أصبح فالتيري بوتاس أول سائق يفوز بعد كورونا حين عبر خط النهاية أمام مدرجات الحلبة الخالية من المشجعين بسبب إجراءات «كوفيد-19»، أمام زميله وحامل اللقب البريطاني لويس هاميلتون، لكن الأخير أنهى السباق رابعاً بسبب عقوبة خمس ثوانٍ فرضت عليه بسبب احتكاك مع سائق ريد بول التايلاندي ألكسندر ألبون، أدى الى خروج الأخير بالكامل عن الحلبة.
وتقدم الفنلندي الذي حقق فوزه الثامن في بطولة العالم، على شارل لوكلير (فيراري) من موناكو، والبريطاني لاندو نوريس (ماكلارين).
وكان من المقرر أن تنطلق البطولة منتصف آذار/ مارس الماضي من أوستراليا، لكن انطلاقها أرجئ بسبب كورونا الذي تسبّب بإلغاء وتأجيل العديد من السباقات، قبل الانطلاق اليوم من النمسا أمام مدرجات خالية من المشجعين، وفي ظل إجراءات صارمة شملت تغيير الصيغة المعتادة للاحتفالات بعد نهاية السباق. وقال بوتاس «كان من الجميل لو تشاركنا في الاحتفال مع مشجعين»، مشيراً الى أنه كان تحت ضغط متواصل خلال السباق.
وأتت بداية الموسم الذي سيكون مختصراً، في خضم تحركات حول العالم لمناهضة العنصرية والتمييز، انعكست على مختلف جوانب الرياضة. لكن حركة الركوع الداعمة لمناهضة العنصرية، تسبّبت بتباين بين السائقين الذين اختار عدد منهم عدم القيام بها، مع تأكيدهم رفض مختلف أشكال التمييز.
وكان هاميلتون وسائق فيراري الألماني سيباستيان فيتل، من ضمن 14 سائقاً (من أصل 20) جثوا على ركبة واحدة عند خط الانطلاق قبيل بداية السباق، أمام شعار «انهوا العنصرية» الذي وضع على اسفلت الحلبة، وظهر على قمصان ارتداها كل السائقين.
في المقابل، اختار سائقون؛ أبرزهم لوكلير والهولندي ماكس فيرشتابن (ريد بول)، عدم القيام بالركوع. وكتب لوكلير عبر مواقع التواصل الاجتماعي «أؤمن بأن ما يهمّ هو الوقائع والتصرفات في حياتنا اليومية، أكثر من اللفتات التي قد تكون مثيرة للجدل في بعض الدول. لن أجثو، لكن ذلك لا يعني أنني أقل التزاماً من الآخرين في مكافحة العنصرية».
من جهته، أكّد فيرشتابن أنه «ملتزم جداً بالتساوي ومكافحة العنصرية، لكنني أعتقد أن لكل شخص حق التعبير عن نفسه في الوقت والطريقة المناسبين. لن أجثو اليوم، لكنني أحترم وأدعم الخيارات الشخصية التي يتخذها كل سائق».
ويعد هاميلتون الباحث عن تتويج سابع في بطولة العالم ومعادلة الرقم القياسي الذي يحمله الألماني ميكايل شوماخر، من أبرز الأصوات الداعمة لمناهضة العنصرية في الفئة الأولى، علماً بأنه الأسود الوحيد بين سائقيها. وأكد البريطاني أنه تحدث الى السائقين في نهاية الأسبوع، وشدد على أن الصمت بمثابة تواطؤ. وأفادت تقارير بأن عدداً من السائقين أبدوا امتعاضهم من هذه المقارنة.

تسعة انسحابات
وكان بوتاس أول المنطلقين بعد تصدره التجارب الرسمية للسباق السبت، تلاه هاميلتون. لكن الأخير تراجع الى المركز الخامس عند الانطلاق، بعد معاقبته بإرجاعه ثلاثة مراكز لمخالفته قواعد إبطاء السرعة لدى رفع العلم الأصفر خلال التجارب. وأتاح ذلك لفيرشتابن التقدم الى المركز الثاني عند خط الانطلاق.
وحافظ بوتاس على الصدارة أمام فيرشتابن وألبون، قبل أن ينتزع هاميلتون المركز الثالث في اللفة التاسعة. وفي اللفة 11، تقدم البريطاني الى المركز الثاني بعدما عانى فيرشتابن من مشكلة فنية، قبل أن ينسحب من السباق بالكامل. وكان انسحاب فيرشتابن مقدمة لسلسلة انسحابات لأسباب ميكانيكية واحتكاكات، وصل عددها الى تسعة. وتدخلت سيارة الأمان أكثر من مرة لضبط حركة السائقين على الحلبة.
تسببت حركة الركوع الداعمة لمناهضة العنصرية بتباين بين السائقين الذين اختار عدد منهم عدم القيام بها، مع تأكيدهم رفض مختلف أشكال التمييز


كما أفاد فريق مرسيدس سائقيه مراراً، خلال السباق، بوجود إشارات على معاناة سيارتيه من مشاكل في علبة السرعات، داعياً إياهما الى عدم الضغط بشكل أكبر من المطلوب.
وأنهى هاميلتون السباق في المركز الرابع، متقدماً على الإسباني كارلوس ساينز سائق ماكلارين الذي من المقرر أن ينتقل الى فيراري في الموسم المقبل ليحل بدلاً من الألماني سيباستيان فيتل. بينما حل سائق رايسينغ بوينت المكسيكي سيرجيو بيريز سادساً، أمام الفرنسي بيار غاسلي (تورو روسو) ومواطنه استيبان أوكون (رينو). وأنهى الإيطالي أنطونيو جيوفينازي (ألفا روميو)، وفيتل، ترتيب العشرة الأوائل.
وانعكس كورونا أيضاً على احتفال السائقين في نهاية السباق. فعوضاً عن الصعود المعتاد الى منصة التتويج، وضعت منصة صغيرة لكل من أصحاب المراكز الثلاثة الأولى عند خط الانطلاق، حيث تسلم كل منهم الجائزة التذكارية، قبل رش الشمبانيا.
وتستضيف الحلبة ذاتها مرحلة ثانية الأحد المقبل، على أن تقام المرحلة الثالثة في جائزة المجر الكبرى في 19 تموز/ يوليو. وحدد منظمو البطولة حتى الآن مواعيد السباقات الثمانية الأولى التي ستقام في أوروبا، بينما يتوقع أن يمتد الموسم إلى ما بين 15 و18 سباقاً تحدد مواعيدها تباعاً.