منذ حوالى الشهر، لم تتوقف أخبار الانتقالات في كرة السلة اللبنانيّة. فور انتهاء موسم (2018 ــــ 2019)، بدأ نادي المريميين الشانفيل العمل على تدعيم صفوفه، لتتبعه الأندية الأخرى سريعاً. خلال الأسابيع الماضية، كانت الأندية اللبنانية «تتصارع» من أجل التوقيع مع اللاعبين اللبنانيين، قبل أن تفتح ملف اللاعبين الأجانب. حافظ الرياضي ــــ بيروت على لاعبيه، وفي مقدمهم وائل عرقجي والمخضرم اسماعيل أحمد. الأمر لم يكن مفاجئاً، لكن المفاجأة الكبرى جاءت من ملعب غزير، وتحديداً عندما أعلنت إدارة النادي الأخضر الجديدة برئاسة إيلي يحشوشي تخليها عن اللاعب صباح خوري. الأخير لعب 12 عاماً بقميص نادي الحكمة، حتى إنه رفض الخروج من غزير في أصعب الظروف التي مر بها النادي، وخاصة بعد استقالة الرئيس التاريخي لـ«القلعة الخضراء» أنطوان الشويري. مسيرة صباح خوري مع الحكمة كانت بين (2002 ــــ 2005)، (2007 ــــ 2009)، (2010 ــــ 2012)، و(2015 ــــ 2019). لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يخرج خوري بهذه الطريقة التي أقل ما يقال فيها إنها «غير لائقة»، بحق نجم وقف إلى جانب النادي في أصعب الظروف، وحتى إنه لم يتلقّ راتبه خلال فترات طويلة، أو أنه كان يتقاضى الراتب على دفعات متقطعة نتيجة الظروف الصعبة التي مر بها النادي في السنوات الأخيرة.قرار الإدارة لاقى ردود فعل غاضبة ومستنكرة، من قبل شريحة كبيرة من جماهير النادي الأخضر، التي اعتبرت انه لا يجوز أن يُعامل صباح خوري بهذه الطريقة، بعد كل ما قدمه للنادي على مدى السنوات. اللاعب عبر عن حزنه وغضبه على القرار، مؤكداً أنه كان يتمنى أن ينهي مسيرته مع النادي الأخضر، وأن لا يكون خروجه من الحكمة بهذه الطريقة. وعزت مصادر متابعة للملف أن القرار باستبعاد خوري، والاعتماد على لاعبين صغار السن، مقابل التعاقد مع ثلاثة لاعبين أجانب مميّزين، بينهم والتر هودج، كان قراراً فنياً خالصاً. بالمقابل، أكدت مصادر لـ«الأخبار» أن قرار استبعاد خوري كان إدارياً بالدرجة الأولى، وذلك بسبب أن اللاعب لم يشارك في التحركات والتظاهرات التي نظمتها الإدارة الحالية (لم تكن حينها في منصبها) ضد الإدارة السابقة لنادي الحكمة، وحتى إن اللاعب لم يوقّع على العريضة التي وقّع عليها لاعبون في النادي، للمطالبة برحيل الإدارة السابقة، وذلك بحسب المصادر.
أكدت مصادر لـ«الأخبار» أن قرار استبعاد خوري كان إدارياً بالدرجة الأولى بخلاف ما أشيع


الجميع يذكر الموسم قبل الماضي، حينها كان الحكمة يعاني ماليّاً وإدارياً، لكن صباح خوري قاد مجموعة من اللاعبين صغار السن للفوز على نادي المريميين ــــ الشانفيل، الذي كان حينها مدججاً بالنجوم، في مرحلة ربع نهائي بطولة لبنان لكرة السلة. حينها قال خوري «​نادي الحكمة​ هو منزلي ومسيرتي، المال يأتي في آخر القائمة، فأنا ألعب للقميص». كل التضحيات لم تشفع للاعب بالبقاء ولو إدارياً أو مساعداً فنياً في النادي، ليطوي صباح خوري صفحة الحكمة، ويتطلع إلى مشوار جديد، لن يكون طويلاً في كرة السلة اللبنانية، والأكيد أن فيه غصة كبيرة.
خروج صباح خوري من الحكمة بهذه الطريقة يذكّر بما حصل مع واحد من أفضل المدربين في لبنان في السنوات الأخيرة. قاد باتريك سابا نادي بيروت من دوري الدرجة الثانية إلى دوري الأضواء، ومنذ الموسم الأول وصل بنادي بيروت إلى المربع الذهبي، ثم قدّم مستوى مميّزاً في البطولة العربية التي استضافها النادي على ملعبه في الشياح (حل في المركز الثاني خلف الإتحاد السكندري المصري). سابا نجح في بناء تركيبة متماسكة وخاصة على المستوى الدفاعي لناد حديث العهد في دوري الأضواء، حتى إنه كان منافساً محلياً وعربياً منذ الموسم الأول، لكن هذا لم يشفع للمدرب المجتهد، فأقيل في الموسم الأخير، ليتم التعاقد مع مدرب أجنبي هو الصربي ميودراغ بيريسيتش، الذي لم ينجح في أن يتوّج باللقب المحلي. وتؤكد مصادر سلوية متابعة للدوري المحلي أن باتريك سابا لم يكن يستحق الإقالة، وخاصة أنه قاد النادي إلى الأضواء بسرعة كبيرة. وكان سابا قد أقيل أيضاً من تدريب منتخب لبنان الأول، بعدما قاده في مرحلة من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم. في تلك الفترة، نجح سابا في إعادة المنتخب إلى سكة الانتصارات في التصفيات، بعد المستوى الضعيف للبنان تحت قيادة المدرب الليتواني راموناس بوتاوتاس، لكن هذا أيضاً لم يشفع له، فأقيل وعيّن بدلاً منه سلوبودان سوبوتيتش، الذي لم ينجح بدوره في قيادة المنتخب إلى نهائيات كأس العالم. هي نتائج لا شك أنها تنصف عمل المدرب خلال فترته مع بيروت والمنتخب.