم المقياس الحقيقي لقوّة المنظومة، حظي ابن الـ 42 عاماً بعقدٍ يمتدّ لعام 2023 بعد أن حاز ثقة رئيس النادي فلورنتينو بيريز. يعدّ هذا الأخير أحد أبرز رؤساء أندية كرة القدم في العصر الحديث. بالرغم من اهتمامه بالربح في الدرجة الأولى، تمكّن فلورنتينو من الموازنة بين إرضاء الجماهير، وملء خزينة النادي.
بعد سنواتٍ من الغياب عن المنافسة أوروبيّاً، عيّن بيريز جوزيه مورينيو خلفاً للمدرب التشيلي مانويل بيليغريني عام 2010. أدّت شخصية البرتغالي دوراً كبيراً في إعادة الريال إلى الواجهة الأوروبية، أكثر من تكتيكات البرتغالي نفسها. باحتوائه لغرف الملابس، واستقطابه للأسماء التي تخدم أسلوبه، تمكن مورينيو من الوصول بريال مدريد إلى الأدوار المتقدمة، بعد أن كان يخرج من الأدوار الأولى في تلك الفترة. نرجسية مورينيو انقلبت عليه في نهاية المطاف ليخرج من الريال عام 2013 بعد اتفاق تسوية مع بيريز. تواتر بعد جوزيه عدد من المدربين الذين تفاوتت نسب نجاحهم بنهاية كل موسم، حتى جاء صانع أمجاد الريال زين الدين زيدان، خلفاً للمدرب المقال رافاييل بينيتيز، وذلك عام 2016.
في عهد فلورونتينو بيريز انصبّ الاهتمام على بطولة دوري أبطال أوروبا


رغم التألق الكبير أوروبياً، والسيطرة المطلقة على دوري الأبطال في السنوات الثلاث الماضية، عانى ريال مدريد الأمرّين محلياً. فاز الميرنغي بـ33 لقب دوري منذ بداية البطولة. جاء 27 منها بين عامي 1929 و2000 بمعدّل 38%، فيما جاء 6 منها بين عامي 2000 و2017 بمعدل 35%. السبب الرئيسي في ذلك يعود لبرشلونة، منافس الريال الأول محلياً في الألفية الجديدة. بروز قوة النادي الكتلوني في عصر ليونيل ميسي، جعل من المستحيل على الريال المنافسة على كافة الجبهات، ما جعل الناديَّن يتقاسمان البطولات بينهما بالتفاوت تبعاً لمجريات كل عام. يعتبر ريال مدريد أحد أغنى الأندية في العالم، لكن الحال لم يكن كذلك دائماً. خلال فترة حكم الرئيس السابق لورنزو سانز، عانى ريال مدريد مالياً، ليفوز بلقب الدوري مرتين فقط في العقد الأخير من الألفية السابقة. مع تولي فلورنتينو بيريز زمام الأمور عام 2000، سدّد ديوناً بقيمة 300 مليون دولار، وضخّ الكثير من الأموال ليعود الريال إلى مركزه الطبيعي. يرتبط نجاح أي نادي من عدمه، بالاستقرار المادي والإداري، حيث إن أكثر المدربين نجاحاً مع الريال في القرن الجديد، وهم جوزي مورينيو، كارلو أنشيلوتي وزين الدين زيدان، جاؤوا في عصر لم يعانِ فيه النادي من أزماتٍ مالية.
في حقبة بيريز، لم يعد التركيز على الدوري المحلي مهماً كما هو الحال على دوري أبطال أوروبا، البطولة الأشهر في عالم المستديرة بعد كأس العالم مباشرةً، وذلك لما يحمله دوري الأبطال من مكاسب مادية وتسويقية جمة. ظهر الإلحاح واضحاً على بيريز لجلب ذات الأذنين مرةً عاشرة إلى قلعة البرنابيو، وكان له ما أراد عام 2013 عندما أنسى إنجاز المدرب كارلو أنشيلوتي خيبات السنوات الماضية. في آخر 8 سنوات، تُوِّج ريال مدريد بطلاً للدوري المحلي مرتين فقط، رقمٌ ضعيف لا يتناسب مع حجم الفريق نظراً لكون المنافسة بين ناديين فقط في إسبانيا. غير أن الألقاب الأوروبية الكبرى الأربعة التي حققها في الفترة نفسها، غطّت على الفشل المحلي ليصنَّف الجيل الحالي كأحد ألمع الأجيال في تاريخ النادي الإسباني.