نعود بالذاكرة قليلاً. تحديداً لسنة 2016. حدث الأمر عينه مع النجم الجزائري رياض محرز الذي توّج حينها بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي. أيعقل أن أفضل لاعب في أكثر الدوريات التي تأخذ صخباً إعلامياً وصحفياً لا يكون ضمن أفضل 11 لاعباً في العام؟ لكن حفل الفيفا الأبيض، استبعد النجم الجزائري. إذاً الفضيحة التي أقدم عليها الاتحاد الدولي مع محمد صلاح أمس ليست الأولى. ارتكبها سابقاً مع رياض محرز في 2016. كل ذلك تحت شعار واحد: «لا يجب إدراج اسم لاعب عربي ضمن تشكيلة السنة». سيقال: نظرية مؤامرة. والذي تابع محرز، وتابع صلاح، سيضحك. فهو يعرف كيف كان عام ادين هازار في العام الفائت، وكيف كان صلاح. ومن الأقوى، ومن الأفضل.استعرضت «الفيفا» عبر فيديو على شاشة عملاقة في الحفل «المشبوه»، أجمل الأهداف التي سجّلت في الموسم الماضي. كان من ضمنها هدف كريستيانو رونالدو بمقصيّة عندما كان لا يزال لاعباً في صفوف ريال مدريد في مرمى يوفنتوس، إضافةً إلى هدف غاريث بايل في نهائي دوري الأبطال أمام ليفربول. اعتقد الجميع بأن واحداً من بين هذين الهدفين سيفوز بجائزة «بوسكاس» لأفضل هدف في الموسم. حتّى سمع الجميع صوتاً يقول بأن النجم المصري محمد صلاح هو من فاز بالجائزة بسبب هدفه في مرمى إيفرتون الموسم الماضي. تعابير وجه صلاح عندما سمع اسمه لوحدها تعطينا فكرة عن مدى صدمة الفرعون المصري بهذا القرار. فلا يوجد أحد تفاجأ بأن صلاح فاز بجائزة أفضل هدف أكثر من صلاح نفسه. طبعاً هذا لا يلغي بأن هذا الأمر أفرح نجم ليفربول وأفرح الـ100 مليون مصري ومصرية، ولكن لم يكن صلاح والشعب المصري على دراية بحلقات الحفل المقبلة وما كان ينتظر صلاح في نهايته. فلنكن منطقيين: فهِم صلاح الأمر. لن تصير أفضل لاعب في العالم. ولكن، ماذا عن التشكيلة المثالية؟
«فيفا فيف برو» تضم 65 دولةً بالإجمال وهذه الدول فقط تصوت على التشكيلة المثالية


أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي، هدّاف الدوري الإنكليزي، وصيف دوري الأبطال، واحد من بين الثلاثة أسماء المرشحة للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم، كلّها ألقاب فردية وإنجازات حققها «أبو صلاح» بسبب العمل الجاد والإصرار على إثبات نفسه الموسم الماضي. لكن في الوقت عينه، هذه الإنجازات، لم تكن كافية لوجود صلاح من بين 11 لاعباً ضمن التشكيلة المثالية لموسم 2017/2018. فقد أدرج اسم النجم البلجيكي ايدين هازار لاعب تشيلسي الإنكليزي إضافة إلى الشاب الفرنسي كيليان مبابي لاعب الـPSG مكان كل من الثنائي محمد صلاح وانطوان غريزمان لاعب اتلتيكو مدريد. يبقى السؤال هنا، ما هي المعايير التي يتطرّق إليها الاتحاد الدولي في اختياره لأفضل اللاعبين؟ ما هو مؤكّد أن ليس الأداء الفردي «البحت» هو من يحسم هذه القضية، فلو كان هذا الأمر متعلقاً بالأداء الفردي، فلا يوجد لاعب في العالم يستحق الجائزة أكثر من النجمين الأرجنتيني ليو ميسي والفرنسي كيليان مبابي. ولكن ربّما الأمر حصر ما بين إنجازات فرديّة وجماعية. أمّا في قضيّة تشكيلة الموسم، والفضيحة التي حدثت بعدم إدراج اسم محمد صلاح ضمن التشكيلة الأفضل، هنا أصبحت المعايير مختلفة أيضاً عمّا توقعنا بها. ايدين هازار، اللاعب البلجيكي الذي قدّم أداءاً مميزاً في بطولة كأس العالم إلّا أنه كان شبحاً لشخصه في الدوري الإنكليزي. هل أداء هازار في المونديال يخوّله ليكون مكان صلاح؟ الجواب ببساطة لا. الموضوع أكبر من أحقية لاعب على آخر، تخطّى كل المعايير الفنية، لينحصر في عنصريّة الفيفا وغياب النزاهة وسطوة الرجل الأبيض، الذي يحظى بنسبة عالية من الحق «في تقرير المصير»، عندما تُحتسب الأصوات. بمعنى أن صوت الجماهير، لا يوازي صوت النقاد. ولا نعرف من هم النقاد. ولا نعرف من هم الصحافيون. آلية ملتبسة، كما هي الالتباسات في «فيفا» نفسها، التي شكت أخيراً من فضائح بالجملة. أما عن التشكيلة المثالية، فهناك منظمة تدعى «فيفا فيف برو». سمعتهم بها طبعاً (وهذه مزحة). المنظمة حقيقية، وانضمت إلى «فيفا» في 2009، وهي تضم 65 بلداً، 55 منهم يصوتون، و5 يراقبون، و5 مرشحين للانضمام (يتبدل آخر 5 سنوياً). إذاً «حظوة» لـ 55 دولة، يحق لجميع اللاعبين المحترفين فيها التصويت على اختيار 11 لاعباً. أما بقية الدول، فيمكن للاعبيها الجلوس خلف التلفزيون مع «البوشار» والمشاهدة (لبنان مثلاً ليس من بين الدول التي يحق لها التصويت على تشكيلة العام عبر اللاعبين المحترفين في الدوري اللبناني). يحق فقط لقائد المنتخب اللبناني والمدرب بالتصويت على جائزة أفضل لاعب في العالم. ولكن، سؤال آخر، هل يعرف المصريون أن بإمكانهم التصويت؟ هل صوّت المصريّون فعلاً لـ 11 لاعباً ولم يصل صلاح؟ يبدو هذا غريباً. ويستحال من وجهة نظر منطقية، أن يكون المصريون على علم بآلية التصويت، وإلا، لكان صلاح بالتأكيد في التشكيلة. السؤال الأساسي: لماذا هذه «الصيغة» التي تختزل عدد بلدان العالم إلى أقل من نصفهم عندما نأتي إلى الحق بالتصويت؟ والسؤال الذي يليه بدرجة لا تقل أهمية: لماذا تبقى هذه الصيغة «لغزاً» غير مفهوم، بلا شرح، وتختزل بكلمة هلامية عملاقة: «التصويت»؟!
هذا الحفل «الهوليودي» والذي عرفت نتيجته قبل بدايته، منظّم ومترتّب على أنه حلقة من برنامج تلفزيوني. حضر اللاعبان ايدين هازار وداني ألفيس للحفل، على رغم من أن وجودهما في تشكيلة الأفضل ليس أمراً منطقياً. هل حضورهما كان صدفةً؟ أم أنهما على دراية بالجوائز قبل بداية الحفل؟ فضيحة غير مضحكة، في حفلٍ غير مضحك. ولكن، كله «بالتصويت»!



ميسي ورونالدو يرفضان الاعتراف!


غاب كل من النجمين الأرجنتيني والبرتغالي ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو عن حضور الحفل. حسب الصحف الأوروبية فإن النجمين تخلّفا عن حضور الحفل لأسباب مختلفة، وكانت «عائلية» بالنسبة إلى الأرجنتيني ميسي. أمّا رونالدو فلم تفصح الصحافة عن سبب غيابه. ميسي وفي خطوة غير متوقّعة منه، نظراً إلى عدم غيابه عن الحفل في السنوات الماضية، يسجّل موقفاً يوضح من خلاله عدم رضاه عن الأسماء المرشّحة وعدم ترشيحه لأول مرة منذ 12 سنة. مهما كان السبب، رفض كثيرون قيام ميسي بمثل هذه الخطوة، لأن كرة القدم تقوم في الباب الأول على الروح الرياضية التي اعتدنا عليه في السابق من قبل نجم برشلونة والمنتخب الأرجنتيني. غياب كريستيانو رونالدو ليس مفاجئاً، فقد غاب نجم يوفنتوس الإيطالي الحالي ولاعب ريال مدريد السابق عن أكثر من حفل للفيفا في السابق لم يكن فيه المرشح الأول لنيل الجائزة. هذا الأمر يعبّر عن أن النجمين يرفضان الاعتراف بأنه ربّما فترتهما قد شارفت على النهاية، وأن حقبة ميسي ورونالدو لا بد من وجود نهاية لها، ولعل بداية النهاية تتمثل برفع لوكا مودريش للقب أفضل لاعب في العالم.


حارس بلا كحول!


خلال الحفل، توّج حارس مرمى تشيلسي الإنكليزي، البلجيكي تيبو كورتوا بجائزة أفضل حارس في العالم عن الموسم الماضي. صحيح بأن كورتوا نال جائزة أفضل حارس مرمى في بطول كأس العالم منذ شهرين، إلّا أنه في الواقع لا يستحقها بقدر ما استحقها حارس مرمى المنتخب الفرنسي هوغو لوريس. الأخير كان حاسماً في المونديال. إضافة إلى لوريس، فنرى بأن حرّاساً آخرين كجوردن بيكفورد حارس مرمى المنتخب الإنكليزي إضافة إلى كاسبر شمايكل حارس مرمى المنتخب الدنماركي، كلهم حرّاس يستحقون الجائزة أكثر من البلجيكي تيبو كورتوا. هل انتقال الأخير إلى ريال مدريد في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة أثر على ذلك؟ الجواب لدى الفيفا. أمر آخر استوقفنا في الحفل، فعلى رغم من أن كورتوا أفضل حارس في العالم، إلّا أنه ليس ضمن التشكيلة المثالية لأفضل 11 لاعباً في النسخة الماضية. أمر يدعو للاستغراب ويضع علامات الاستفهام على قرارات الفيفا التي ربّما تحاول تقسيم «كعكة» على الجميع. ويُقال إن لوريس خسر الجائزة بسبب حادثة الكحول الأخيرة. وكأن أفضل حارس في العالم، يجب أن يكون خالياً من الكحول.


ضيف الشرف الدائم


تضمنّت التشكيلة المثالية وجود لاعب باريس سان جيرمان البرازيلي داني ألفيس... لأسباب مجهولة! فلم يقدّم الظهير البرازيلي الشيء الذي يذكر لكي يندرج اسمه ضمن التشكيلة الأفضل. عداك عن أن اللاعب لم يكن ضمن تشكيلة المنتخب البرازيلي في مونديال روسيا الأخير. ولكن ربّما يوجد علاقة عاطفية بين الفيفا و«المجنون» البرازيلي في السنوات الماضية ومستمرة حتّى الآن.

ثلاثي فرنسي


ترشّح كل من الفرنسيين ديديه ديشان وزين الدين زيدان إضافة إلى المدرب الكرواتي زلاتكو داليتش لجائزة أفضل مدرب في العالم. فاز بالجائزة مدرب المنتخب الفرنسي ديديه ديشان، وقدّم مدرب أرسنال التاريخي السابق أرسين فينغر الجائزة لمواطنه ديشان وسط تصفيق من المدرب الفرنسي الآخر زين الدين زيدان، الذي بدوره كان المرشح الأبرز خلف ديشان نظراً لفوزه بلقب دوري الأبطال مع ريال مدريد. سطوة تدريبية فرنسية!

رجل يفوز بجائزة أفضل مدربة


أعلن الاتحاد الدولي «فيفا» عن فوز رينالد بيدروس الفرنسي ذي الأصول الإسبانية بجائزة أفضل مدرب للفرق النسائية في عام 2018. وفاز بيدروس بهذه الجائزة بعد أن قاد نادي أولمبيك ليون الفرنسي للنساء إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. المضحك في الأمر بأن الجائزة كان يجب أن تذهب لإحدى المرشحتين الأخريين، المدربة اليابانية اساكو تاكاكورا والهولندية سارينا ويغمان، خاصةً وأن كأس العالم للنساء انتهت قبل فترة وجيزة، والمدربتان حققتا نتائج مبهرة. فهل كان القرار «ذكورياً»؟

نيمار بلا حمّص


لم يترشّح نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، البرازيلي نيمار لأي جائزة من جوائز حفل الفيفا «the best» الذي أقيم أول من أمس. وهذا يعني بأن كل ما طمح إليه لاعب برشلونة الإسباني السابق بانتقاله إلى الـ«psg»، من حصوله على جائزة أفضل لاعب في العالم وللخروج من ظل الأرجنتيني ليو ميسي لم يتحقق. بل إنه بقي في منزله يتابع الحفل، وخرج من المولد بلا حمص.