لكلٍّ من المباريات الست في الاسبوع الثالث من عمر الدوري اللبناني أهمية لطرفيها، إذ إن المرحلة الثانية حملت خسائر قاسية للبعض، ومفاجئة للبعض الآخر، الامر الذي وضع فرقاً عديدة تحت الضغط، وبات عليها وعلى مدربيها معالجة الوضع قبل الدخول في دوامة أزمة مبكرة.
«دربي» الشمال
اكبر خسارتين في الجولة الماضية كانتا من نصيب ممثلَي الشمال السلام زغرتا وطرابلس اللذين يلتقيان على ملعب الاول في المرداشية يوم السبت (الساعة 15.30).
الفريق الزغرتاوي يبدو أنه سيعيش أسوأ موسمٍ له منذ سنواتٍ طويلة، لا بل إن كثيرين بدأوا يتحدثون عن احتمال سقوطه الى الدرجة الثانية، وخصوصاً بعد خسارته الكبيرة امام النجمة برباعية نظيفة في نهاية الاسبوع الماضي. خسارةٌ كانت طبيعية، إذ إن اي خسارة اخرى قد يتعرض لها رجال المدرب غسان خواجة قد لا تكون مفاجئة، لكون هذا الفريق كان الاقل تحضيراً والاقل نشاطاً في فترة التعاقدات، وذلك في وقتٍ عملت فيه الاندية الاخرى على تعزيز صفوفها ولو بالحدّ الادنى مما هو متاح أو بحسب ما تعطيها امكاناتها.
لكن المفاجأة ستكون في حال لم يقدّم السلام أداءً افضل مما قدّمه في اللقاء امام النجمة، إذ إن طرابلس هو الآخر سقط بثلاثية نظيفة، وعلى ارضه، امام الصفاء في مباراته الماضية. ورغم الوضع الصعب للفريقين قبل انطلاق البطولة وبعدها، قد تكون افضلية طرابلس في خبرة غالبية لاعبيه الذين يمكنهم التفوّق على المجموعة الشابة التي تطغى على تشكيلة السلام، لكن هذا الامر مرهون بمدى عودة الفريق الى المستوى الذي قدّمه في بداية المشوار امام شباب الساحل، حيث اظهر امكانات لا بأس بها يفترض ان تمكنه من حصد النقاط كاملة امام الفرق التي تشبهه في المستوى والوضع العام.

العهد للتعويض جنوباً
الفريق الثالث الآخر الذي لم يحصل على اي نقطةٍ ايضاً هو التضامن صور الذي تلقى خسارتين قبل استضافته للعهد ايضاً يوم السبت (الساعة 15.30).
لقاءٌ يعرف الصوريون حجم صعوباته قبل بدايته، إذ إن العهد سيصل الى الجنوب ساعياً الى نفض غبار خسارته الصادمة امام الإخاء الاهلي عاليه، والتي احدثت ضجة كبيرة وبدأت تطرح علامات استفهام حول قدرة الفريق على الاحتفاظ بلقبه. لكن هذا الحديث لا يزال مبكراً، إذ إن العهداويين عانوا من نقصٍ في صفوفهم، والإخاء كان في افضل ايامه، ليبقى الاصفر الفريق الذي يخشاه اي منافس، وهو الذي استعاد ثلاثة من اصل اربعة من لاعبيه الذين اصيبوا بفيروس «كورونا»، وهم خليل خميس، حسين منذر، وجاد نور الدين، الامر الذي سيعطيه خيارات أكبر في الدفاع والوسط، رغم ان الغياب المؤثر الاهم هو للنجم احمد زريق.
وقد تكمن الصعوبة الوحيدة امام العهد في مباراته مع «سفير الجنوب»، في صعوبة ملعب بلدية صور، وخصوصاً ان التضامن سيسعى بكل ما لديه الى استغلال عامل الارض ومحاولة تغيير صورته، والخروج أقله بنقطة ثمينة.
عاش الساحل على وقع الانتقادات بعد مباراته مع البرج بسبب خطته الدفاعية المملّة


البرج مضغوط
الضغوط التي نتحدث عنها ليست مرتبطة فقط بالفرق التي تحتل المراكز الثلاثة الاخيرة، إذ إن البرج الذي يلعب مع الصفاء يوم السبت (الساعة 15.30) في بحمدون، قدّم وجهين في أول مباراتين، حاصداً نقطة واحدة.
تعادل الفريق الاصفر امام شباب الساحل كان مخيّباً، لا لانه لم يحقق الفوز الذي ينتظره جمهوره في كل مباراة يخوضها، بل بسبب الاداء السلبي الذي لم يرتقِ الى مستوى ما قدّمه امام العهد، حيث كانت صورة الخسارة افضل من ذاك التعادل الذي حققه في «دربي» الضاحية الجنوبية.
ويعلم البرجيون أن جمهورهم متطلّب، فهو يجد في الفريق امكانات كبيرة تجعل منه جاهزاً للفوز على اي خصم، لكن عليه اوّلاً اثبات هذا الامر انطلاقاً من اللقاء امام الصفاء الذي فاجأ الجميع بانطلاقته متعادلاً مع النجمة ومحققاً فوزاً كبيراً في طرابلس. وهذا الفوز تحديداً ربما يكون الدافع إلى تغيير الوضع العام الذي عرفه الفريق قبل انطلاق الموسم، حيث واجه صعوبات مختلفة، وهو الفوز الذي لا شك في أنه اعطى دفعة معنوية كبيرة للاعبين الشبان الذين يؤمن بهم المدير الفني اميل رستم، الذي يتميّز بالواقعية، إذ إنه يعرف مستوى وامكانات عناصره فيعطيهم مهمات بحسب ما تتطلبه كل مباراة، وهي مسألة قد تضع الصفاء في موقفٍ مريح في المرحلة الاولى من الدوري.

الإخاء للبقاء على الأرض
كذلك، يحمل يوم السبت (الساعة 15.30) مباراة ستكون محط الاهتمام، إذ يعود الإخاء الاهلي عاليه الى ملعب العهد لمقابلة شباب الساحل، متسلحاً بروحٍ معنوية عالية جداً.
لكن مدرب الإخاء فادي الكاخي سيكون حذراً من ناحيتين: الاولى هي إبقاء أقدام لاعبيه على الارض وترسيخ فكرة عدم الانجراف في نشوة اول مباراتين حيث حقق الفريق الجبلي انتصارين. أما النقطة الثانية فهي انه سيواجه فريقاً عاش على وقع الانتقادات بعد مباراته مع البرج بسبب الخطة الدفاعية التي أضفت الملل وعدم الفعالية على أدائه، ما يعني أنه سيكون مستعداً لتغيير صورته وتحقيق فوزٍ ثانٍ في البطولة.

الأنصار يبحث عن الكمال
اما الاحد (الساعة 15.30)، فسيكون الانصار في مهمة جنوبية عندما يقابل الشباب الغازية في صيدا.
صحيح أن الأداء الانصاري لم يرتقِ الى ما ينتظره الجميع من الفريق الاخضر، لكن الاهم هو الخروج بالنقاط الكاملة في كل مباراة، وخصوصاً ان الموسم لا يزال في بداياته، حيث هناك الوقت الطويل لتحسين الأداء، وتحديداً بعد اكتمال التشكيلة.
هذه المسألة يشدّد عليها المدرب العراقي عبد الوهاب أبو الهيل، الذي لا يبدو انه سيغيّر من رسمه التكتيكي على ارض الملعب، بل إن غالبية الاسماء التي اعتمد عليها اخيراً ستبقى حاضرة بانتظار اكتمال جاهزية حسين الدرّ ليزيد من الصلابة الدفاعية، وامكانية إشراك نادر مطر في مركزٍ خلف المهاجم، وهو أمر قد يحصل امام الغازية ولوقتٍ محدد في الشوط الثاني، بعدما انضم نجم النجمة السابق الى التمارين الجماعية، إثر فترة علاجٍ خضع لها بعد تعرضه لإصابة طفيفة في الركبة.
لكن على الانصار الحذر من فخ الغازية الذي يطمح، كغيره من الفرق التي تحاول صناعة المفاجآت، إلى الخروج بنتيجة إيجابية، وخصوصاً بعدما أعطى الفوز على التضامن صور الثقة للفريق.

النجمة في جوعٍ دائم
ثقةٌ دخل بها شباب البرج اللقاء امام الانصار، لكن شبانه سقطوا امام خبرة نجوم الفريق البيروتي. وهذه العقبة يأمل الفريق البرجي تخطيها عندما يقابل النجمة يوم الاحد (الساعة 16.05) في جونية.
صعوبة اللقاء امام الوافد الجديد الى الدرجة الأولى هي في مواجهته فريقاً جائعاً لتحقيق الانتصارات، ويملك حيوية كبيرة من خلال لاعبيه الشبان الذين اختبروا دوري الاضواء في سنٍّ صغيرة، وباتوا يعرفون كيفية التعامل مع المباريات ومتطلباتها. كذلك، يعيش النجمة اياماً جيدة بفعل الإشادات التي تلقّاها بعد فوزه المنطقي على السلام، وهو فوز يمكن بالتأكيد البناء عليه، لكن الاكيد ايضاً ان اللقاء امام شباب البرج لن يكون بالسهولة نفسها، فهذا الفريق وإن خسر امام الانصار فهو قدّم أداءً أفضل مما قدمته فرق خرجت متعادلة أو فائزة في المرحلة الماضية.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا