يستقبل تشيلسي الجريح على ملعبه متصدر الترتيب العام مانشستر سيتي، في قمّة مباريات الجولة السادسة عشر من الدوري الإنكليزي الممتاز (الليلة 19:30 بتوقيت بيروت). بخسارته الأخيرة أمام وولفرهامبتون، هبط البلوز للمركز الرابع مناصفةً مع أرسنال بـ31 نقطة، ويصبح تحت الضغط قبل «البوكسينغ داي».«إنه أفضل فريق واجهته خلال مسيرتي التدريبية». هذا ما قاله المدرّب الإسباني بيب غوارديولا عقب فوز فريقه على نابولي العام الماضي. يعدّ غوارديولا أحد أكبر المعجبين بأسلوب ماوريسيو ساري، حيث أشاد بأسلوب الإيطالي بأكثر من مناسبة نظراً لجماليّة أداء الفرق التي دربها. عند سؤاله عن أفضل المدربين في العالم منذ ثلاث سنوات، يجيب من دون تردد، أنطونيو كونتي وماوريسيو ساري. بعد مجيء كونتي إلى تشيلسي، تمكّن من الفوز على بيب غوارديولا بثلاثة أهداف مقابل هدف، في مباراةٍ كانت الهجمات المرتدة كلمة السرّ فيها، فهل ينجح ساري في تحقيق نتيجة جيدة أمام غوارديولا في أوّل لقاء رسمي يجمعهما في إنكلترا؟ يمتلك المدرّبان فلسفة هجوميّة، ترتكز على الاستحواذ والتمريرات القصيرة. تقابل المدرّبان في إنكلترا قبل بداية الموسم، وذلك في المباراة التي جمعتهما ضمن مسابقة الدرع الخيريّة. حينها سيطَر رجال غوارديولا خلال أغلبيّة فترات اللقاء، ليتمكّنوا في نهاية المطاف من الفوز بثنائيّةٍ نظيفة. لم تكن تلك المباراة مؤشّراً حقيقيّاً على متانة البلوز، نظراً للفترة القصيرة التي قضاها ساري مع اللاعبين آنذاك، في ظلّ تأخر البعض عن الالتحاق بسبب كأس العالم.
هذه المرّة الأولى التي تصطدم فيها «تيكي تاكا» غوارديولا بـ«ساري بول» في الدوري. عرف العالم غوارديولا كمدرب في إسبانيا، حيث جعل أسلوبه الهجومي من برشلونة واحداً من أفضل الفرق في تاريخ الكرة. تمكن المدرب الإسباني بفعل أسلوبه المبتكر من فرض نفسه كأحد أفضل مدرّبي العالم. تعدّ التيكي تاكا نسخةً مطوّرةً من أسلوب يوهان كرويف التدريبي، حيث يعتمد اللاعبون على أسلوب اللعب الشامل واللامركزية بالأداء، مع إضافة عنصر رأس الحربة الوهمي. أسلوبٌ نقله المدرّب معه إلى إنكلترا ليفشل في موسمه الأوّل في تحقيق أي إنجازٍ يذكر. كان الموسم الأول لبيب بمثابة تجربة لمعرفة خبايا الكرة الإنكليزية، فاقتصرت صفقاته وقتها على جون ستونز، إلكاي غاندوغان، كلاوديو برافو وغابرييل خيسوس. مع دعم الإدارة في الموسم الثاني وملاءمة العناصر المستقطبة مع فكر المدرب، تمكن السيتي من إحراز اللقب بـ100 نقطة ليبسط سيطرته المطلقة على إنكلترا.
لا يخفي غوارديولا إعجابه بأسلوب مدرّب تشيلسي ماوريسيو ساري


جاء اسم «Sarri - Ball» نسبة لأسلوب ساري الهجومي مع نابولي في الدوري الإيطالي، حيث انتهج المدرب الإيطالي فلسفة الهجوم، التي أعطت جماليّة ونتائج. وبالرغم من قدرته على تغيير فلسفة تشيلسي الكروية في فترة قياسية بعد قدومه، لا يزال المدرب الإيطالي يعاني من عدم التكيّف مع الأجواء الإنكليزية. يمر ماوريسيو بنفس المحطات التي مر بها بيب في موسمه الأول. وجد ساري في تشيلسي العديد من اللاعبين الذين لا يتناسبون مع أفكاره، رغم ذلك، اقتصرت صفقاته على عددٍ من لاعبي خط وسط بنزعة هجوميّة، لإعطاء شكل هجومي للفريق، فيما جاء الحارس كيبا تعويضاً لرحيل تيبو كورتوا إلى ريال مدريد. بخسارته الأخيرة أمام وولفرهامبتون، ابتعد تشيلسي عن الصدارة بـ10 نقاط كاملة، مسجّلاً الخسارة الثانية من آخر 3 مواجهات في البريميرليغ. ظهر جليّاً تأثير نقص الخبرة في الكرة الإنكليزيّة على مدرب البلوز مقارنةً بمدرب وولفرهامبتون في المباراة الأخيرة، فبالرغم من تأخر هذا الأخير بالنتيجة بعد هدف لوفتس تشيك المبكر، تمكن من قلب النتيجة في الشوط الثاني مستغلّاً ضعف الجبهة اليسرى التي يشغلها ماركوس ألونسو. الهزيمة الأخيرة قد تكون البداية لانحدار الفريق إذا لم يتمكن من تحقيق نتيجة إيجابية أمام السيتي، خاصةً أن الفريق سيلعب العديد من المباريات هذا الشهر ضمن جولة الـ«بوكسينغ داي».
على الرغم من تخبط النتائج أخيراً، سيكون من غير العادل الحكم على الرجل الإيطالي ماريسيو ساري من موسمه الأول. يعطي أسلوب تشيلسي تحت إمرة ماوريسيو مؤشرات جيدة لمستقبل الفريق. تعديلات جذرية في الصيف قد تكون كفيلة في إظهار نسخة هجومية قادرة على المنافسة على اللقب من جديد. في سبيل ذلك، يتوجّب على مالك النادي رومان أبراموفيتش أن يفتح خزائنه بغية استقطاب لاعبين يتناسبون مع أسلوب المدرّب، خاصّة في خطّ الدّفاع ومركز رأس الحربة.
تشهد الجولة مباريات أخرى مهمة من شأنها التأثير في ترتيب رباعي المقدمة، حيث يحلّ ليفربول ضيفاً ثقيلاً على بورنموث (اليوم 15:30) سعياً للاستفادة من نتيجة تشيلسي ومانشستر سيتي ومحاولة الانفراد في صدارة الترتيب، ويستقبل آرسنال نادي هادرسفيلد تاون (الليلة 18:00) في محاولة لتجاوز التعثر أمام مانشستر يونايتد في منتصف الأسبوع، فيما يحل توتنهام هوتسبير ضيفاً ثقيلاً على ليستر سيتي للحفاظ على المركز الثالث. (21:45)