جاءت انتخابات الاتحاد اللبناني لكرة القدم عام 2021 نسخة كربونية عن انتخابات عام 2017. هاشم حيدر رئيساً وتغيير بسيط في اسم عضوَين فقط. في عام 2017 عاد معظم أعضاء اللجنة التنفيذية باستثناء جورج شاهين وهمبرسوم ميساكيان. حينها فاز العضوان جورج سولاج ووهرام برصوميان. هذا العام أيضاً خرج عضوان. برصوميان وأحمد قمر الدين الذي انسحب قبل بدء الانتخابات شأنه شأن رائد الصديق، وفيق ابراهيم ونضرات كريكور سوكونيان. دخل وجهان جديدان هما أسعد سبليني وناصر عدرا، وهما ممثّلا تيار المستقبل في اللجنة التنفيذية.
حصل حيدر على أربعين صوتاً مقابل أربعة أصوات لحجيج (طلال سلمان)

هي المرة الأولى التي يغيب فيها العضو الأرمني عن اللجنة التنفيذية، علماً بأن قوانين الفيفا لا تعترف بطائفية الأعضاء وحصص طوائفهم. قد يكون عدم نجاح برصوميان نتيجة تراجع الحضور الأرمني على الساحة الكروية اللبنانية، وخصوصاً بعد سقوط أشهر الفرق الأرمنية وأكبرها جماهيرية نادي هومنتمن إلى الدرجة الرابعة. غياب أرمني جاء لمصلحة ارتفاع عدد الأعضاء السنّة إلى ثلاثة في عودة الى العرف السابق الذي كان في الاتحاد. هذه الزيادة «السنّية» كانت بعد انضمام ممثلي النجمة والأنصار أسعد سبليني (أمين سر نادي النجمة) وناصر عدرا أحد كوادر نادي الأنصار في الشمال، إلى محمود الربعة الذي كان في اللجنة التنفيذية السابقة.
جلسة الانتخاب التي أقيمت في فندق موفنبيك كانت بحضور ممثلي 47 نادياً من أصل 50 يشكلون الجمعية العمومية للاتحاد وتحت مراقبة ممثلي الاتحاد الدولي. غاب عن الجلسة ثلاثة أندية هي: الأمل معركة وناصر بر الياس بسبب عدم وجود لجنة إدارية للناديين، إلى جانب غياب نادي أشبال الميناء بسبب إيقافهم من قبل الاتحاد نتيجة لجوئهم إلى القضاء برفع دعوى للحصول على قرار بعدم إقامة الانتخابات. فقوانين الاتحاد اللبناني المستمدّة من الاتحاد الدولي تمنع أي نادٍ من اللجوء إلى القضاء المدني، بل إلى محكمة التحكيم الرياضي (كاس) لفض أي نزاع كروي.
بداية الجلسة، وبعد سلسلة قرارات إدارية انطلقت الانتخابات بدعوة الأندية الـ 47 إلى انتخاب رئيس من بين مرشّحَين اثنين: هاشم حيدر وموسى حجيج. قبل بدء الانتخابات، كان هناك كلمة للرئيس حيدر تحدث فيها عمّا تحقق خلال السنتين الماضيتين على صعيد المنتخبات والبطولات المحلية. مؤشر بارز عن مجرى انتخابات الرئاسة ظهر من خلال محاولة حجيج إلقاء كلمة بشكل مخالف للنظام، حيث إن حيدر تحدث كرئيس للاتحاد. وحاول حجيج الحديث رغم محاولات ثنيه. وحين أشار إلى أن الأندية وافقت على إلقاء كلمة، اعترضت الأندية نافية أنها وافقت على مخالفة حجيج للنظام.
شهدت اللجنة التنفيذية تغييراً طفيفاً اقتصر على عضوين اثنين من أصل عشرة أعضاء


فإذا كانت الأندية ترفض أن يتكلم حجيج ولو بعكس النظام، فهل ستصوّت له؟ بالفعل ترجمت الأندية موقفها السلبي من حجيج في صندوق الانتخاب حيث حصل حيدر على 40 صوتاً من أصل 44 بعد إلغاء ثلاث أوراق تصويت لعدم قانونيتها. أما حجيج، فقد حصل على أربعة أصوات فقط. فارق كبير يشير إلى أن كل ما قيل عن رغبة الأندية في التغيير وخصوصاً في جولات حجيج قبل الانتخابات إما أنه في إطار الترويج الانتخابي أو أن الأندية خدعت موسى وأعطته وعوداً غير صحيحة. اللافت هو ما تحدث عنه حيدر بعد فوزه، معتبراً أن «اتحاد كرة القدم هو عائلة لا يمكن شراؤها أو رشوتها» من دون معرفة أسباب هذا التصريح اللافت.
بعد ذلك، كانت انتخابات اللجنة التنفيذية التي أفضت إلى فوز معظم أعضاء الاتحاد، فجاءت النتائج على الشكل الآتي: ريمون سمعان (43 صوتاً)، جورج سولاج (30 صوتاً)، سيمون الدويهي (41 صوتاً)، موسى مكي (43 صوتاً)، مازن قبيسي (42 صوتاً)، وائل شهيب (45 صوتاً)، عصام الصايغ (43 صوتاً)، محمود الربعة (33 صوتاً)، ناصر عدرا (31 صوتاً)، وأسعد سبليني (35 صوتاً).
بينما نال كل من وهرام برصوميان (18 صوتاً) وعبد الله نابلسي (19) وإميل رستم (10 أصوات).
أرقام تؤشّر إلى إصرار الأندية على التجديد، لكن لا بد من التوقف عند الرقم الذي حصل عليه المرشّح عبد الله النابلسي رئيس نادي الاجتماعي. 19 صوتاً يعتبر رقماً عالياً من أصل 46 صوتاً بعد إلغاء ورقة واحدة بسبب ترميزها. وهو رقم يمكن للرئيس الشاب أن يبني عليه للمستقبل حيث يستحق نابلسي أن يكون في اللجنة التنفيذية للاتحاد.
انتهت الانتخابات بالتجديد. كان بإمكان الأندية أن تغيّر الواقع لو أن لديها مشكلة معه. قيل الكثير عن ضغوط على الأندية وتبعيّتها، لكن في المكان المخصّص لاختيار المرشحين، لا يمكن لأحد أن يعرف ماذا صوّت كل مرشّح، وخصوصاً أن اللوائح موحدة والتصويت بإشارة «صح». إذاً الأندية راضية وقد اختارت، وبالتالي لا يحق لها الاعتراض في المستقبل على اتحاد هي من اختارته بحسبب أكثر من متابع كان حاضراً في الجلسة وحتى على وسائل التواصل الاجتماعي.