هي مباراة نهائية، لأهم بطولة في أميركا الجنوبية. نهائي «كوبا ليبرتادورس»، المباراة التي تقام كل عام على قاعدة الذهاب والإياب (هذا آخر نهائي بهذا النظام، وسيتحول إلى مباراة واحدة). خلال السنوات السابقة، لم يحظَ هذا النهائي، بهذا التفاعل الإعلامي، وحتى السياسي الاجتماعي. «الكوبا» هذه السنة مختلفة عن سابقاتها، النهائي يجمع اليوم كلاً من الثنائي الأرجنتيني: بوكا جونيورز وريفر بلايت (الأحد 21:30 بتوقيت بيروت). فريقان يكنّان لبعضهما البعض كرها كبيراً. انتهت مباراة الذهاب، بالتعادل الإيجابي بنتيجة (2-2)، المباراة التي احتضنها الملعب الخاص بالـ«بوكا»، ملعب «البومبونيرا». قد يظن البعض، بأن هذه النتيجة تعتبر إيجابية بالنسبة إلى نادي الـ«ريفر»، نظراً لتسجيله هدفين خارج قواعده، إلّا أن هذا القانون (أفضليّة الأهداف خارج ملعب الفريق) لا يسري في هذه البطولة. التعادل هو تعادل، مهما كانت نتيجتا المباراتين. وهذا ما يعطي فكرة ولو صغيرة، عن مدى الحماس الذي ستشهده مباراة الإياب التي سيحتضنها ملعب ريال مدريد «سانتياغو بيرنابيو»، بعد أن تكفّل رئيس الريال فلورونتينو بيريز بإجراء المباراة على ملعب ناديه بدون مقابل. أسباب عدّة جعلت الاتحاد الدولي لكرة القدم «FIFA»، إضافة إلى اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم «CONMEBOL»، يلجآن إلى تغيير المكان، لعلّ أبرز هذه الأسباب، الاعتداء الذي تعرّض له لاعبو فريق بوكا جونيورز أثناء توجههم إلى ملعب «المونيمونتال» بحافلة خاصّة للفريق لخوض مباراة الإياب. الأمر لم يقتصر على ضرب الحافلة أو اعتراض طريقها، بل إن جماهير «الريفر»، بدؤوا برشق قطع زجاجية على الحافلة، إضافةً إلى بعض القنابل المسيّلة للدموع، وهو ما أدى إلى إصابة عدد من لاعبي بوكا. (تأجّلت المباراة مرّتين بسبب الاعتداءات).
تُلعب المباراة النهائية هذا العام بنظام الذهاب والإياب للمرّة الأخيرة

من الطبيعي أن تحدث بعض حالات الشغب في مثل هذه المناسبات، أي الـ«كلاسيكو»، حيث تتعدّى بين فريقين ما العداوة منحى «الرياضة». فهناك الكثير من الـ«دربيات» في جميع دول العالم التي تحمل معها العديد من المشاحنات بين جماهير الفريقين أو حتى بين اللاعبين أنفسهم (الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، الدربي بين روما ولاتسيو، «الكلاسيكو» بين مارسيليا وباريس سان جيرمان). ولكن، للـ«سوبر كلاسيكو» بين ريفر بلايت وبوكا جونيورز، دائماً ما كان هذا الشغف الجماهيري، يتحوّل إلى عنف بين الجماهير، وذهب على مرّ تاريخ هذا الكلاسيكو الكثير من «الضحايا» جرّاء العنف والاعتداءات. بعد ما حدث قبل بداية مباراة الإياب، رفض الفريقان لعب المباراة، في وقت لم يكن فيه لاعبو الـ«بوكا» بأفضل حالاتهم النفسية. ما أدّى إلى تأجيل المباراة إلى أجل غير مسمّى. ولكن، وبعد تباحث الاتحادين الدولي والأميركي الجنوبي لكرة القدم بما هو أفضل بالنسبة للفريقين، تبيّن بأن خوض المباراة خارج الأرجنتين هو الحل الأفضل والأنسب لتفادي حوادث غير متوقّعة جديدة قد تؤثر سلباً على أجواء النهائي الكبير. في بادئ الأمر، حاول رئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو أن يضع موقف فريق بوكا جونيورز بعدم المشاركة في مباراة الإياب في خانة الانسحاب، الأمر الذي أجبر النجم الأرجنتيني ولاعب البوكا كارلوس تيفيز للخروج عن صمته، والقول أمام الإعلام بأن «الاتحاد الدولي كان سيجبرنا على خوض المباراة، في ظل هذه الأجواء غير المناسبة». من المنطقي بعد ما حدث، أن تؤجّل المباراة، إلّا أن قرار انفانتينو كان مفاجئاً. لكن سرعان ما تقرر وبعد النقاش مع الـ«CONMEBOL»، تأكيد تأجيل الـ«معركة».
وتفادياً لأي حالات مماثلة كالتي حدثت قبيل بداية مباراة إياب الـ«سوبر كلاسيكو»، تنتظر الكرة الأرجنتينية وضع قانوناً ينصّ على مكافحة العنف المرتبط بأحداث ووقائع كرة القدم في البلاد. وكان ذلك في أول رد فعل «رسمي» من الحكومة الأرجنتينية بالتعاون مع البرلمان، خصوصاً بعد الأزمة في مباراة إياب النهائي. وأعلن رئيس الأرجنتين ماوريسيو ماكري أن البرلمان سيضع خلال الشهر الحالي اللّمسات الأخيرة على مشروع «قانون لمكافحة العنف المرتبط بكرة القدم». وقال ماكري في مؤتمر صحفي: «بعد الأحداث الفاضحة والمؤسفة التي وقعت قبل عشرة أيام، سنطرح قانوناً جديداً لمحاولة وضع قيود نهائية على العنف، لا سيما في ما يتعلّق بمجموعات «الألتراس». وأضاف «لا يمكن أن يحدث مرة أخرى أن تخبرنا هيئات كرة القدم الدولية أننا لا نستطيع اللعب في بلدنا أو أن ننظّم مباراة كروية على مستوى عالٍ. وفي هذا الصدد، تم منع مشجعي الفرق الأرجنتينية من حضور مبارياتها خارج ملعبها منذ 2013 وذلك بسبب أعمال الشغب والعنف التي تحدث خلال المباريات». الجدير بالذكر بأن هذه الأحداث أودت بحياة أكثر من 300 شخص في السنوات الخمسين الأخيرة، بحسب ما أوردته الجمعية الخيرية «سالفيموس ال فوتبول» والتي تعني «لننقذ كرة القدم».
قبل كل القوانين، والأحداث التي من الممكن أن تغيّر من مفهوم هذا الكلاسيكو، وماذا تعنيه مثل هذه الأجواء لجماهير كل من الـ«ريفر» والـ«بوكا»، يجب أن تقام المباراة، وأن تستمتع جماهير الفريقين باللقاء الذي ينتظرونه كل سنة. فكيف إذا كان اللقاء هذه المرّة تحت مسمّى نهائي «كوبا ليبرتادوريس».



ميسي ورونالدو حاضران!
تتّجه الأنظار يوم غد الأحد إلى ملعب سانتياغو بيرنابيو. مباراة أميركية جنوبية - لاتينية، ذات طابع أوروبي هذه المرّة. ستكون أنظار الكثير من المتابعين مركّزة على أحداث هذه «الموقعة»، ولكن، في الوقت عينه، ستكون هناك أنظار في مكان مختلف من الملعب، وليس على أرضيّته فقط، بل على المدرجات. قدّم نادي ريال مدريد مستضيف النهائي، دعوى رسميّة لكل من الثنائي ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. الأخير، وبحسب ما ذكرته صحيف «آس» الإسبانية المقربة من ريال مدريد، اعتذر عن تلبية الدعوى، ولكن تبقى هذه الأخبار غير مؤكدة. من جهتها، ذكرت مصادر صحافية إسبانية أيضاً، بأن قائد المنتخب الأرجنتيني ليو ميسي سيكون حاضراً في اللقاء وسيقبل دعوى بيريز. الأخير، ليس لـ«سواد عيون» اللاعبين قدّم هذه الدعوى. ما لا يختلف عليه اثنان، بأن الجماهير تريد رؤية ميسي إلى جانب رونالدو، وهذا ما يخطط له «الثعلب» بيريز. وفي حال نجحت خطّته فإن التركيز على اللقاء سيرتفع، وربما هذا يعود عليه بعوائد ماليّة أكبر، من الإعلانات والنقل التلفزيوني. أسباب عدّة دفعت بأن تتداول الصحافة العالمية خبر عدم موافقة رونالدو، لعلّ أبرزها العلاقة السيئة مؤخراً بين البرتغالي وبيريز، وتصريحات رونالدو الأخيرة خير دليل على ذلك حيث قال: «بيريز يعتبرني كسلعة لا أكثر ولا أقل». كلام مباشر وواضح، وربّما يكون السبب الرئيسي في ترك رونالدو لمحبوبه «الميرينغي» هو بيريز نفسه. ولكن الشائعات تبقى شائعات، ومن الممكن، أن نشاهد كلاً من ميسي ورونالدو جنباً إلى جنب في ملعب لطالما تألق فيه اللاعبان، ولكن هذه المرة، مشاهدان للمبارة، لا مشاركين فيها.