استقال المدرّب الصربي بوريس بونياك. الخسارةُ أمام العهد، بعد عشر مباريات فاز بتسعٍ منها وتعادل في واحدة، لم تكن السبب في تقديم استقالته. «الفجوةُ بين المدرب واللاعبين وعدم استيعابهم أسلوب اللعب المعتمد»، هي الأسباب الأساسيّة. يعترف المدرب الصربي في لقاءٍ مع «الأخبار» بأنه اتخذ خيار ترك الفريق منذ مدّة بسبب عدم التفاهم بينه وبين بعض اللاعبين. يؤكّد أن لا مشكلاتٍ شخصيّة معهم، من الشباب إلى النجوم، وأن العلاقة مع الجميع كانت جيّدة، لكن عدم استيعابهم أسلوب لعبه وطريقة عمله هو الأمر الذي دفعه إلى اتخاذ هذا القرار. برأي بونياك، المشكلة في العقليّة، والمشكلات الصغيرة تكبر مع الوقت. «جئت إلى النجمة لأحقق لقب الدوري الغائب عن النادي منذ أربعة مواسم، وأردت إضافة أمورٍ جديدة في طريقة اللعب المعتمدة في السنوات الماضية، إلّا أن اللاعبين يريدون الاستمرار في النهج عينه. أتفهم أن اعتماد خططٍ جديدةٍ وأسلوب لعبٍ مختلف يشكّل ضغطاً عليهم، لكن عدم تطبيق المطلوب في التمارين والمباريات أدّى إلى حدوث هذه الفجوة بيني وبينهم». يرى بونياك أن استقالته هي القرار الأفضل بالنسبة إليه وللفريق، وأن المدرب الجديد «الذي لم أسمع عنه إلّا بعد تعيينه»، قد يكون أقرب إلى اللاعبين. مشكلة العقلية ليست محصورة بلاعبي النجمة فحسب، حسب بونياك. «النجمة هو الفريق الأفضل في لبنان ولاعبوه من النخبة، لكن المشكلة في كرة القدم اللبنانيّة بشكلٍ عام، وفي تأسيس اللاعبين بشكلٍ خاص». يُقارن المدرب الكرة اللبنانية بنظيرتها في الكويت، حيث درّب ثلاثة فرق هناك، وكان له تجربةٌ قصيرةٌ مع المنتخب الأوّل. عدا عن امتلاك الأندية أموالاً أكثر، ما يسمح لها بالتعاقد مع لاعبين أجانب أفضل، يرى بونياك أن اللاعب الكويتي يتعلّم الاحتراف منذ الصغر، فيما يصعد اللاعب اللبناني من الفئات العمرية وهو غير مؤهّل للعب مع الفريق الأوّل، «المشكلة في المدرسة الكروية». هذه المدرسة هي الحجر الأساس في تقدّم اللعبة، من وجهة نظر بونياك، ووجهة نظر آخرين أيضاً لهم باع طويل في عالم التدريب.نتائجُ بونياك في الدوري المحلي هي الأفضل بعد نتائج العهد بفارقٍ بسيط. خلال أربعة أشهر، فاز بلقب كأس النخبة وفريقه يحتّل المركز الثاني في ترتيب الدوري خلف المتصدر بثلاث نقاط، إلا أن الجمهور والإدارة، وحتى الجهاز الفنّي المساعد، أبدوا امتعاضهم في أكثر من مناسبة على الأداء والمستوى الذي قدّمه الفريق. بالنسبة إلى بونياك، الأهم هو تحقيق النتائج، ولأجل هذا الأمر جاء إلى النجمة بحسب ما يقول. «جئت إلى النجمة لتحقيق الألقاب. النتائج هي التي تُحقق الألقاب، ويختلف الأمر إذا أراد البعض تقديم عروضٍ ليستمتع الجمهور بها، ولكن حتّى إذا لم يكن يُعجب اُسلوبي في اللعب المشجعين وغيرهم، عليهم أن يحترموا النتائج التي حققتها. أخرج من النجمة اليوم وأنا راضٍ عما قدّمته».