تعقد أندية الدرجة الأولى في كرة القدم اجتماعاً موسّعاً اليوم في مقر نادي شباب الساحل عند الساعة السادسة مساءً، وذلك بعد اجتماعٍ مصغّر ضم خمسة أندية وعُقد قبل أيام تمهيداً لاجتماع اليوم. لقاء من المفترض أن يضع «ورقة تفاهم» حول الآلية التي ستُطرح في الجمعية العمومية في 27 الجاري لاستكمال الموسم. هذا وبرز موقف قانوني جديد لنادي الأنصار يشكّك في صلاحيات الجمعية العمومية بالبتّ في الموضوع.قبل أسبوعٍ على انعقاد الجمعية العمومية غير العادية للاتحاد اللبناني لكرة القدم في 27 الجاري في فندق البريستول، تجتمع أندية الدرجة الأولى اليوم لمناقشة مقترحات الاتحاد اللبناني حول آلية استكمال الموسم الكروي 2019 ـ 2020.
«الموضوع شائك ومعقّد». كلمات تختصر الوضع القائم قبل سبعة أيام على اجتماع الجمعيّة العموميّة. تحاول أندية الدرجة الأولى المنقسمة بين خمسة أندية (4+1) مصرّة على إكمال الموسم بصورة تنافسية قوية وتتويج بطل، مقابل سبعة أندية (6+1) لا تبدو متحمسة الى أن تكون هناك منافسة على الهبوط، وتريد إكمال الموسم «بالتي هي أحسن».
تملك الأندية الرافضة لوجود آلية هبوط أكثرية في الجمعية العمومية


العبارة الأخيرة تتلخّص في كلمتين: إلغاء الهبوط. فهناك ستة أندية هي الشباب الغازية، التضامن صور، السلام زغرتا، شباب البرج، طرابلس والصفاء ضد أي كلام عن «هبوط» إلى الدرجة الثانية في ختام الموسم، كما يقول أحد «القادة» في تحرّك الأندية الستة و«رأس الحربة» فيه إلى «الأخبار». وتشير المعلومات إلى أن هناك ناديين من الأندية الستة ليسا فقط مع إلغاء الهبوط، بل مع إلغاء الموسم برمّته.
قبل أيام بدأ الأنصار عبر رئيسه نبيل بدر بتحرّك لوضع آلية يتم طرحها في الجمعية العمومية. اتصالات بالمسؤولين عن الأندية من رئيس نادي العهد تميم سليمان إلى رئيس نادي النجمة أسعد صقال ورئيس نادي شباب الساحل سمير دبوق وأمين سر نادي الشباب الغازية علي حسون (الأخير ممثلاً للأندية الستة) ليخرج بورقة أعلن عنها، أُتبعت باجتماع مصغّر في نادي البرج ضم أندية العهد والأنصار والنجمة وشباب الساحل والبرج. تناقش المجتمعون في المقترحات المطروحة وتوافقوا على عقد اجتماع موسّع اليوم، أُعلن عنه ببيان عقب الاجتماع، لكن الدعوة الرسمية إليه تأخرت حتى ما بعد ظهر أمس!


اللافت في الاجتماع المصغّر غياب رئيس نادي الأنصار نبيل بدر حيث حضر بدلاً منه أمين السر عباس حسن. مصادر مقربة من بدر أشارت إلى أن سبب الغياب هو تململ بدر بسبب «عدم صدقية الأندية الأخرى» ما دفعه الى إرسال حسن بدلاً منه، لكنه بقي على تواصل هاتفي معه في معظم الأوقات!
يبدو موقف الأنصار محيّراً على أكثر من صعيد. يتحدث رئيسه بدر في بيانه عن ضرورة وجود لاعبين أجانب في البطولة، ومن ثم ينتهي موقف ممثله في الاجتماع بالتمني على المجتمعين اعتماد أجانب مقابل رأي عام بعدم وجود أجانب. من جهة يقدّم بياناً يطرح فيه آلية لاستكمال الموسم لإقرارها في الجمعية العمومية، وفي الوقت عينه يصدر بياناً آخر يشكك في قانونية الجمعية العمومية وصلاحية تعديلها لنظام البطولة. يتوافق مع الأندية الرافضة للهبوط ويصدر بياناً بذلك، ومن ثم يتوافق مع الأندية الخمسة المجتمعة بضرورة وجود آلية للهبوط.

يلخّص أحد الـ«مخضرمين» والمتابع للاجتماعات موقف الأنصار بالقول، إن كيفية الحصول على اللقب هي الهاجس، ويأتي في طليعتها إلغاء مفاعيل خسارته أمام النجمة في الأسبوع الأول، إما عبر إعادة الذهاب، أو اعتماد مربع ذهبي من دون احتساب نقاط المرحلة المنتظمة، وهو أمرٌ لا يحبذه نادي العهد تحديداً بحسب أمين سره محمد عاصي الذي يريد احتساب نقاط الفريق وحملها إلى المربع الذهبي.
في المقابل عين النجمة على موضوع اللاعبين الأجانب، حيث يعارض رئيس النادي أسعد صقال وجودهم بسبب صعوبة تأمين رواتبهم بالدولار.
أيّ اقتراح يتضمن آلية للهبوط سيسقط في الجمعية العمومية بحسب المنطق


المهم أن الاجتماع الخماسي خلُص إلى عدم الاتفاق على صيغة نهائية وإن كان هناك توجّه لدى الأندية لإجراء مربع ذهبي ووجود آلية للهبوط. الكلمات الأخيرة كافية لـ«إطلاق صفارات الإنذار» لدى الأندية الستة الرافضة لأي شكل من أشكال الهبوط، وهي مستعدة للذهاب بعيداً والانسحاب من البطولة، من دون أن يحسم ذلك أكثر من مسؤول، بانتظار ما سيتم إقراره في الجمعية العمومية.
تدخل هذه الأندية إلى اجتماع اليوم ومن بعده اجتماع الجمعية العمومية وفي يدها ورقة قوية: أكثرية الجمعية العمومية. ليس فقط على صعيد أندية الدرجة الأولى بل في الثانية والثالثة والرابعة. أمرٌ ظهر واضحاً من خلال أندية الجنوب الـ12 التي اجتمعت وأصدرت بياناً وضعت فيه آلية لاستكمال الموسم يتضمّن إلغاء الهبوط.


وعليه، فإن أي اقتراح يتضمن آلية للهبوط سيسقط في الجمعية العمومية بحسب المنطق، إذ يُفيد أحد «اللاعبين الرئيسيين» في الموضوع أن هناك تكتلاً من 6 أندية في الدرجة الأولى من أصل 12، و11 نادياً في الدرجة الثانية من أصل 12 (باستثناء نادي الراسينغ) إلى جانب جميع أندية الدرجة الثالثة والرابعة، يرفض وضع آلية للهبوط. وبالتالي فإن هؤلاء يشكلون أكثرية ساحقة قادرة على إسقاط أي طرح لا يناسبهم.
وفي ظل الصورة القائمة يفيد أحد العارفين في خبايا الاجتماعات أن الأمور ستنتهي إلى إقرار آلية تستكمل الذهاب مع مربع ذهبي بصفر نقاط وإلغاء للهبوط مع اعتماد لاعبين أجانب بشكل اختياري. رأي ستتوضح صورته في اجتماع اليوم والذي سيحدد الآلية النهائية التي ستُطرح على الجمعية العمومية.


الأنصار: لا يحقّ لاجتماع الجمعية العمومية المقبل إلغاء الهبوط!


يعيش نادي الأنصار حالة من الازدواجية على صعيد التعاطي مع موضوع استكمال الموسم الكروي. فمن جهة يقدم اقتراحات للجمعية العمومية، وفي القوت عينه يقدّم مطالعات قانونية تؤكّد عدم جواز بتّ موضوع استكمال الموسم في الجمعية العمومية. ففي أقل من أسبوع صدرت ثلاثة بيانات عن نادي الأنصار. الأول وضع من خلاله آلية لاستكمال الموسم، والاثنان الآخران يفندان المخالفات القانونيات بما اقترحه الاتحاد وستقرره الجمعية العمومية. أمس صدر البيان الثاني الرافض لقانونيّة إقرار الجمعية العمومية لآلية استكمال الموسم. فبرأي الأنصار إن أي آلية هي من صلاحية اللجنة التنفيذية التي يعود إليها الحق في ما يتعلق بالأنظمة الفنية، في حين أن صلاحيات الجمعية العمومية هي تعديل النظام الداخلي والأساسي فقط. ويرتكز أحد «الأنصاريين المخضرمين» إلى مثالٍ يتعلّق بمسألة إدراج بند إلزامية إشراك لاعبين دون 22 عاماً في الدرجة الأولى بعدد معيّن من الدقائق، حيث إن الاتحاد وضع الآلية ولم تُطرح على الجمعية العمومية، فكيف يتم اليوم طرح آلية تعديل عدد الدقائق المطلوبة على الجمعية العمومية. وهناك أمثلة عديدة برأي الأنصاري تؤكّد ذلك ومنها عدد اللاعبين الأجانب والذي لم يقر في الجمعية العمومية.
وبالنسبة إلى الرأي القانوني الأنصاري فإن من صلاحيات الجمعية العمومية تعديل نظام الهبوط، كإلغائه مثلاً، كما حصل في بطولة الدرجة الثالثة في الموسم الماضي، لكن هنا يأتي رأي أنصاري أيضاً بأن هذا لا ينطبق على الجمعية العمومية غير العادية التي ستنعقد الجمعة المقبلة. فمن يظن أنه قادر على تعديل هذا الموضوع في هذه الجمعية مخطئ برأي «الأنصاري القانوني».
«فهذه جمعية عمومية استثنائية لا يمكن التعديل في جدول أعمالها المرسل الى أعضاء الجمعية قبل 15 يوماً. وفي هذا الجدول لا يقترح الاتحاد إلغاء الهبوط بل يعدّل في آليته. وأي توجّه لإلغاء الهبوط في هذه الجمعية سيكون غير قانوني. فإذا كان الاتحاد يريد من الجمعية العمومية إلغاء الهبوط فعليه الدعوة إلى جمعية عمومية استثنائية بجدول أعمال جديد يتضمن إلغاء للهبوط» يقول القانوني الأنصاري لـ«الأخبار».
في الوقت عينه، هناك رأي اتحادي ينطلق من أن الجمعية العمومية هي صاحبة القرار في كل شيء ويحق لها تعديل ما تراه مناسباً، كما أن اللجنة التنفيذية هي من ستعتمد قرار الجمعية العمومية. أضف الى ذلك أن الظروف استثنائية على جميع الصعد، وبالتالي يمكن اعتبار «الظروف القاهرة» التي تمر بها البلاد قاعدة لإقرار ما هو في مصلحة اللعبة والأندية واللاعبين حتى لو كانت هناك وجهة نظر قانونية أخرى.