أكّد فريق بيروت أنه من المرشحين الأقوياء للفوز بلقب بطولة الأندية العربية لكرة السلة المقامة في مدينة الإسكندرية المصرية حتى التاسع من الشهر الحالي، وذلك بعدما حقّق فوزه الثالث على التوالي وهذه المرّة على حساب المنامة البحريني (99-88)، في قاعة نادي الاتحاد السكندري.«بيروت» دخل البطولة بفريقٍ شبه جديد مع دخول عددٍ كبير من الوافدين إلى التشكيلة، على رأسهم الأجنبيان لاعب ارتكاز منتخب لبنان المجنّس آتر ماجوك والأميركي أنطوني مايلز، والمحليون سيرجيو الدرويش، هايك غيوقجيان، مازن منيمنة، جيرار حديديان ونديم سعيد. لكن رغم أن هذه المجموعة لم تلعب سويّاً أي مباراة رسمية، فقد ارتقى مستوى الانسجام لديها مباراةً بعد أخرى وصولاً إلى المواجهة مع وصيف بطل الدوري البحريني الذي فرض تحدّياً قوياً منذ بداية المباراة وحتى نهايتها.
الطريقة التي تعامل بها «بيروت» مع المباراة بقيادة مدربه أحمد فران كانت ذكيّة جداً، إذ عالج أي تغيير في المقاربة الفنية لمنافسه بحسابات خاصة ودقيقة، وذلك وسط توفيقٍ لافت من جميع المسافات، إذ حتى ماجوك (16 نقطة) تمكّن من التسجيل في مناسبتين من خارج القوس، مستفيداً من اعتماد المنامة على دفاع المنطقة في أحيان كثيرة.
ماجوك نفسه لعب دوراً كبيراً تحت السلة رافعاً شعار «ممنوع المرور» في مواجهة عملاقَي المنامة الصربي فلاديمير ستيماتش (20 نقطة) والأميركي ديفن إيبانكس (34 نقطة)، مستفيداً من الدعم الدفاعي الذي أمّنه فران بتبادل غيوقجيان وحديديان مساعدته، في وقتٍ لعب فيه الأول دوراً مهماً هجومياً خصوصاً في الربع الثالث بتسجيله 3 ثلاثيات من أصل 4 له في اللقاء الذي أنهاه برصيد 19 نقطة.
يلعب نادي بيروت مساء اليوم مباراة تحديد صدارة المجموعة بمواجهة الكويت الكويتي


بدوره، كان المنامة خطراً من نواحٍ عدة، وخصوصاً في ظل وجود حسن إبراهيم الذي نجح في تسجيل 3 ثلاثيات في الربع الثاني (سجّل 13 نقطة) ومعه القائد محمد حسين (10 نقطات)، وذلك في موازاة سعي المدرب القبرصي لينور غرافيل لتدوير تشكيلته حيث اعتمد على كل أفرادها، لكن من دون أن يتمكن من ايجاد الحلول الهجومية الكثيرة بعكس فريق العاصمة اللبنانية.
هنا برز اسم الدرويش الذي أثبت أنه من طينة النجوم الكبار الذين يمكنهم حمل أي فريق وتالياً المنتخب اللبناني على أكتافهم، إذ إلى جانب تسجيله 18 نقطة صنع الاستعراض مرةً جديدة على أرض الملعب إن كان من ناحية التسجيل أو التمرير، مؤكداً أنه أكثر من لاعب بدورٍ محدد بل هو قائد فعلي وعنصر يمكنه ترجيح كفّة المباراة في أي وقت.
«بيروت» الذي يتميّز اليوم بقوة محلية توازي بتأثيرها ما يفرزه دور الأجانب من أرقامٍ لافتة، بدا سريعاً جداً بوجود مايلز أيضاً، والذي كان أفضل مسجّلي الفريق بـ 22 نقطة، ليتخطى حاجز الـ 20 نقطة للمباراة الثانية على التوالي بعدما دكّ سلة الغرافة بطل قطر بـ 22 نقطة في المباراة الماضية.
إذاً هو التوازن الصعب إيجاده في فترةٍ زمنية قصيرة، لكنّ «بيروت» بأدائه الكبير أعاد إلى الجمهور اللبناني الحنين إلى الماضي وذكريات فوز الحكمة بأوّل لقب خارجي في البطولة العربية عام 1998 ومن ثم احتفاظه به في السنة التالية، وطبعاً أعاد الذكريات إلى فوز الرياضي بـ 5 ألقاب خارجية ليقف خلف الاتحاد السكندري (7 ألقاب) على لائحة أكثر المتوّجين باللقب، والذي لن يكون بعيداً عن منال «بيروت» في حال واظب على الإصرار والتضحية على أرض الملعب، حيث يبدو المنافسون الأقوياء كثراً في هذه النسخة من البطولة الإقليمية.
ويخوض «بيروت» مباراته الأقوى والأخيرة، لتحديد صدارة المجموعة الرابعة، اليوم الساعة الثامنة مساءً بتوقيت العاصمة اللبنانية بمواجهة الكويت الكويتي الذي فاز على الغرافة القطري (90 ـ 69).