دخلت السيدات عالم كرة القدم بشكلٍ تدريجي. بعدما كان لعب كرة القدم محظوراً على السيدات منذ ما يقارب المئة عام، تغيّرت الصورة اليوم بشكل كبير.
نجحت السيدات في الحصول على حقّهنّ في اللعب وحضور المباريات بعد نضالٍ كبير، كما استطعن أخيراً إدارة وتحكيم مباريات الرجال. إلا أنّ الأمر لم يقتصر عند هذا الحدّ، إذ تمكّنت المرأة من أن تصبح وكيلة أعمال للاعبين، ولو بوقتٍ متأخّر قليلاً عن نظرائها الذكور.

فقد بدأ وكيل الأعمال يتّخذ صفة رسمية في كرة القدم مع بداية ستينيات القرن الماضي، إلا أنّ الأمر أخذ وقتاً طويلاً قبل أن تنضمّ السيدات إلى هذا الركب، إذ ظهرت أول وكيلة أعمال مرخّصة بشكل رسمي من الفيفا منذ حوالى العقدَين فقط.

وفي اليوم العالمي للمرأة، نستعرض لكم هنا أبرز وكيلات أعمال اللاعبين في كرة القدم:

1. واندا نارا
تُعدّ الأرجنتينيّة واندا نارا، زوجة لاعب باريس سان جيرمان ماورو إيكاردي، من أشهر وكيلات الأعمال، وربما أكثرهنّ إثارةً للجدل.

إلّا أنّ عملها لا يقتصر على كونها وكيلة أعمال النجم الأرجنتيني والمفاوضة لشؤونه، بل هي أيضاً ممثلة، مصمّمة، وعارضة أزياء لعددٍ وافر من الصحف والمجلات، وشخصية حاضرة في عالم الإعلام، كما أنها تملك علامة تجارية خاصة بها.

واندا درست القانون لعدة سنوات، لكنها استسلمت بعدما «شعرت بالملل منه» حسب قولها. إلّا أنها حين وجدت في حياتها فراغاً كافياً للعمل، طلبت من زوجها أن يمنحها حرية التحدث في ما يخص عقوده الدعائية وحقوق صوره بالإعلانات، وتوغلت شيئاً فشيئاً حتى باتت وكيلته بشكلٍ كامل في كل شؤونه العمليّة، والمتحدّث الأول في العقود التي يُبرمها.

2. مود غريزمان
عندما أراد أنطوان غريزمان مهاجم برشلونة التدرّب على تسديد الأهداف عندما كان صغيراً، كانت شقيقته الكبرى مود تقف أمام المرمى كحارسة، لتساعد شقيقها وتشجعه على تحسين أدائه. طوّرت مود لاحقاً علاقتها الوثيقة بشقيقها بعدما أصبح لاعباً ناجحاً، لتصبح وكيلة أعمال النجم الفرنسي بشكل رسمي.

أرادت مود مساعدة شقيقها مهنياً وتوجيهه نحو الشركاء المناسبين، وذلك بعد بروز نجمه مع ناديه السابق أتليتيكو مدريد، والمنتخب الفرنسي. لذا، بدأت عام 2016 العمل مع أنطوان كخبيرة في الدعاية له، لا سيما أنها تملك شهادة في العلاقات العامة.

والأمر لم يقتصر على ذلك، إذ أسست الفرنسية الشابة أواخر العام الماضي مشروع شركتها الخاصّة لتقديم الاستشارات الرياضية، حيث تريد توسيع العمل الذي تقوم به مع شقيقها ليشمل الرياضيين المحترفين والهواة، لتقديم النصائح والمشورة لهم لتطوير مسيرتهم الرياضية.

3. فيرونيكا رابيو
طوال مسيرة ابنها البالغ من العمر 24 عاماً، وقفت فيرونيكا رابيو إلى جانب ابنها الشاب، نجم يوفنتوس الإيطالي، وهي وتقدّم له النصائح والتوجيهات.

فيرونيكا، التي تعمل كوكيلة أعمال ابنها عقب إصابة والده بجلطة دماغية عام 2007، كرّست حياتها لتوجيه مسيرة ابنها المهنية، إلا أنّها فشلت في التفريق بين دورها كأم وكوكيلة أعمال، حيث انجرفت كثيراً بعاطفتها لحماية ابنها، وفرضت سيطرتها بشكل كبير على مواقفه وخياراته.

وبسبب المتاعب الكثيرة التي أحدثتها والدة رابيو خلال تولّيها أعمال ابنها، وبعدما عقّدت من مهمة انتقاله إلى عدة أندية أوروبية كبيرة بسبب تصلّب مواقفها في أكثر من مرة مع مسؤولي الأندية، أنهى اللاعب الشاب ارتباطه مع والدته العام الماضي، وعيّن وكيل أعمالٍ جديداً.

4. ناتاليا سيميوني
تُعدّ ناتاليا سيميوني شقيقة الأرجنتيني دييغو سيميوني مدرّب أتليتيكو مدريد إحدى أفضل وأشهر وكيلات الأعمال الأرجنتينيات، وهي تتولّى إدارة أعماله.

لعبت ناتاليا، وهي محامية ناجحة، على مرّ السنوات دوراً كبيراً في مفاوضات عقود دييغو وصفقات انتقاله، إلى جانب التخطيط المالي للمدرّب ودراسة استثماراته.

وتسعى الأرجنتينية لإثبات أنّ السيدات قادرات على ترك بصمة في كرة القدم العالمية، إذ تؤمن أنّ المرأة صاحبة آراء وقادرة على إعطاء التوجيهات في عالم كرة القدم بدرجة متساوية مع الذكور.

تابع صفحة «الأخبار» - رياضة على فايسبوك