رغم توقف قسم كبير من النشاط الكروي في لبنان، كانت اللعبة حاضرة في عطلة نهاية الأسبوع على صعيدين: رسمي مع بطولتي الشباب الأشبال، وودي مع دورة «فورتين» على ملعب العهد. المشهد الأول أبقى بعض الأمل بإمكانية إقامة بطولات للفئات العمرية، وتحديداً بطولة الناشئين لاحقاً، أما المشهد الثاني فأثبت أن إقامة دوري بحضور الجمهور أمر صعب جداً بعد المشهد المؤسف الذي انتهت إليه مباراة النجمة والبرج يوم السبت.بين ملاعب العهد والأنصار وبحمدون والنجمة كانت كرة القدم اللبنانية تتصدر المشهد الكروي الذي لا يزال يحاول ان يحافظ على ما تبقى منه في ظل الأزمة الخانقة التي يمر بها لبنان. أمس، حسم فريق العهد المنافسة على لقب بطولة الشباب حين فاز على مضيفه الأنصار 5-0 ليؤكد إحرازه اللقب قبل أسبوع على نهاية بطولة الشباب، قاطعاً الطريق على منافسه التضامن صور الذي سيواجهه في الأسبوع الأخير. وكان العهد يحتاج الى نقطة من مباراتين، لكنه أنهى الأمور سريعاً أمس بفوزه الكبير على الأنصار الذي لا يزال يعاني على صعيد الفئات العمرية ويغيب عن المشهد كلياً، حيث يبدو تركيز الإدارة على الفريق الأول وحلم إحراز دوري لم يعد موجوداً أصلاً، مقابل إهمال للفئات العمرية التي من المفترض أنها خزّان أي فريق.
لم تُستكمل مباراة النجمة والبرج الودية بسبب إشكال كبير بين الجمهورين


في الأشبال، ضمن فريق السلام زغرتا لقب البطولة مستفيداً من خدمة قدمها له العهد بعد فوزه على النجمة المنافس للزغرتاويين. صحيح أن السلام قام بواجبه وفاز على فريق «أدفانسد سوكر» 2-1 على ملعب النجمة، لكن حسم اللقب جاء بهدية من العهد الذي فاز على النجمة 3-2 على ملعب بحمدون. فوز السلام وخسارة النجمة جعلا الفريق الشمالي يتصدر الترتيب برصيد 23 نقطة قبل أسبوع على نهاية البطولة. أما النجمة فقد تجمّد رصيده عند 18 نقطة وهو سيواجه السلام في ختام البطولة الأسبوع المقبل.
بقيت بطولة واحدة من الفئات العمرية غائبة عن الصورة: بطولة الناشئين (دون 17 عاماً). فمصير هذه البطولة لا يزال معلقاً بعد قرار الاتحاد اللبناني تعليق النشاط الكروي وحصر المنافسات فقط باستكمال البطولات التي انطلقت أي الشباب والأشبال والكرة النسائية. لكن كثيراً من الأصوات تعالت في الفترة القريبة الماضية تطالب الاتحاد بإقامة البطولة وهي وجهة نظر تبدو منطقية، في ظل عدم وجود مشاكل أساسية تواجه هذه البطولة بخلاف دوري الدرجات الأولى والثانية والثالثة. كما أن حرمان قطاع كبير من اللاعبين الصغار من اللعب سنة كاملة سيكون له ارتدادات سلبية على الجيل الجديد من اللاعبين.
في مكان آخر، كان ملعب العهد يحتضن مباراة النجمة والبرج ضمن دورة «فورتين« الودية. لم تستكمل المباراة التي كان النجمة متقدماً فيها 1-0 بهدف علي الحاج، بعدما حصل اشتباك كبير بين جمهوري الفريقين أدى الى توقف المباراة قبل دقيقتين على نهاية الوقت الإضافي.
مشهد شوّه الصورة الجميلة التي رُسمت على ملعب العهد وأثبت أن إقامة أي مباراة بحضور الجمهور ومن دون قوى أمنية أمرٌ شبه مستحيل. في الوقت عينه، لا يمكن إلقاء اللوم على الجهة المنظّمة في ظل صعوبة تأمين قوى أمنية لمباراة كرة قدم في وقت كان فيه وسط بيروت مشتعلاً بالاحتجاجات وأعمال الشغب على بعد بضعة كيلومترات.