بعد غيابٍ منذ المشاركة في كأس آسيا العام الماضي، يعود منتخب لبنان لكرة القدم للصالات إلى الساحة القارية، ساعياً لتأهّل جديد للبطولة القارية، وهو الذي لطالما كان من أبرز ضيوفها وندّاً عنيداً لكبارها.ويلعب المنتخب اللبناني في المجموعة الثانية إلى جانب السعودية وسلطنة عمان وقطر. في حين تضم المجموعة الأولى العراق والكويت والبحرين وفلسطين والإمارات.
ويخوض منتخب لبنان اليوم الساعة 13.00 بتوقيت بيروت أولى مبارياته أمام عُمان في التصفيات التي تستضيفها البحرين بنظام التجمّع حيث يتأهل متصدر ووصيف كل مجموعة إلى النهائيات، على أن يلتقي صاحبا المركزين الثالث من كل مجموعة في مباراة فاصلة لتحديد البطاقة الخامسة. أما المباراة الثانية فستكون يوم الجمعة أمام السعودية عند الثالثة بعد الظهر، ثم يلتقي قطر عند الساعة 13.00 من يوم الأحد.
وضع المنتخب لا يبدو سيئاً على الصعيد الفني، إذ يكفي أن يعود إلى قيادته الفنية الإسباني باكو أراوجو ليحضر الاطمئنان، فلاعب برشلونة السابق كان قد حمل المنتخب إلى النهائيات الآسيوية ثلاث مرات متتالية، بدأها في تصفيات عام 2011، قبل أن ينتهي عقده مع ختام كأس آسيا 2016 حيث كان يسعى للتأهل إلى كأس العالم.
لكن تعيين أراوجو هذه المرّة لم يكن كما يرغب الرجل المعروف عنه تطلعه الدائم إلى تحضيرات طويلة الأمدّ ومكثّفة على صعيد التمارين والمباريات، إذ بقي المنتخب من دون مدرب منذ كأس آسيا الماضية حتى عاد الإسباني إلى منصبه في أواخر آب الماضي.
مع مدربه السابق يعتمد لبنان في التصفيات بشكلٍ اساسي على «الحرس القديم»


ورغم الفترة القصيرة ينتظر أن يتأهّل المنتخب، إذ أن اراجو، الذي بدّل من مقاربة اللعبة فنياً وغيّر وجهها عند وصوله إلى لبنان قبل 8 سنوات، يعرف متطلبات التصفيات والمنتخبات المنافسة. كما أنه لم يخاطر في استدعاء لاعبين جدد رغم حاجة المنتخب إلى دماء جديدة، فاعتمد على غالبية عناصر الحرس القديم، فاقتصر استدعاؤه للاعبين شبان على الحارس البديل ربيع جويدي، والثلاثي ستيف كوكوزيان، جورجيو الخوري وجمال سلوان، وهم كانوا في قلب إنجاز منتخب لبنان للشباب الذي بلغ ربع نهائي كأس آسيا حيث خرج بصعوبة أمام إيران.
من هنا، لجأ اراوجو إلى تكثيف التمارين منذ مطلع الشهر الماضي، حيث ركّز بدايةً على اختبار مدى جهوزية اللاعبين الذين لم يسبق لهم اللعب في المنتخب، الذي فاز وديّاً على فلسطين 9-2، والعراق 5-2، إضافة إلى تعادلٍ 2-2 مع الأخير.
مباريات لا شك في أنه فرض فيها أسلوبه المعتاد، وهو الذي يهوى الضغط على الخصم بشكلٍ كبير، وهي نقطة قد تخدمه اليوم أمام عُمان التي سيكون لاعبوها مربكين من الأسلوب اللبناني المذكور، وهم الذين لا يملكون خبرة دولية واسعة. وهذه المباراة تحديداً قد يضع من خلالها لبنان قدماً في النهائيات، إذ أن الخصم الآخر أي القطري لم يصل بلاعبيه الأساسيين بل بمنتخبٍ شاب ومن دون مجنسين كما جرت العادة، لتكون المواجهة الأصعب مع السعودية التي يقودها الإسباني لويس فونسيكا الذي سبق أن قاد الكويت إلى المونديال، علماً أن «الأخضر» قام بأفضل استعداد للتصفيات، حيث دخل معسكرات في أوروبا وشارك في دورات خارجية، ما يجعله جاهزاً تماماً للمنافسة على الصدارة.
لذا سيكون اعتماد لبنان على عناصره الناضجة، وخصوصاً تلك التي لمعت على ساحة الأندية الآسيوية أخيراً، أمثال علي طنيش «سيسي» وأحمد فخر الدين (يعاني من التهابات في الركبة لكنها لن تهدد مشاركته اليوم) المنتقل حديثاً للاحتراف مع نفط الجنوب العراقي، وكريم أبو زيد الذي علمت «الأخبار» أنه سيخوض آخر مهمة وطنية كونه سيترك اللعبة ولبنان لأسبابٍ مهنية ستدفعه للسفر إلى اأفريقيا، ما سيشكل خسارة كبيرة للمنتخب، وهو الذي تحوّل ركيزة اساسية فيه وأفضل لاعبي الجيل الحالي، حيث لعب دوراً قيادياً بعد أن تم استدعاؤه من قبل أراوجو فور توليه مهمة تدريب المنتخب اللبناني.