بدأ فريق العهد مشواره في المنسخة الأخيرة لكأس الاتحاد الآسيوي بأفضل ما يكون، حين فاز على النهضة العماني بعد أن كان متأخراً بهدف الجزائري بلال بن حسنة. لم يكن مقبولاً أن يخسر العهد أو حتى يتعادل أمام «ضيفه ومضيفه» النهضة الذي لم يظهر بمستوى يسمح له أن يتفوّق على ممثل لبنان الأول. انتهى الشوط بالتعادل السلبي نتيجة الحذر الكبير من جانب الطرفين وخصوصاً المدير الفني للعهد السوري رأفت محمد. بالغ مدرب العهد في الحذر وعدم التقدّم تاركاً مهاجمه الإسكتلندي لي إروين «تائها» في المنطقة الأمامية. صحيح أن الأخير كان ضيف شرف، لكن في الوقت عينه بدا واضحاً أن خطة الفريق بالمجمل لا تسمح بتسجيل هدف. تحدث محمد طويلاً عن صعوبة المباراة في المؤتمر الصحفي قبل يوم على اللقاء، وبدا ان خطته قائمة بشكل أساسي على هذه الفكرة، أي التحفظ. لكن الخصم العُماني لم يظهر بالصورة التي تفرض الحذر منه. فالنهضة كان فريقاً عادياً يمكن الفوز عليه. رغم ذلك نجح في التقدّم في الدقيقة 55 عبر الجزائري بن حسنة بعد خطأ دفاعي من خطر الظهر اللبناني.


صدمة للعهداويين لم تدم طويلاً، إذ نجح القائد خليل خميس في تعديل النتيجة بعد ثلاث دقائق (الدقيقة 58) من كرة ملعوبة من السوري محمد الحلاق أفضل لاعبي بطل لبنان في اللقاء. هدف رفع من معنويات اللبنايين واقنعهم بأنهم قادرون على الخروج فائزين. تحرّك المدير الفني رأفت محمد ودفع بكريم درويش بدلاً من المصاب حسن سرور. تبديلٌ هجومي كان ناجحاً، إذ تمكن درويش في خطف هدف قبل دقائق على نهاية المباراة (88). هدفُ غالٍ منح نقاط المباراة وصدارة المجموعة الأولى للعهد، بعد أن انتهت المباراة الثانية في المجموعة بين جبل المكبّر الفلسطيني والفتوة السوري بفوز الفلسطينيين (1-0).
ويلعب العهد مطلع الشهر المقبل (2 تشرين الأول) في الجولة الثانية مع الفتوة السوري، في حين يلعب النهضة مع جبل المكبر.

خيبة نجماوية
انتهت مباراة العهد وانطلق بعدها لقاء النجمة والرفاع البحريني في المنامة ضمن المجموعة الثالثة. كان جمهور النجمة يأمل في بيروت أن يعيش لحظات كتلك التي عاشها جمهور العهد. لكن آمالهم خابت بعد خسارة فريقهم بثنائية بحرينية لجاسم الشيخ وحسن علي في الدقيقتين 35 و41. لم تكن الخيبة فقط بسبب الخسارة، بل أيضاً نتيجة العرض المتواضع الذي قدّمه النجماويون. لم يكن ممثل لبنان الثاني على مستوى الحدث. بدا وكأنّ لاعبيه لم يحضروا إلى المنامة، وخصوصاً العنصر الأجنبي من دون استثناء. لم يكن حال اللبنانيين أفضل. صحيح أن النجمة تعرض لضربة معنوية في ربع الساعة الأول من اللقاء مع إصابة مدافعه ماهر صبرا وخروجه ليدخل بدلاً منه أحد «ضيوف الشرف» جيلسون، لكن هذا لا يبرر الصورة التي قدّمها النجماويون. اللافت أن بطل كأس لبنان دخل إلى المباراة مع قلق جماهيري على صعيد حراسة المرمى. فإصابة الحارس علي السبع فرضت مشاركة الحارس الشاب محمد بشارة الذي لا يمتلك الخبرة الكافية للمباريات القارية. لكن بشارة لم يكن نقطة ضعف في الفريق ولا يتحمل مسؤويلة الهدفين، بل على العكس كان عند حسن ظن جمهوره وجهازه الفني وإدارته وقدّم مباراة جيدة نسبة لخبرته الخارجية المتواضعة.

(غيفارا عبود)

المشكلة كانت في مكان آخر، أو بالأحرى في «جميع الأمكنة» الأخرى. من خط الدفاع إلى الوسط إلى الهجوم. بدا الفريق مختلفاً عن ذلك الذي ظهر في الدوري اللبناني على مدى أربعة أسابيع حيث فاز في المباريات الأربعة وهو صاحب أفضل خط دفاع وثاني أفضل خط هجوم. هذه الأرقام لم تظهر في المنامة فكان ممثل لبنان الثاني ضيف شرف في أول طهور ضمن مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي. لا شك أن النادي الجماهيري لعب اللقاء من دون سلاحه الرئيسي وهو الجمهور، لكن هذا لا يبرر الأداء الذي قدمه النجماويون مع أمل جماهيري بأن تختلف الصورة في الثاني من شهر تشرين الأول المقبل حين يلعب النجمة، في الجولة الثانية، مع مضيفه العربي الكويتي في الكويت في مهمة صعبة أمام وصيف المجموعة الثالثة حيث احتلّ هذا المركز بعد الجولة الأولى عقب فوزه على الزرواء العراقي (2-1)، في حين تصدر الرفاع المجموعة وحلّ النجمة أخيراً.