كان من المقرّر أن تنطلق منافسات بطولة العالم منتصف آذار/ مارس الماضي في جائزة أوستراليا الكبرى، لكن بدء تفشّي كورونا دفع إلى إلغاء منافسات الجائزة الكبرى قبل ساعات من انطلاق تجاربها الحرة. ولاقت السباقات العشرة الأولى التي كانت مقرّرة في البطولة، مصير الإلغاء أو التأجيل إلى موعد غير محدّد.
كتب الهولندي ماكس فيرشتابن «أعدّ الأيام لانطلاق موسم الفورمولا واحد لعام 2020. يتبقى 33 يوماً فقط للسباق الأول»

وبحسب الجدول الجديد للبطولة الذي نشره المنظمون الثلاثاء، ستستضيف النمسا سباقين متتاليين في الخامس من تموز/ يوليو و12 منه، قبل سباق جائزة المجر في 19 منه، وسباقين متتاليين على حلبة سيلفرستون البريطانية في الثاني من آب/ أغسطس والتاسع منه، إسبانيا في 16 منه، بلجيكا في 30 منه، وإيطاليا في السادس من أيلول/ سبتمبر.
وكانت الحكومة النمسوية قد أعطت السبت الضوء الأخضر لانطلاق الموسم، بإجازة إقامة سباقين متتاليين في أوائل تموز/ يوليو، خلف أبواب موصدة على حلبة ريد بول رينغ في سبيلبرغ، وذلك بعدما قدم المنظمون خطّة سلامة آمنة كاملة واحترافية. وشدّدت وزارة الصحة المحلّية على أن العنصر الأساسي سيكون التنسيق الوثيق بين المنظّمين والسلطات الصحية الإقليمية والمحلية.
وبشأن جائزة بلجيكا الكبرى على حلبة سبا-فرانكورشان الشهيرة، أكّدت السلطات المحلية أنها ستُقام وسط احترام صارم للإرشادات الصحية الموضوعة من قِبل المجلس الوطني للأمن وبالتشاور مع الحكومات الفيدرالية.
كما يأتي نشر الجدول الجديد بعد أيام من تقارير صحافية إنكليزية، عن قرار السلطات المحلية إعفاء الرياضيين من الحجر الصحي الإلزامي لمدة 14 يوماً لدى دخولهم البلاد. وكانت هذه النقطة مثار أخذ ورد في الآونة الأخيرة، مع مطالبة منظّمي السباق البريطاني بإعفاء المشاركين فيه منها لتسهيل التمكّن من إقامته.
وأوضح الرئيس التنفيذي للبطولة تشايس كاري «بينما نتوقّع أن ينطلق الموسم من دون مشجعين في سباقاتنا، نأمل أن يتيح لنا الوضع خلال الأشهر المقبلة بالترحيب بهم مجدّداً عندما يصبح القيام بذلك آمناً». وأضاف «لكنّنا نعلم أن عودة الفورمولا واحد ستشكل دفعاً لمشجعي الرياضة حول العالم».
وسارع سائقون للتعبير عن توقهم لانطلاق الموسم. وكتب الهولندي ماكس فيرشتابن سائق ريد بول عبر حسابه على «تويتر»، «أعدّ الأيام لانطلاق موسم الفورمولا واحد لعام 2020. يتبقى 33 يوماً فقط للسباق الأول».

خمسة إجراءات أساسية
وكان من المقرّر أن تكون بطولة الموسم الحالي الأطول من حيث عدد السباقات (22). لكن التخبّط الذي أصاب الجدول بسبب فيروس كورونا، سيدفع إلى اختصاره بالتأكيد. ويأمل المنظمون إقامة ما بين 15 و18 سباقاً، مع إقامة سباقَين متتاليين على الحلبة ذاتها، أو البحث في إقامة سباقات على حلبات غير مدرجة على الجدول الأساسي. وجاء في بيان صادر عن الاتّحاد الدولي لرياضة السيارات (فيا) «بسبب سلاسة الوضع في الوقت الحالي في ما يتعلّق بوباء كوفيد-19 على الصعيد العالمي، سيتم الكشف رسمياً عن الجدول الجديد مع الأمل بإقامة من 15 إلى 18 سباقاً من الآن وحتى نهاية الموسم في كانون الأول/ ديسمبر».
وأورد بيان عن الاتحاد الدولي وسلطات الفورمولا واحد أنه «كما تمّت الإشارة إليه في وقت سابق، من المقرّر في الوقت الحالي أن تُقام السباقات الأولى من دون جمهور لأسباب صحّية، وأعربا عن أملهما في عودة مشجّعي الفئة الأولى عندما يكون ذلك ممكناً وسط ظروف آمنة بالكامل.
ووضعت سلطات البطولة سلسلة من خمسة إجراءات أساسية سيتم تطبيقها على هامش السباقات للحؤول دون انتقال عدوى الوباء، أهمها: إجراء فحوص دورية لكشف كورونا على كل المشاركين، إقامة السباقات من دون جمهور لا سيما في المراحل الأولى، تخفيض كبير في عدد أفراد الفرق الذين ينتقلون من بلد إلى آخر، السفر بشكل معزول عن الآخرين لا سيما من خلال استخدام رحلات جوية خاصة، واعتماد قواعد التباعد الاجتماعي.
وستكون عودة بطولة العالم بارقة أمل للفرق العشرة المشاركة والتي اضطر بعضها مؤخراً لاتّخاذ إجراءات تقشّف مالي في ظلّ توقف الإيرادات. كما دفعت آثار «كوفيد-19» إلى اتخاذ الفرق قرار خفض سقف موازناتها للأعوام المقبلة، وتأجيل اعتماد تعديلات واسعة على السيارات والمحركات. ويأمل منظّمو البطولة ومجموعة «ليبرتي ميديا» المالكة لحقوقها، في إنقاذ ما تيسّر من الموسم.
وتعتزم المجموعة إقامة السباقات التالية بعد أوروبا، في آسيا وفي القارة الأميركية في أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر قبل إنهاء الموسم في الخليج وتحديداً في البحرين وأبوظبي في كانون الأول/ ديسمبر.
وأعلن منظّمو سباق جائزة المكسيك الكبرى في بيان أنها ستحافظ على التواريخ المخطّط لها منذ البداية أي بين 30 تشرين الأول/ أكتوبر والأول من تشرين الثاني/ نوفمبر، مؤكّدة التزامها بضمان تجربة آمنة لجميع المتفرجين والمشاركين.