للمرة الثالثة توالياً، حقق العهد لقب كأس السوبر المحلّي، بعد فوزه على الأنصار (2-1) على ملعب صيدا البلدي، مقلّصاً فارق الألقاب أكثر مع منافسيَه، الأول الذي تغلّب عليه، والثاني النجمة. حامل لقب الدوري وكأس لبنان، ظهر ربما، بواحدةٍ من أضعف نُسخه، خاصةً في الشوط الأول، وعلى الرغم من ذلك، لم ينجح الأنصار بالتفوّق عليها واستغلال الفرص التي أتيحت له. حتّى هدفه الوحيد سجّله الحارس محمد حمود خطأً في مرماه. خسارةٌ معنويةٌ أكبر من سابقتها للفريق الذي يواجه النجمة في افتتاح الدوري الجمعة المقبل، وإنذارٌ أخيرٌ لـ«الأصفر» قبل مهمّته الآسيوية.
سبعُ مبارياتٍ لعبها الأنصار منذ أيار الماضي، بينها نهائي كأس لبنان ونهائي كأس النخبة، ومباراة كأس السوبر، أخفق بالفوز في جميعهما. الفريق الذي رُكِّب فعلياً ليكون بطلاً، يجد نفسه مجدداً بعيداً عن منصّات التتويج. مشكلة الدفاع التي واجهها في المباراة ما قبل الماضية أمام شباب الساحل بقيَت هي نفسها مع اختلاف الأسماء. عاد عدنان حيدر إلى خط الوسط لفرض التوازن، لكن وجود حسام اللواتي معه بدلاً من جهاد أيوب لم يكن قراراً موفّقاً من المدرب السوري نزار محروس. شارك عبد الله طالب برفقة الغيني أبو بكار كمارا، والأخير انضم لتوّه إلى الفريق، فيما لعب حسن بيطار على الجهة اليمنى ليكون بديلاً لحسين عواضة، بديل نصار نصار. وضع الأنصار ثقله في الهجوم، وهنا المشكلة الفعلية والسؤال المطروح، هل يحتاج الفريق حقاً لهذا العدد من المهاجمين؟
صحيحٌ أن لاعبي الأنصار لم يسجلوا أي هدف، على الرغم من وجود الحاج مالك تال وحسن معتوق وحسن شعيتو «موني» وسوني سعد ومعهم اللواتي على أرض الملعب، لكن الفرص التي سنحت لهم كانت كثيرة. «الأخضر» كان الأقوى هجومياً في الموسم الماضي، وهو غالباً، ليس بحاجةٍ إلى هذا الكمّ من اللاعبين في الخط الأمامي، وسحب لاعبٍ واحدٍ من هؤلاء، واستبدال آخر به، مع حيدر، قد يمنع العهد من تسجيل هدفٍ على الأقل عبر هجماته المرتدة. الفكرة، أن خط هجومٍ يتألّف من معتوق في مركزه، على الجهة اليسرى، مقابله سوني سعد أو حسام اللواتي، وأمامهما الحاج مالك، وخلفهم «موني»، كافٍ لصناعة الفرص الهجومية وتسجيل الأهداف، بل ربما هو الخط الهجومي الأقوى في البطولة، لكنه يحتاج بطبيعة الحال إلى من يربط الخطوط ويدافع قبل وصول المنافسين إلى الخط الخلفي، وهذه المهمة لا يمكن أن يقوم بها حيدر وحده، أو معه لاعبٌ بميزاتٍ هجومية، والأنصار يملك الحلول، إن كان عبر أيوب أو طالب أو غيرهما.
عموماً، لا يُتوقّع أن تلعب التشكيلة عينها أمام النجمة. عودة معتز بالله الجنيدي متوقّعة، ومشاركة أيوب كذلك. الاعتماد على معتوق خلف المهاجمين خطوةٌ اتخذها العديد من المدربين، ولم تنجح غالباً في معظم المباريات، ليس لأن اللاعب غير قادرٍ على إمداد رفاقه بالكرات، بل لأن الفريق يكون قد خسر مهاجماً مزعجاً على الطرف الأيسر، قادراً على سحب المدافعين معه. وبوجود الحاج مالك واللواتي و«موني»، يكفي الأنصار أن يمرر معتوق كرات كتلك التي لعبها في الدقيقة الأخيرة من المباراة الماضية من الجهة اليمنى.
مراحل الدوري طويلة، ومشكلة الأنصار ليست مشكلةً فعلاً، بما أن الحل بيد المدرب، لكن العهد ليس أمامه سوى مباراتين حتّى يصل إلى نهائي كأس الاتحاد الآسيوي. الشكل الذي ظهر عليه بالأمس، يُشبه ذلك الذي قدّمه أمام الاتحاد السعودي في كأس محمد السادس للأندية الأبطال، لكن مستوى المنافس يختلف، وليس للعهد حجةٌ بـ«الضياع» الذي بدا على مدافعين بشكلٍ خاص. غياب السوري أحمد الصالح ليس مبرراً، فالمدرب باسم مرمر اعتمد على الثنائي خليل خميس ونور منصور كثيراً. كلاهما ارتكبا ثلاثة أخطاءٍ فادحة، لم يستغلها لاعبو الأنصار، حتى سُجّل الهدف في مرماهم بعد تشتيتٍ خاطئٍ من خميس، ارتدت الكرة بعده من القائم إلى يد الحارس حمود وصولاً إلى داخل المرمى. حسين دقيق أخطأ هو الآخر واستدرك خطأه بسرعة. لكن مقابل هذه الأخطاء، كسب العهد المهاجم الذي يحتاجه بعد انتقال محمد قدوح إلى الدوري البنغلادشي. التونسي أحمد العكايشي سجل هدفي الفوز، وثانيهما جاء بمجهودٍ فردي، منطلقاً من منتصف الملعب ومتخطياً لاعبَين قبل تسديده الكرة إلى يمين الحارس نزيه أسعد. الإيجابية الثانية كانت في الأداء الذي قدّمه لاعب الوسط وليد شور الذي عوّض غياب الغاني عيسى يعقوبو.
الأكيد أن كِلا المدربين ليسا راضيين عمّا قُدّم، والمؤكد أكثر أن للمشكلات حلولاً، فنية وذهنية، والأداء في البطولة المحليّة من المفترض أن يشهد تنافساً كبيراً بين الفريقين، ومع النجمة وسائر الفرق.


ظهورٌ «مؤسفٌ» لملعب صيدا
بعد توقّفه عن احتضان المباريات لأشهرٍ عدة في فترة صيانة مظلّة المنصة الرئيسية، استضاف ملعب صيدا البلدي مباراة كأس السوبر التي لم تكن من المفترض أن تُلعب على أرضه. ظهورٌ «مؤسفٌ» للملعب الذي بدا غير جاهزٍ أبداً لإقامة المباريات عليه، على الرغم من أن لجنة الملاعب في الاتحاد اللبناني لكرة القدم، جدوَلت سبع مبارياتٍ من الدرجة الأولى عليه، بدايةً من الاسبوع الثاني. عشبٌ طويلٌ منع تحرّك الكرات بنحو سليم، خطّا تماس، وشباكٌ غير مربوطةٍ بالمرمى، أجّلت انطلاق الموسم سبع دقائق. الإهمال المستمر في المرفق الرياضي يتكرر في كل موسم!