ما إن انتهى الموسم الماضي حتى نشطت الحركة في ساحة كرة السلة اللبنانية بشكلٍ سريع حيث ذهبت الفرق المنافسة عادةً على المراكز المتقدّمة الى إبرام تعاقدات لافتة، ما عكس صورةً بأن الموسم الجديد سيكون أقوى من ذاك الذي سبقه.هو أمر مؤكد بفعل المؤشرات التي أفرزها سوق الانتقالات، إذ إن الترشيحات التي نصّبت فريقين فقط لا أكثر للمنافسة على اللقب في الموسم الماضي، تضع حالياً 4 الى 5 فرق في نفس الموقف، ما يعني أن مستوى التحدي سيرتفع ومعه مستوى المباريات بعودة أسماء مهمة الى الساحة المحلية مثل علي حيدر وأحمد إبراهيم، وأيضاً مع ترقّب دخول العنصر الأجنبي في مرحلة "الفاينال فور" بمعدل لاعبٍ واحد لكل فريق.

(سركيس يرتيسيان)


(سركيس يرتيسيان)

إذاً، حوالى نصف الفرق تقريباً يبدو في جهوزية تامة، بينما وبعد انسحاب المتحد طرابلس من البطولة، يبدو الترقّب حاضراً لما يمكن أن تقدّمه فرق أخرى لا تملك الإمكانات التي تجعلها في موقعٍ منافس على الأسماء أو على أرض الملعب، أمثال أنيبال زحلة وأطلس وهومنتمن بحكم اعتمادها على عددٍ كبير من اللاعبين الذين يحتاجون الى الوقت للارتقاء الى مستوى اللعب في الدرجة الأولى.
هذه النقطة أعادت الكلام عن مدى صحة وجود 11 فريقاً في البطولة، وخصوصاً مع ترك عددٍ لا بأس به من اللاعبين الميدان أو خروج البعض الآخر للاحتراف في الخارج، ما ترك مروحة خيارات ضيّقة أمام الفرق الراغبة في تعزيز صفوفها. لذا فإن صورة المنافسة المتوقّعة ستنقسم الى قسمين: الأول يرتبط بالصراع على مراكز "الفاينال فور"، والثاني سيكون محصوراً ربما بستة فرق ستتنافس للهروب من المراكز المتأخرة.
هذه القراءة الفنيّة الأوليّة تأخذنا للحديث عن وضع الفرق، فالرياضي حامل اللقب مثلاً يدرك أن مهمة الدفاع عن عرشه لن تكون سهلةً أبداً، إذ إن خروج هايك غيوقجيان وجيرار حديديان الى فريق بيروت لا بدّ أن يكون له تأثيره ولو أنه تعاقد مع أفضل ملتقط للكرات المرتدّة في الموسم الماضي مارك أبي خرس من أطلس (بلغ معدله 16 نقطة و12 متابعة في المباراة الواحدة)، فهايك الذي سجّل 30 ثلاثية في الموسم الماضي كان لديه معدّل 13.6 نقطة في المباراة، بينما بلغ معدّل جيرار 10 نقاط. كما يبرز عامل آخر يرتبط بقائده جان عبد النور الذي سيكون أمام اختبار العمر بعدما كان دائماً مفتاحاً أساسياً في الإنجازات.
سيعود اللاعب الأجنبي إلى بطولة كرة السلة ابتداءً من مرحلة "الفاينال فور"


الخطر الأكبر على الرياضي سيكون من بيروت الذي تمكّن من جمع توليفة جيّدة مع إضافة نجمٍ مميّز إليه هو سيرجيو الدرويش الذي سيخوض موسمه الكامل الأول بعدما كان قد سجّل بسرعة حضوراً قوياً مع الشانفيل بوصول معدله الى 17.8 نقطة.
وسيكون التحدي في هذا الإطار خاصاً بالمدرب أحمد فران لخلق توازن وديناميكية ولاحقاً كيميائية مع دخول العنصر الأجنبي الذي أظهر بيروت بشكلٍ مختلف في بطولة الأندية العربية الأخيرة.
وبين هذين الفريقين هناك ورقتان قد تحدّدان وجهة الكأس، الأولى تحمل اسم النجم إسماعيل احمد الذي عاد لقيادة الرياضي الى لقب الموسم الماضي، وأخرى تحمل اسم وائل عرقجي الذي قيل كثيراً عن تحوّله الى بيروت في المراحل النهائية بانتظار أن يتبلور تاريخ نهاية الدوري الكويتي حيث يلعب حالياً.
وبين الرياضي وبيروت يقف الشانفيل الذي وجد تركيبة جيدة بقيادةٍ مدرب أثبت سابقاً مع اللويزة والمتحد أنه قادر على إخراج الأفضل من لاعبيه وهو المدرب مروان خليل.
أما الحكمة فقد خلق تركيبة سريعة بوجود لاعبين مثل علي مزهر (أفضل ممرر للكرات الحاسمة بـ 8.65 تمريرات) وعودة جورج بيروتي وعزيز عبد المسيح وانضمام مالك حجازي من المتحد، بينما عزّز حضوره تحت السلة باستقدام جاد بيطار من الشانفيل. وسيكون هوبس مثيراً للاهتمام مع استقدامه الثنائي الذي تألق مع أطلس في الموسم الماضي هشام الحلو (11 نقطة في المباراة) وجوي زلعوم الذي كان ثاني أفضل ممرر للكرات الحاسمة في البطولة بمعدل 8 تمريرات في المباراة.
بطبيعة الحال، يبدو الاستقرار حاضراً بشكلٍ مقبول على مستوى اللعبة عامةً، ما يريح اللاعبين نفسياً، وخصوصاً بعد دخول العملة الصعبة في الحسبان في ما يختصّ برواتبهم التي دفع قسمٌ منها بالشيكات في الموسم الماضي، ما انعكس سلباً على معظمهم في ظل أوضاعٍ معيشية صعبة بدّلت حياة لاعب كرة السلة من الرفاهية المطلقة الى درجاتٍ أقل.

موقعة قوية افتتاحاً
بعد تأجيل مباراة الرياضي وضيفه أنترانيك التي كانت مقررة أمس حتى يوم الثلاثاء عند الساعة 16.45، تُفتتح المرحلة الأولى بلقاءين، الأول هو الأقوى ويجمع بين الشانفيل وضيفه دينامو لبنان، الساعة 21.45، على ملعب المريميين في ديك المحدي. أما الثاني فيسبقه عند الساعة 18.00، حيث يقام «دربي زحلاوي» أطلس الفرزل وأنيبال زحلة على ملعب المعهد الأنطوني بعبدا.
ويشهد يوم غدٍ مباراةً واحدة عند الساعة 17.45 بين هوبس وضيفه بيبلوس على ملعب مجمع ميشال المرّ الرياضي، على أن تقام الاثنين الساعة 19.30 مباراة الحكمة وضيفه هومنتمن على ملعب غزير.