حُلم العهد برفع لقب كأس الاتحاد الآسيوي بات أقرب من أي وقتٍ مضى. بطل لبنان تغلّب أمس الاثنين على مضيفه الوحدات الأردني بهدفٍ دون رد على ملعب الملك عبد الله الثاني، ضمن ذهاب نصف نهائي منطقة غرب آسيا، في كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. هدف محمد قدوح وتمريرة محمد حيدر ودفاع الفريق طوال 90 دقيقة، كل ذلك رسم طريق الوصول إلى نهائي المنطقة على حساب الوحدات، الذي تلقّى خسارته الآسيوية الأولى على أرضه بعد عشر مبارياتٍ وأربع سنوات.العهد الآسيوي ليس هو العهد المحليّ. التشكيلة تتغيّر، خط الدفاع يتوسّع، والهجوم يُصبح أقل فاعلية. المنافس غالباً أفضل من النجمة، ثالث الدوري في لبنان، طالما فاز عليه ذهاباً وإياباً، وقد يكون أفضل من الأنصار أيضاً. هو ثامن أكثر الفرق تسديداً على المرمى في المسابقة القارية، وبالتالي الحسابات تتغيّر على أرض الملعب، والهجوم المتواضع الذي دافع أمامه العهد بمواجهة معظم فرق الدوري، لن يكون هو عينه أمام ثالث الدوري الأردني، ولو أن خط هجومه سجّل عدد الأهداف عينها التي سجّلها النجمة، والدوري في الأردن لا يختلف كثيراً عن نظيره في لبنان، فهناك سبعة فرقٍ أيضاً تملك فارق أهدافٍ سلبياً. أمام الوحدات غاب الظهير الأيسر حسين دقيق ولاعب الوسط الغاني عيسى يعقوبو، لكن الرسم الذي يعتمده المدرب باسم مرمر خلال المواجهات الآسيوية لم يتغيّر. جناحا «الأصفر» أحمد زريق وربيع عطايا كان لهما دورٌ دفاعيٌّ أيضاً، لكن الخط الهجومي لم يصل إلى مرمى الوحدات حتى الدقيقة 80. عطايا لم يتمكّن من تقديم الكثير لفريقه على الجهة اليمنى، فكان لا بد من التغيير السريع بإشراك محمد حيدر. هنا كانت نقطة التحوّل في المباراة. مشاركة حيدر، المتوقّعة أساساً، لم يكن الهدف منها تنشيط الجهة اليمنى أكثر من تقصير المسافة بين قدوح والمرمى الأردني عبر التمريرات الطويلة والعرضية خلف المدافعين. لعب حيدر ثلاث تمريرات إلى زميله المهاجم حتّى نجح أخيراً بصناعة هدف المباراة الوحيد بالتمريرة الرابعة، ليسجّل قدوح هدفه الآسيوي الخامس.
تلقى الوحدات خسارته الآسيوية الأولى على أرضه بعد 10 مباريات و4 سنوات


خطّة العهد الدفاعية نجحت في إيقاف مهاجمي الوحدات من جميع الجهات. زريق وعلي حديد أغلقا الجهة اليسرى، وحسين الزين دافع على الجهة اليمنى برفقة نور منصور. الدور الأكبر كان لقائد الفريق هيثم فاعور في وسط الملعب، بمساندة حسين منذر وخلفهما خليل خميس وأحمد الصالح. هذا التكتّل أجبر لاعبي الوحدات على التسديد من خارج المنطقة، لكن الحارس مهدي خليل أبعد تسديدتين لأصحاب الأرض. هي المرة الأولى التي يخسر فيها العهد الاستحواذ بعد أول لقاءٍ آسيوي بمواجهة القادسية الكويتي، حين لعب الفريق شوطاً كاملاً بعشرة لاعبين، لكن المباريات الإقصائية لا يكون الهدف منها تقديم المتعة للجماهير، حتّى ولو أن هذا الأمر لم يفعله العهد في دور المجموعات. الفريق أراد العودة إلى بيروت بشباكٍ نظيفة وكان له ذلك، مع فارق هدفٍ له، سيعزز من حظوظه في التأهّل إلى النهائي، خاصّة بعد عودة دقيق ويعقوبو إلى التشكيلة.
المواجهة الثانية ستكون على ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية الاثنين المقبل، في زيارةٍ هي الثانية للوحدات هذا العام لبيروت. مباراةٌ ستكون تاريخيةً بالنسبة إلى بطل لبنان الذي يحاول الوصول إلى نهائي المنطقة للمرة الأولى، وما عليه سوى أن يقدّم الأداء عينه في مواجهة الإياب حتّى يضمن التأهّل.