11 لاعباً كانوا الأفضل بنظر غالبية الخبراء حتى لو اختلفت الآراء. هؤلاء كرّسوا أنفسهم نجوماً في معظم مباريات فرقهم، وجاءت أرقامهم لتتحدث عنهم. منهم من استفاد من نجوميته الفردية، ومنهم من لمع في موازاة تألق المجموعة التي لعبت معه، ومنهم من اعتاد على البروز واستمر في النسج على المنوال عينه.حارس مرمى العهد مهدي خليل كان أحد هؤلاء اللاعبين، فهو بلا شك حمى نفسه بخط دفاع كان الأفضل في الدوري، لكنه في الوقت ذاته أظهر إمكاناته في الاختبارات الصعبة، وذلك بتصدياته التي أنقذت بطل لبنان من مواقف كانت ستضعه في وضعٍ حرج وتعقّد عليه الأمور. حارس مرمى المنتخب الوطني خاض 21 مباراة وترك الخشبات الثلاث فقط في مباراة واحدة، محافظاً على نظافة شباكه في 16 مناسبة، وهو رقمٌ كبير يعكس أحد الأسباب الرئيسية وراء فوز العهد باللقب الثالث على التوالي والسابع في تاريخه. في ظل تراجع الأداء الممتع للفريق الأصفر هجومياً، كان الدفاع ومن خلفه خليل الحجر الأساس وراء الإنجاز الجديد.

وإذا ما تم استعراض أفضل المدافعين لخطٍ مؤلف من ثلاثة لاعبين، يمكن ذكر ثنائي العهد حسين دقيق وخليل خميس. الأول بنظر قسمٍ لا بأس به من المتابعين هو أفضل لاعب في العهد هذا الموسم، وكذلك أفضل لاعب لبناني في الدوري. وهذا الأمر مردّه الى المستوى الثابت الذي قدّمه الظهير الأيسر، والذي تحوّل الى «جوكر» في خيارات المدرب باسم مرمر، حيث شغل أحياناً مركز قلب الدفاع، وأخيراً مركز لاعب الوسط ــــ المدافع (الارتكاز)، في المباراة أمام طرابلس ضمن ربع نهائي كأس لبنان.
وخاض دقيق 21 مباراة مع العهد في الدوري، مسجلاً هدفين، وممرراً آخرين، وهو كان المدافع المزعج لكل من واجهه، والمهاجم المقلق في كل مرّة انطلق فيها على الرواق الأيسر لزيادة الكثافة الهجومية، متميّزاً بكراته العرضية الخطرة.
الى جانبه، يمكن تسمية خليل خميس. الشاب الذي عانى من إصابة قوية في الكتف مطلع الموسم خلال المباراة أمام البقاع، تفوّق على نفسه بشكلٍ كبير. ففي المباريات الـ 16 التي خاضها قدّم خميس مستوى ثابتاً في قلب الدفاع وبدا قادراً على إيقاف أي مهاجمٍ محلي أو أجنبي. هو كسب تحدّياً شخصياً عندما تمكن من فرض نفسه أساسياً في ظل وجود أحد أفضل مدافعي القارة الآسيوية السوري أحمد الصالح في التشكيلة، إضافةً الى أحد أفضل اللاعبين المحليين الذين يشغلون مركزه أي نور منصور. أداءٌ دفع مرمر الى الإشادة بمدافعه الشاب في مناسبات عدة، وذلك بعدما أظهر نضوجاً استثنائياً وتركيزاً عالياً، متميّزاً في الكرات الهوائية وفي المواجهات الثنائية من دون أن يتسبّب بمشاكل حقيقية لفريقه في خط الظهر.
اما المدافع الآخر في التشكيلة المثالية فهو قاسم الزين الذي كان أحد أكثر لاعبي النجمة مشاركة في المباريات بمجموع 21 مباراة، سجل خلالها هدفاً واحداً.
الزين كان الثابت الوحيد في الخط الخلفي النجماوي إن كان مع المدرب الصربي بوريس بونياك، وبعدها مع موسى حجيج. واللافت أنه استطاع التأقلم مع كل من لعب حوله بدايةً مع السوري أحمد ديب، ولاحقاً مع البنيني محمد شاونا. وفي وقتٍ عانى فيه النجمة دفاعياً بشكلٍ كبير خلال مباريات عدة، كان الزين الأفضل بدوره القيادي واستبساله على أرض الملعب وتغطيته للكثير من المساحات التي تركها زملاؤه خلفهم.
بالانتقال الى خط الوسط، يظهر اسم آخر من النجمة، وهو السنغالي إدريسا نيانغ الذي لعب 21 مباراة ايضاً في موسمه الاول في لبنان. ولا شك ان نيانغ هو احد افضل الصفقات الاجنبية في الدوري، وذلك من خلال مجهوده البدني وحركته المتواصلة ودقّته في التمرير ولو ان فعاليته الهجومية غابت، اذ اكتفى بتمريرة حاسمة واحدة، لكنه كان اللاعب الذي يُعتمد عليه لتكسير هجمات الخصوم وكسب معارك خط الوسط.
لاعب ارتكاز آخر برز خلال الموسم، لكنه كان اكثر فعالية هجومية، وهو لاعب الانصار الدولي عدنان حيدر، الذي سجل 3 اهداف ومرر آخر في 16 مباراة خاضها. دور حيدر كان مفصلياً في عملية ربط خطوط الفريق الاخضر، وهو مثال لاعب الارتكاز «النظيف» في المواجهات وفي الفكر، حيث يجيد صناعة الألعاب من دون تعقيدات، وهي مسألة تجعله لاعباً لا يمكن الاستغناء عنه في الخطة الأنصارية المستقبلية.
وبالحديث عن المستقبل، يطلّ اسم حسين منذر بين لاعبي الوسط المميزين. نجم العهد الصاعد خاض كل مباريات فريقه الـ 22 مسجلاً هدفين وممرراً مثلهما. هو اللاعب الذي يمكنه تغطية غياب اي عنصر أساسي في خط الوسط، وخصوصاً انه يمكنه لعب دور مزدوج بمجهوده الدفاعي وقدراته الهجومية، والأهم ثبات مستواه حيث شكّل علامة فارقة في مباريات حسّاسة خلال الموسم الصعب.
وحده أحمد حجازي كسر احتكار «الثلاثة الكبار» للتشكيلة المثالية


أما على طرفي الملعب، فلا يمكن لأحد ان يكون افضل من نجمَي الأنصار والنجمة على التوالي: التونسي حسام اللواتي وقائد المنتخب الوطني حسن معتوق.
الأول نصّب نفسه افضل ممرر للكرات الحاسمة في الدوري بـ 11 تمريرة في 21 مباراة خاضها، اضافةً الى تسجيله 5 اهداف. اللواتي كاد ان يخرج من الملاعب اللبنانية قبل ان يبدأ الموسم بقرارٍ من المدرب الاردني عبد الله ابو زمع، لكن ما ان تعرّف عليه الإخير، وجد متابعو الدوري لاعباً ممتعاً بسرعته وفكره العالي ومهاراته، التي دفعت الانصار سريعاً لاقناعه بتمديد عقده، وهو ما حصل.
اما معتوق ورغم انه لم يخض افضل مواسمه مسجلاً 7 اهداف (كان ثاني الهدافين في الموسم الماضي بـ 13 هدفاً)، وممرراً مثلها في 19 مباراة، فإنه بقي النجم الاول للفريق «النبيذي» حيث انقذه في مباريات عدة، لكنه لم يتمكن من قيادته الى اللقب بالنظر الى تراجع مستوى بعض زملائه والظروف الفنية الاخرى التي تخبّط بها الفريق وجعلته يتقهقر الى المركز الثالث في نهاية المطاف.
واذا كان هناك من يفترض ان يشكر اللواتي على تمريراته الحاسمة فهو السنغالي الحاج مالك، الذي ابقى لقب الهداف في حوزته بتسجيله 19 هدفاً في 20 مباراة (مرر كرتين حاسمتين ايضاً). الحاج مالك كان «البعبع» الذي هابه الحراس، وهو بدا هذا الموسم افضل من الموسم الماضي مع اعتياده اكثر على اجواء الكرة اللبنانية. لكن المطلوب منه اكثر في الموسم المقبل اذا ما اراد قيادة الانصار لاستعادة اللقب ولو ان الرقم الذي وصل اليه اكثر من ممتاز.
وفي ظل ندرة المهاجمين المحليين وسيطرة الاجانب على لائحة ترتيب الهدافين، فرض مهاجم الاخاء الاهلي عاليه احمد حجازي نفسه بحلوله ثانياً خلف الحاج مالك، مسجلاً 11 هدفاً في 19 مباراة، اضافةً الى تمريره كرتين حاسمتين. تميّز حجازي كالعادة بسرعته وحسّه التهديفي العالي، ما منحه الافضلية على المدافعين الذين حاولوا مراقبته، فوجد الحل في اصعب الظروف على ارض الملعب، وكان اللاعب الافضل في الفريق الجبلي، وهو الذي سيقف امام تحدٍّ اقوى في حال عودته الى العهد بعد انتهاء اعارته، حيث سيكون مطالباً بفرض نفسه في تشكيلة مليئة بالنجوم.
لا تكتمل التشكيلة المثالية الا بوجود المدرب الأفضل اي باسم مرمر، الذي يحسب له قيادته العهد الى اللقب رغم صعوبة المهمة المعقّدة حيث أُجبر على تبديل حساباته بشكلٍ شبه اسبوعي بسبب الاصابات الكثيرة التي عصفت بنجومه. كما يحسب له كيفية ايجاد التوازن في تشكيلة مليئة بالأسماء الكبيرة، وتعامله مع كل مرحلة من مراحل الموسم، فكان عليه التوفيق بين المشوارين المحلي والآسيوي، بانتظار ان يقود بطل لبنان الى الإنجاز القاري ليكون اول مدرب لبناني يحقق هذا الإنجاز.