لم يشهد ترتيب الدوري العام سوى تغيير طفيف على صعيد المراكز، كان بطله فريق شباب الساحل. فحين تتعادل معظم الفرق، يكون «الستاتيكو» طبيعياً. في سداسية الأندية الأوائل، تعادل الأنصار مع البرج سلباً، والنجمة مع العهد 1-1، وفاز شباب الساحل على الغازية 2-0. نتائج أبقت الأنصار متصدّراً برصيد 29 نقطة، أمام العهد بفارق نقطتين المتقدّم بدوره على النجمة بنقطتين. وحده الساحل تقدم إلى المركز الرابع برصيد 20 نقطة وبفارق نقطتين عن البرج، فيما بقي الشباب الغازية أخيراً برصيد ست نقاط.في سداسية الأندية الأواخر، أيضاً كان التعادل سيد الموقف حيث تعادل التضامن صور مع الإخاء الأهلي عاليه سلباً، وطرابلس مع الصفاء 1-1، فيما فاز السلام زغرتا على الحكمة 2-1. نتائج ضمنت للتضامن صور المتصدر برصيد 21 نقطة البقاء في الدرجة الأولى وابتعاده كلياً عن منطقة الخطر. هذه المنطقة التي تشمل طرابلس الثاني برصيد 17 نقطة والصفاء الثالث برصيد 13 نقطة متقدّماً بفارق الأهداف عن الحكمة الذي يتقدم بدوره على الإخاء الأهلي عاليه ما قبل الأخير بفارق نقطتين (13 للحكمة و11 للإخاء)، فيما بقي السلام زغرتا أخيراً برصيد 10 نقاط لكنه تقدم كثيراً على صعيد النقاط وأصبح بعيداً نقطة وحيدة عن الإخاء وثلاث نقاط عن مقعد الأمان أي المركز الرابع الذي يبقى صاحبه في الدرجة الأولى بعكس صاحبَي المركزين الخامس والسادس.
كل هذا قبل ثلاث مراحل على انتهاء الدوري، ما يعني أن المنافسة بقيت على أشدّها، وكان من الممكن أن تكون المنافسة على اللقب قد انحصرت بين العهد والأنصار لو بقي الأول متقدماً في لقاء القمة مع النجمة، بعدما تعادل الأنصار قبل 24 ساعة مع البرج. لكن العهد لم ينجح في الحفاظ على تقدّمه المبكر في الدقيقة الثالثة بهدف لاعب النجمة سعيد عواضة الذي سجّل بالخطأ في مرمى فريقه. لم يستحق العهد أن يخرج فائزاً بعد العرض السيّئ الذي قدّمه فريق لم يبرز منه سوى لاعبين هما: فيليكس ملكي والحارس مهدي خليل. استحق النجمة التعادل على أقل تقدير، فكان له هذا التعادل بهدف ماتيوس في الدقيقة 82 من ركلة جزاء. المشكلة أن قرار الحكم علي رضا بإيعاز من الحكم المساعد سليم سراج كان خاطئاً. فركلة الجزاء التي احتسبت على الحارس مهدي خليل لم تكن صحيحة بعدما أبعد خليل الكرة قبل اصطدامه بلاعب النجمة علي الرضا اسماعيل. عادل النجمة من خطأ تحكيمي وضاعت الصدارة من العهد. خطأ قد يغيّر في هويّة البطل بعد ثلاثة أسابيع إذا جرت نتائج المباريات وفق مسار معيّن، لكن في الوقت عينه كان هناك مشكلة كبيرة في العهد بدت واضحة من لحظة تسجيله الهدف. فالصورة الفنية كانت تشير إلى أن العهد لم يفعل شيئاً سوى التسجيل، في حين أن النجمة فعل كل شيء إلا التسجيل حتى الدقيقة 87. لكن حين سجّل النجمة كان من ركلة جزاء غير صحيحة.
ضمن التضامن صور بقاءه في الدرجة الأولى موسماً جديداً


فعلاً، فعل النجمة كل شيء. وإذا كان هناك لاعبان فقط قد برزا في العهد، فإنّ جميع لاعبي النجمة كانوا نجوماً. فعلوا كل شيء لإرضاء الجمهور الكبير الذي حضر اللقاء، مقابل غياب لجمهور العهد المعاقب بقرار اتحادي. استحق النجمة التعادل على أقلّ تقدير لو كان بغير سيناريو خطأ تحكيمي، لكن في الوقت عينه كان تعادلاً مخيّباً أبقاه بعيداً بأربع نقاط عن الأنصار المتصدّر.
هذه الصدارة التي كادت أن تفلت من الأنصار بعد تعادله مع البرج المكافح سلباً يوم السبت. أيضاً كان الأنصار قريباً من الخروج فائزاً، لكن البرجيين عرفوا كيف يخرجون متعادلين بقتالهم وعنادهم وروحهم العالية.
تعادل منحهم المركز الرابع لأقل من 24 ساعة فقط قبل أن يستعيده الساحل بفوزه أمس على الشباب الغازية 2-0 سجلهما علي الفضل في الدقيقة 24 وحسين خليفة من ركلة جزاء في الدقيقة 90.
في سداسية الأواخر، كان السلام زغرتا الفائز الأكبر، والحكمة الخاسر الأكبر. ليس فقط بالنتيجة بعد فوز السلام 2-1، حيث سجّل له لاعب الحكمة سيدو بييه خطأً في مرمى فريقه والبرازيلي جيرونيمو، مقابل تسجيل ميشال غالي هدف الحكمة، بل لأن الحكمة فوّت على نفسه فرصة التقدم في الترتيب بعد تعادل الصفاء مع طرابلس وخصوصاً أنه كان متقدماً على مضيفه.
وعلى ملعب ليس ببعيد، وتحديداً على ملعب طرابلس البلدي، كان الصفاء أيضاً يهدر فوزاً غالياً على مضيفه طرابلس بعدما تقدم بهدف السنغالي ديالو وبقي متقدماً حتى الدقيقة 94 قبل أن يخطف صاحب الأرض هدف التعادل عبر لاعبه الأردني إبراهيم أبو زمع. تعادل مخيّب للصفاء حرمه من التقدم نحو منطقة الأمان أكثر وخصوصاً بعد تعادل الإخاء الأهلي عاليه مع التضامن صور سلباً في بحمدون.



كادت المباراة أن «تطير»


حبست مباراة النجمة والعهد الأنفاس لحوالي 25 دقيقة قبل انطلاقها بعدما خيّم عليها شبح عدم إقامتها نتيجة الضغط الجماهيري النجماوي الهائل الذي حضر في ملعب جونية. فقبل ساعتين على انطلاق المباراة، امتلأ المدرج المخصص لنادي النجمة مع وجود أعداد مماثلة بقيت خارج الملعب. اكتظاظ جماهيري دفع ببعض الجمهور إلى الصعود إلى سقف المدرج غير القادر على تحمّل ثقل الصاعدين عليه. أمرٌ دفع إدارة الملعب إلى الطلب من الاتحاد اللبناني والقوى الأمنية إنزالهم تجنباً لكارثة بشرية تحت طائلة عدم إقامة المباراة. وبالفعل عمد القيّمون من اتحاد وأجهزة أمنية إلى إنزال الجمهور، ما سمح بانطلاق المباراة.