التأهّل إلى دور الـ16 في أي بطولة، عادةً، ليس أمراً صعباً. ثمّة دورٌ واحدٌ فقط يجب تخطّيه، لكن الفرق اللبنانية والمنتخبات الوطنية فشلت في تحقيق ذلك ضمن مشاركاتها الآسيوية والعربية، باستثناء مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، واليوم يبدو النجمة قريباً من العبور، ليس أقرب من المرة السابقة التي تعادل فيها ذهاباً مع الأهلي المصري على أرضه من دون أهداف، لكنه أكثر أملاً بالتغلّب على منافسه الترجي، في ظل الحالة الانتقالية التي يعيشها، من تغييرات في فريقه تمثّلت في بيع بعض النجوم الذي أسهموا في الفوز خلال دوري أبطال أفريقيا، ذلك، إلى جانب العرض الذي قدّمه النجمة في بيروت، وفوزه في أول مباراتين له ضمن بطولة الدوري المحلي.تغلّب النجمة على غريمه الأنصار، وفاز على التضامن صور وهو في صدارة الدوري، لكن الأمور ليست جميلةً إلى هذا الحد، أو بما معناه، يُدرك جمهور النادي، وجماهير الأندية المنافسة، أن النجمة يحتاج إلى أكثر من هدفٍ في الوقت المحتسب بدلاً من ضائع، وركلة جزاء، للفوز بلقب الدوري، لكن بعض هؤلاء المشجعين يبالغ أيضاً في الانتقاد. المواجهة مع المنافسَين لم تكن سهلة، وربما اللقاء مع التضامن صور يكون أصعب من مواجهاتٍ مع فرقٍ تُعدّ أقوى. لاعبو النجمة سدّدوا 13 مرة على المرمى الصوري وخارجه، مقابل 12 مرة بمواجهة الأنصار، الذي يُعدّ أقوى دفاعياً، وكان يواجه منافسه بلاعبَي ارتكاز، والسبب يعود إلى التكتّل الدفاعي الذي يعتمد عليه التضامن في معظم مبارياته، خاصةً تلك التي يواجه فيها الفرق المنافسة على اللقب، ويُصعب عبر طريقة لعبه تنفيذ خطط الفريق المنافس، الذي يلجأ غالباً إلى العرضيات عن الطرفين والتسديد من بعيد. لكن ذلك لا يعطي المدرب المصري محمد عبد العظيم مبرراً لعدم ترجمة الفرص من اللعب المفتوح إلى أهداف، طالما أن فريقاً منافساً على الألقاب يحتاج دائماً إلى إيجاد الحلول، لكن ربما قلة فاعلية إدمون شحادة على الجانب الأيسر، على عكس فايز شمسين المتحرّك والنشيط أكثر يميناً، تُصعّب الأمور.
يعتبر فايز شمسين اللاعب الأكثر نشاطاً بين زملائه في الفريق


اللاعب المنتقل من السلام زغرتا، أي إدمون شحادة، والذي يعوّل عليه الجمهور لتعويض غياب حسن معتوق، لم يقدّم الكثير بعد، وقلة جاهزيته البدنية فرضت على المدرب في المباراة الأخيرة استبداله حتّى قبل الدقيقة الـ60. معركته مع الوقت، في ظل وجود عددٍ من اللاعبين الذين يشغلون مركزه، بمن فيهم شمسين، تفرض عليه تقديم نفسه سريعاً، وقد تكون مواجهة الترجي فرصة جديدة له لتثبيت مركزه في التشكيلة الأساسية. «عظيمة» يعتمد عليه طالما أنه لا يزال الأفضل بين نظرائه، لكن الجهاز الفني يعلم أيضاً أن اللاعب قادرٌ على تقديم المزيد، كما الجمهور، الذي يغض النظر حالياً عن المستوى الذي ظهر عليه «إدي»، طالما أن الفريق يفوز، لكن عند التعثّر، ستوجّه الانتقادات إلى اللاعب إذا لم يبدأ بتنشيط جهته ومساعدة زملائه هجومياً بشكلٍ أكثر فعالية. بطبيعة الحال، غياب نادر مطر عن المباراة الماضية صعّب الأمر على شحادة وعلى غيره، لكن التهليل الجماهيري لشمسين لا يأتي فقط لأنه سجل هدفين من ركلتي جزاء وصنع هدفاً من ركنية، بل لأن اللاعب هو الأكثر نشاطاً بين زملائه، بل هو من تحصّل أساساً على الركنية الأولى التي حصل من خلالها فريقه على ركلة جزاء أمام الأنصار، والركنية الثانية التي صنع عبرها هدف الفوز على التضامن.
عموماً، بمواجهة الترجي لن يكون التسجيل أمراً سهلاً، لكنه مفروض، ما دام المنافس فرض التعادل الإيجابي في بيروت. كما المواجهة العربية السابقة، سيكون الاختبار الأصعب على المدافعين، ولو أن الخط الخلفي يبدو أفضل من غيره، بل يقوم بواجب غيره أيضاً، إذ سجّل قاسم الزين أحد أهداف الفريق الثلاثة في الدوري، وتحصّل بنفسه على ركلة جزاء، كما فعل الظهير علي حمام.
أما الترجي فقد فاز في المباراتين اللتين لعبهما على أرضه بعد لقاء النجمة، لكنه تعادل خارج الملعب الأولمبي برادس، مُسجّلاً خمسة أهدافٍ في المباريات الثلاث، فيما تلقّى مرماه ثلاثة أهداف. التعادل معه بأكثر من هدف، أو التغلّب عليه، ليس أمراً مستحيلاً، لكنه صعبٌ حتماً.



عبد العظيم: قادرون على الفوز
أكد المدير الفني لفريق النجمة، المصري محمد عبد العظيم، في المؤتمر الصحافي الذي يسبق مباراة فريقه مع الترجي التونسي، أن النجمة قادر على الفوز إياباً، بعدما حقق نتيجةً إيجابيةً ذهاباً في العاصمة بيروت، لافتاً إلى أن الفريق يسير على السكة الصحيحة. وقال قائد الفريق علي حمام من جهته: «نسعى بكل قوتنا إلى تحقيق نتيجة إيجابية ترضي جمهور النجمة وتشرّف الكرة اللبنانية»، مؤكداً أن الترجي يملك تاريخاً عريقاً كما النجمة، مشيراً إلى أن حجم عطاء اللاعبين على أرض الملعب يحدّد النتيجة.